الاحتكار يعود إلى السينما رغم أزمتها

نشر في 12-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 12-04-2013 | 00:01
تتفشى في الوسط السينمائي، في الفترة الأخيرة، ظاهرة استغلال منتجين معينين الأزمة التي تعصف بهذا القطاع، للسيطرة على نجوم الشباك بعقود احتكار، بدل السعي إلى تقديم فن يعيد الجمهور إلى السينما التي هجرها بسبب الأوضاع السياسية.
نسرين إمام إحدى النجمات اللواتي وقّعن عقد احتكار مع «سينرجي»، وبموجبه لا يحقّ لها العمل إلا مع الشركة أو بعد استئذانها، وهو ما حدث بالفعل. توضح حول هذا الأمر: «رغم أن الاحتكار يمنعني من العمل في السينما، إلا أنني لست نادمة على التوقيع على هذا العقد، لأنه أفادني  في بدايتي وساعدني على الاختيار الجيد عندما كنت أفتقر إلى الخبرة».

بدوره وقع حمادة هلال عقد احتكار لمدة خمس سنوات لصالح السبكي، مبرراً موافقته بأن السبكي بمثابة والده، ما دفعه إلى رفض عروض أخرى، بالتالي لا يستطيع العمل من دون أن يستشيره.

يضيف أنه رغم نجاحه السينمائي في العامين الماضيين، إلا أنه لم يحقق أحلامه الفنية بعد، ويعتبر أن الوقت مبكر  لتقديم مسلسل تلفزيوني، لذا تراجع عن قرار الاشتراك في مسلسل «الركين» بعد التوقيع عليه، نافياً  أن يكون للسبكي دخل في ذلك.

ينفى محمد رمضان توقيعه عقد احتكار مع السبكي، موضحاً أن العقد بينه وبين السبكي عبارة عن مجموعة من الأفلام لم يبق منها  إلا «قلب الأسد» وهو في مرحلة تصويره، وفيلم آخر لم يتم تحديده لغاية الآن.

يضيف أن انسحابه من مسلسل «الركين»، مردّه إلى اكتشافه صعوبة التوفيق بين تصويره فيلم «قلب الأسد» المحدد عرضه في موسم الصيف وبين المسلسل المعد للعرض في رمضان 2013، نافياً أن يكون قد تعرض لضغوط من السبكي لينسحب.

 يشير إلى  أن الاحتكار يحدّ من قدرة الفنان الذي  يفترض أن ينوّع في خياراته، وفي الغالب يكون الاحتكار في غير صالحه.

في المقابل رفض نجوم كثر فكرة الاحتكار رغم كثرة العروض التي انهالت عليهم من بينهم: دنيا سمير غانم التي أكدت أن فكرة الاحتكار غير واردة لديها كونها تحدّ من حرية الفنان وخياراته.

أسلوب مرفوض

 يرى المنتج هاني جرجس فوزي أن الفنان، إذا كان مبتدئاً وسيصنع المنتج منه نجماً، فمن حق الأخير  إرغام الممثل على توقيع عقد احتكار لأنه مكتشفه وينفق الأموال ويجازف ويخاطر بوجه جديد قد ينجح وقد يفشل.  أما إذا كان الممثل مشهوراً فالمسألة تختلف وتعتمد على تراضي الطرفين.

يضيف أنه رفض اتباع هذا الأسلوب مع وجوه جديدة قدمها في أعمال عدة، حرصاً منه على منحها فرصة في الانتشار والتنقل بين المنتجين.

أما عبد الجليل حسن، المتحدث الرسمي باسم الشركة العربية، فينفي وجود احتكار في الفن في مصر عموماً وفي الشركة  خصوصاً،  واصفاً ما يحدث بأنه ارتياح بين فنان وشركة ما يتمثل في المعاملة الطيبة، وتوفير الشركة مقدراتها لتضمن أفضل ظهور لممثلها الذي يبذل جهوده  ليرضي الجمهور.

يضيف أن «المنتج يوفر للنجم أفكاراً جيدة تساعده في تغيير أدواره باستمرار،  في الأحوال كافة العلاقة بين المنتج والفنان قائمة على العرض والطلب».

بدوره يوضح الناقد طارق الشناوي أن الاحتكار موجود منذ فترة طويلة وتعرّض له أكثر من نجم، مثلا هنيدي وعلاء ولي الدين احتكرهما آل العدل، حكيم وسعد وعز احتكرتهما الشركة العربية... ولا علاقة لذلك بحال السينما  سواء كانت تمر بأزمة أم لا.

يضيف الشناوي أن المنتج، عندما يشعر بأن فناناً أصبح نجم شباك ومطلوباً لدى الجمهور، يحاول السيطرة عليه للاستفادة منه، وهو ما ينطبق على محمد رمضان بعد الإيرادات التي حققها في فيلم «عبده موتة».

يشير إلى أن ذلك ليس عيباً، ولكن العيب في استغلال المنتج الفنان لتقديم أعمال تحقق إيرادات بغض النظر عن الفن الذي يقدمه، «بالطبع لا ينطبق ذلك على كل عقود الاحتكار، لأن الفنان إذا حقق ما يريده المنتج عندها ينصرف إلى تقديم أعمال تمحو ما قدمه تحت سيطرة الاحتكار، ليبدأ المنتج البحث عن نجم جديد».

معادلة متساوية

تعزو الناقدة ماجدة موريس انتشار هذه الظاهرة إلى أن المنتج والفنان يستفيدان من هذه المعادلة، ربما يكون الفنان في البداية فائزاً قبل أن يخسر في النهاية ويكون عليه البدء من جديد، ليمحو أثر أعماله التجارية، بعدما أدرك خطأه بحق نفسه، وتحوّل إلى سلعة يقدم  موضوعات معينة تحقق له نجاحاً تجارياً، وقبل أن يمل منه الجمهور، كما حدث مع محمد سعد ومحمد هنيدي.

 تضيف: «يحقق النجم نجاحات مادية قد تصبح في ما بعد ضده، أما بالنسبة إلى المنتج فيبحث عن نجم آخر ليبدأ معه الرحلة من جديد».

back to top