عيد: النظريات الجمالية أساس علم السينوغرافيا
دشن أولى الندوات الفكرية للمهرجان الأكاديمي مع إعراب
في الندوة الفكرية للمهرجان الأكاديمي، أكد د. كمال عيد أهمية السيكولوجيا في تحديد موقف السينوغرافيا على خشبة المسرح.
دشنت أولى الندوات الفكرية للمهرجان الأكاديمي الثالث تحت عنوان «المسرح العربي المعاصر: القضايا، الاتجاهات، التقنيات»، والتي تستمر طوال أيام المهرجان في محاور عدة بقاعة غانم الصالح بالمعهد.حمل الجزء الأول من الندوة التي أدارها فيصل القحطاني بحثاً بعنوان «حساسيات الدراماتورجيا الجديدة من الفضاء المغلق إلى الفضاء العام» للمحاضر المغربي د. محمد إعراب، إذ قال عن تقنية تضخم النصوص التي تعتبر إحدى خصائص الدراماتورجيا الجديدة لا ينبغي قراءتها قراءة قدحية واعتبارها جانبا سلبيا في الحساسيات الجديدة، بقدر ما تشي هذه التقنية بخصوبة الفعل المسرحي وتعدد مسالكه». ثم تابع إعراب قائلاً: «دأبنا على اعتبار المسرح فنا صناعيا تقليديا، ولكن أمام المتغيرات أصبح المسرح مضطراً أن يغير أداءه وأدواته ويتعامل مع الوسائط دون فقدان هويته»، مضيفاً أن الوسائطية تتمظهر على مستويين، الأول في كيفية الأداء المباشر داخل فضاء فرجوي، والثاني جماع التعقيدات التي تعتمد على شاشات متعددة تبث فيها صور مسجلة وتعتد نظاما صوتيا قويا وهذا التنويع يؤدي إلى إغراق الفضاء الفرجوي بالنصوص المتعددة».واختتم إعراب بالقول: «ولعل من الحساسيات الكبرى للدراماتورجيا الجديدة، اشتغال الجسد والفضاء والصوت والصورة، وتغيير (كودات) المتلقي انطلاقا من التكنولوجيا».ثم انتقل بنا د. كمال عيد في الجزء الثاني من الندوة إلى بحثه «السينوغرافيا في المسرح العربي المعاصر»، متناولاً مدخلاً تاريخياً عن السينوغرافيا وأصول هذا المصطلح العلمي كمفردة ومعناها، مشيراً إلى أهمية السيكولوجيا في في تحديد موقف السينوغرافيا على خشبة المسرح، إذ تعمل المنظرية على إيقاظ المزاج عند المتفرج نتيجة ما يجري أمام عينيه وبصره ساعة العرض المسرحي، من صور متلاحقة، وألوان ديكورات، وتخوم وأحجام تتعامل مع الفضاء المسرحي.كما تعمل على تأكيد درامية الشخصيات وسلوكها ومسارها عبر المشاهد والفصول لتعكس نيّات وسرائر تلك الشخصيات، كعامل مساعد لمهنة الإخراج على الإيضاح والتعبير، لا يعني هذا التعديل أو التبديل تخطياً لأصول الدراما، بل هو على العكس تأييد لدور الفن التشكيلي المعاصر، وتعانقه مع فن المسرح وفق صيغة سينوغرافية حديثة ومعاصرة.وأشار عيد إلى أن النظريات الجمالية هي أساس علم السينوغرافيا بحيث نرى ونشاهد آثار العمل السينوغرافي – تطبيقاً حياً – على خشبة المسرح، وهذه حقيقة دامغة، لكن هذا التطبيق الساحر، يرتكز بالضرورة على سابق موجود له، أي جميع النظريات التي سبقته، ومهّدت لظهوره. وعليه، فالتطبيق هي مرحلة ثانية تابعة، لابد لها أن ترتكز أو تستند على شيء نظري ثابت ومحدد، «إذ لا يمكن لنا إهمال نظريات الجمال حتى وإن لم يكن مصطلح (سينوغرافيا) قد وُلد بعد».