لمسة براين دي بالما الخاصة في Passion

نشر في 20-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-09-2013 | 00:01
لم يلقَ الفيلم الفرنسي Crime d’Amour نقداً إيجابيّاً عام 2010. كذلك لم يحقق إيرادات كبيرة على شباك التذاكر في فرنسا والولايات المتحدة. ماذا عن فيلم Passion؟
تفصيل ما شدّ صانع الأفلام الأميركي الشهير براين دي بالما إلى فيلم Crime d’Amour. وعندما اشترى منتج الفكرة ليعيد دي بالما تصويرها في فيلم أميركي، كان مخرج Scareface, Dressed to Kill، The Untouchables، والجزء الأول من Mission: Impossible يدرك المواضع التي يمكنه فيها الاستعانة {بلمسة دي بالما} ليطوّر هذه القصة حول امرأتين والخصومة التي تدور بينهما في مكان العمل.

يذكر دي بالما عن الفيلم: {أحببت التفاعل والصراع الدائم بين المديرتين المتنافستين في شركة الإعلانات تلك}. تشارك في النسخة الأصلية الممثلة كريستن سكوت توماس، التي تؤدي دور ربة عمل تخون مساعدتها إيزابيل (لوديفين سانييه)، ما يؤدي إلى عواقب مميتة، فيما تسعى الأخيرة إلى الانتقام. يضيف دي بالما: «أعجبتني الفكرة الرئيسة عن أن إيزابيل تقر أنها ارتكبت حماقةً ما، أنها تقنع الناس أنها اقترفتها، وأنها لم تكن واعية حين قامت بذلك. كل الأصابع تشير إليها، إلا أن هذه الأدلّة زائفة. لا شك في أن هذا مفهوم مبدع. لذلك تمسكت به».

«المرأة القاتلة»

تحتوي القصة على نوعين من «المرأة القاتلة» التي يعشقها دي بالما، فضلاً عن حبكات وحيل تذكّر بأفلام هتشكوك، وهذه أيضاً ميزة إضافية من مزايا دي بالما. لذلك لم يتبقَ له سوى العمل على إدخال موضوعه الأحب إلى قلبه: شهوة التلصص. فكروا في أفلام الثمانينيات الكلاسيكية، مثل Blow Out وDressed to Kill التي نرى فيها شخصيات تراقب الآخرين من دون أن يدروا. لذلك يعتمد Passion، النسخة الجديدة من هذه القصة التي يقدمها دي بالما، على أداة التلصص الحديثة الفضلى: الهاتف الذكي.

يقول دي بالما: {أقف مذهولاً أمام التغييرات التي تطرأ على طريقة صنعنا الأفلام والأشياء التي بات باستطاعتنا إعداد أفلام عنها. يتمحور الوجه التكنولوجي في الفيلم حول الهاتف الذكي الذي يتحوّل إلى عامل أساسي في القصة}.

استوحى الفكرة من الإنترنت: تشغّل شابة كاميرا الفيديو وتضع الهاتف في جيب سروالها الخلفي لتلتقط صور كل الرجال والنساء الذين يتأملون خلفيتها خلال مرورها. يحوّل دي بالما هذه الفكرة إلى حملة إعلانات مبتكرة تطرحها المساعدة إيزابيل (نومي راباس من The Girl With the Dragon Tattoo). إلا أن ربة عملها (رايتشل مكأدامز) تنسب الفضل إلى نفسها.

يوضح دي بالما: «تتمحور النسخة الأصلية من الفيلم حول ربة عمل تسرق أفكار مساعدتها. ما من حملة أو منتج. لكنني استخدمت الهاتف الذكي كأداة لفضح إيزابيل وإذلالها. فيتحوّل إلى الأداة التي تسجل أعمالها وتصرفاتها السيئة فيما تخطط للجريمة».

ينتمي دي بالما إلى جيل من صانعي الأفلام الذين يشتهرون بأسلوبهم وبلمساتهم الخاصة التي يضيفونها إلى الشخصيات والمشاهد والكاميرا. يصوّر هذا المخرج لقطات طويلة ليزيد من التوتر، وغالباً ما يعرّض النساء للخطر، ولا يتردد في تحويلهن إلى ضحايا ومجرمات.

يتحدث دي بالما عن فرضه أسلوبه على القصة وعشقه «للنساء القاتلات»، ويقول ضاحكاً: «إنهن أكثر سحراً وجمالاً».

ويضيف: «لا أفكّر في هذه المسائل عادةً. لا أولي أهمية كبرى لواقع أن السمعة والأسلوب هما الأهم في مجال عملنا. ولا أفكّر في ما إذا كنت أكرر نفسي أو لا. فكل هذه تفاصيل يفرضها علينا النقاد. أتأمل المواد المتوافرة بمساعدة فريق عملي ونحاول التوصل إلى الطريقة الفضلى لتحويلها إلى فيلم ناجح. نكرر أحياناً بعض التفاصيل من أعمالنا السابقة، لأن أفلامنا تعكس في النهاية طبيعتنا. ثمة أمور أقوم بها بواسطة الكاميرا ومع الشخصيات، وهي ركيزة أسلوبي. تُعبّر هذه عن شخصيتي».

أفلام نادرة

دي بالما، الذي سيبلغ الثالثة والسبعين من عمره في الحادي عشر من سبتمبر، عضو في أخوية صانعي الأفلام الكبار، التي تضم أيضاً كوبولا، سكورسيزي، سبيلبرغ، شرودر، وفريدكن. وقد مر أكثر من عقد منذ أن حقق أحد أفلامه ضجة كبيرة: أول جزء من Mission: Impossible مثّل فيه توم كروز. صارت أفلام دي بالما أكثر ندرة وإثارة للجدل في السنوات الأخيرة. أخفق فيلما Femme Fatale وThe Black Dahlia، في حين أن فيلم Redacted بالكاد أطلق عام 2007. يشير وليام فريدكن (The French Connection) إلى هذه المرحلة من مسيرة المخرج المخضرمة بعبارة {مسيرة صعبة صعوداً نحو الهاوية} في مذكراته The Friedkin Connection.

لكن النقد الباكر الذي تلقاه فيلم Passion أفضل نسبيّاً مما وُجّه إلى أفلامه الأخيرة. فقد ذكرت صحيفة Toronto Globe and Mail: {إن كنت تهوى جرائم القتل وتعشق الميلودراما، عليك مشاهدة Passion (الشغف)، مع أن الفيلم خال من أي عاطفة».

يدرك دي بالما أن الحظ حالفه لأن صديقتيه راباس ومكأدامز وافقتا على أداء الدورين الرئيسين، فذلك ضمن إنتاج الفيلم. عُرض الدور على راباس التي طلبت بدورها من مكأدامز التي شاركتها في سلسلة Sherlock Holmes لروبرت داوني، الانضمام إليها في هذا الفيلم أيضاً.

يذكر دي بالما ضاحكاً: «تختار أبطال فيلمك هذه الأيام بالصدفة». ويأمل أن يحالفه الحظ أيضاً خلال إعداده فيلم Happy Valley الذي يدور حول فضيحة جو باترنو- جامعة ولاية بنسلفانيا. يذكر: «تتمكن حيناً من اختيار الممثلين بسهولة، وتواجه أحياناً صعوبة بالغة في انتقائهم. في هذه المرحلة، تلاحظ أن لكل فيلم طريقة عمل خاصة به».

back to top