• جيش النظام يجهز لاجتياح حمص • «النصرة» تفجّر «مفخخة» قرب الجولان  • صلوات لـ «عودة الأمان»

Ad

في ظل الغياب الكبير لمساعي حل الأزمة السورية المستمرة منذ 22 شهراً بالطرق الدبلوماسية، واصلت العمليات العسكرية تصدُّر المشهد، فبينما صعّد الجيش السوري هجماته على معاقل المعارضة في مدينة حمص تمهيداً لاجتياحها، أغارت مقاتلاته على مناطق شرق دمشق، في حين استهدفت قوات المعارضة المخابرات العسكرية في ريف دمشق.

شن الطيران الحربي السوري صباح أمس غارات جوية على مناطق شرق دمشق، بعد ساعات من تفجير قرب حدود هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، أدى إلى مقتل ثمانية عناصر من المخابرات العسكرية على الأقل.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن «طائرات حربية عدة نفذت غارات جوية على بلدات ومدن الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى مقتل «ما لا يقل عن ثمانية من عناصر المخابرات العسكرية إثر تفجير مقاتل من جبهة النصرة المعارضة سيارة مفخخة في فرع المخابرات في سعسع التابعة لريف دمشق والواقعة على بعد 23 كيلومتراً من حدود هضبة الجولان»، ليل أمس الأول.

وأوضح المرصد، أن العدد «مرشح للارتفاع لوجود جرحى من المخابرات في حالة خطيرة»، مؤكداً أن «عنصراً آخر من هذه الجبهة الإسلامية، التي أدرجتها واشنطن على لائحة التنظيمات الإرهابية، قام بتفجير سيارة أخرى عند حاجز للجيش النظامي في محيط الفرع، ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود وإصابة آخرين». كذلك، شهد حي التضامن في جنوب دمشق ومحيط مخيم اليرموك اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين ليل الخميس الجمعة.

تقاطع حمص

وفي محافظة حمص (وسط)، قال ناشطو المعارضة أمس إن «جيش النظام صعد هجماته على معاقل المعارضة في المدينة ودفع بقوات برية في مسعى إلى اجتياحها لتأمين طريق لقواته»، موضحين أن «نحو 15 ألف مدني حوصروا عند الأطراف الجنوبية والغربية للمدينة قرب تقاطع طريقين أحدهما يربط بين شمال البلاد وجنوبها والثاني يربط بين شرقها وغربها وهو تقاطع هام لقوات الأسد في تحركها بين دمشق والساحل المطل على البحر المتوسط». وأضافوا أن «القصف الجوي والصواريخ التي أطلقها الجيش ونيران المدفعية قتلت على الأقل 120 مدنياً و30 من مسلحي المعارضة منذ يوم الأحد»، موضحين أن «ميليشيات الشبيحة الموالية للأسد قتلت أكثر من 100 سني من الرجال والنساء والأطفال حين اقتحمت منطقة قريبة قبل عشرة أيام».

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلين معارضين في مدينة راس العين الحدودية، مشيراً إلى أن «مقاتلي الوحدات سيطروا على حي الخرابات والمشفى الوطني في المدينة، بينما تراجع مقاتلو الكتائب من مواقع عدة داخل المدينة وانسحب بعضهم» إلى تركيا. وأدت أعمال العنف أمس الأول إلى مقتل 98 شخصاً، بحسب المرصد.

صلوات وتظاهرات

في المقابل، وبينما دعا الناشطون المعارضون للنظام إلى التظاهر ضد النظام كما يفعلون كل يوم جمعة تحت شعار «قائدنا محمد، سيدنا إلى الأبد»، أقيمت صلوات في المساجد السورية بدعوة من السلطات «لصلاة مليونية» أمس من أجل عودة الأمن إلى البلاد، أشار الإعلام الرسمي إلى «مشاركة شعبية واسعة» فيها.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»عن «مشاركة شعبية واسعة لأداء صلاة الحاجة في المساجد الجامعة في سورية على نية عودة الأمن والأمان إلى الوطن». وبث التلفزيون الرسمي مشاهد مباشرة عن الصلاة التي أقيمت في مسجد بني أمية الكبير في دمشق أمّها الشيخ محمد البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام إثر صلاة الجمعة.

مواجهة الموت

سياسياً، ومع وصول أكثر من 4400 لاجئ سوري إلى مخيّم الزعتري أمس، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن «الأردن يشهد عدداً قياسياً من اللاجئين الوافدين من سورية»، مشيرة إلى وجود ما يزيد على 30 ألف لاجئ في المخيّم منذ بداية العام الحالي، مقابل 16400 في ديسمبر، و13000 في نوفمبر، و10000 في أكتوبر.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمزيد من العمل في مواجهة «دوامة الموت» في سورية، التي أكد أن الصراع فيها تحركه أزمة سياسية عميقة يجب حلها عبر الوسائل السياسية.

وشغلت الأزمة السورية حيزاً كبيراً من الكلمة التي ألقاها كي مون في منتدى دافوس الاقتصادي الدولي، وقال فيها إن «المواجهة العسكرية في سورية تتسبب في خسائر بشرية هائلة بين المدنيين، في الوقت الذي يسود الاستقطاب في البيئة السياسية مختلف أنحاء المنطقة، بين الدول التي تساعد على تأجيج الصراع من خلال إرسال أسلحة إلى طرف أو آخر في الصراع.

خطة الأسد

وكان الرئيس السوري ظهر على شاشة التلفزيون الرسمي أمس الأول مشاركاً في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في أحد مساجد دمشق، بينما أعلنت وزارة الداخلية أنه سيسمح للمعارضين السوريين خارج البلاد بالدخول إلى سورية ومغادرتها من دون التعرض لهم بهدف مشاركتهم في الحوار الوطني.

إلى ذلك، قال الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن «القيادة الروسية ترى أن الخطة التي اقترحها الأسد يمكن أن تشكّل أساساً جيداً جداً لمساعي إنهاء النزاع. وكان الأسد اقترح في 6 يناير خطة على 3 مراحل لإنهاء النزاع، تقوم أساساً على عقد مؤتمر وطني بعد وقف العمليات العسكرية، يليها ميثاق وطني وحكومة جديدة وانتخابات وعفو عام.

(دمشق، موسكو- أ ف ب،

يو بي آي، رويترز)