قال تعالى "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"... (سورة البقرة- الآية 179).

Ad

تم في الأسبوع الماضي تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق ثلاثة من المدانين وفق أحكام قضائية نهائية، ولا شك أنهم في خير ما داموا قد نالوا جزاءهم في الدنيا، فمهما يكن العذاب في الدنيا فإنه لا يقارن بعذاب الآخرة وعذاب جهنم، وأسأل الله أن يرحمهم ويغفر لهم ويتجاوز عنهم، فقد انتقلوا الآن إلى ذمة أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، والله سبحانه وتعالى أرحم على العبد من أمه... فهو الرحمن الرحيم.

وتنفيذ حكم الإعدام علناً يصبّ في المصلحة العامة، ويكون رادعاً حقيقياً ومساعداً في خفض نسبة الجريمة وتوعية الناس بأن للدولة يداً حديدية، وأنها قادرة على حفظ الأمن وإرساء قواعد الأمان لحماية الوطن والمواطنين ضد كل من تسوّل له نفسه بالقتل أو ارتكاب جرائم كبيرة، بحيث يكون مشهد الإعدام عبرة وعظة للجميع، فالقضية ليست شهوة انتقام بل تمكين للعدالة وحفظ للمجتمع.

والحقيقة أن طريقة الإعدام شنقاً ليست مناسبة، وهي تقليد أعمى للغرب، ومن مساوئها أنها تؤدي في أحيان كثيرة إلى تأخير موت المحكوم عليه، حيث لاحظنا أن بعض من نفذ فيهم الحكم يبقون فترة من الزمن من دقائق إلى ربع ساعة وربما أكثر وهم يتعذبون قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة وتصعد أرواحهم إلى بارئها.

لذلك علينا أن نطبق "حد السيف"، فحينما جعل الشرع السيف هو الأداة لتنفيذ الإعدام فإن ذلك فيه رحمة بالمحكوم عليهم، حيث إن القصاص بالسيف ينهي الأمر في جزء من الثانية، فينفصل مركز الإحساس الموجود بالدماغ عن بقية الجسد، ثم يتوقف القلب بسرعة عن العمل في لحظتها وفي أقل من جزء من الثانية، فلا يشعر المحكوم عليه بأي ألم أبداً.

 فالشرع الحنيف صان حق المحكوم عليه، وذلك بتنفيذ الحكم بطريقة سريعة حتى ينتهي الأمر سريعاً، وفي ذلك مصلحة للجميع.

ولاحظت أيضاً أن طريقة جلوس لجنة تنفيذ الحكم في مواجهة منصة الإعدام غير مناسبة، وفيها إساءة للموقف الجلل، حيث جرى تنفيذ حكم الإعدام كما لو كان حفل استقبال، وكأنه لا يمتُّ لهذا الحدث بصلة، وكأن الأمر ليس في مواجهة منصة إعدام وأمام تنفيذ حكم إعدام، وفي حضور ملك الموت... فالموت له هيبة وعبرة وعظة يجب احترامها.