متى صمت للمرة الأولى في شهر رمضان؟
لا أستطيع تحديد الوقت بالضبط، أعتقد عندما بلغت العاشرة، بالطبع كان الصيام صعباً ولم يكن كاملاً بل كان لنصف اليوم فقط، بعدها أتناول وجباتي المفضلة بصورة عادية حتى نبهني أبي إلى هذا الأمر، وعندما كبرت اعتدت صيام اليوم بأكمله.ما ذكرياتك عن أول رمضان صمته؟كنا نخرج قبل فترة السحور بقليل ونركض وراء «بوطبيلة» في الشوارع لينبه الناس على السحور والصلاة، كان الزمن جميلاً بكل معانيه، بروعته وأشخاصه البسطاء. أتذكر أنه أثناء الفطور كان الجيران يرسلون إلى بعضهم البعض أطباقاً منوعة من المأكولات الجميلة، وكانت عادة، إلا ان البعض تخلّف عنها في الوقت الراهن ولا أعرف السبب.عموماً كانت الأجواء رائعة ولم نكن نشعر بالملل ولا حتى بالجوع، لحرصنا على الصلاة والعبادة وشعورنا بمسؤولية تجاه هذا الأمر.هل تفضل قضاء رمضان في الكويت؟لا أتخيل نفسي خارج الكويت في رمضان، حتى عندما أتلقى دعوات لمناسبات خارج المنزل أحاول قدر الإمكان الاعتذار لأبقى مع عائلتي، فما بالك في السفر؟لماذا؟ لأن لي طقوسي الخاصة التي أحب أن أمارسها في منزلي، عموماً تختلف أجواء الكويت في رمضان عن الأجواء في البلدان الأخرى، عندما يتحدث معي زملاء من دول خليجية، يؤكدون لي أن رمضان في الكويت مختلف عن باقي الدول العربية، ربما لروعة الناس أو لتنوع المأكولات ولذتها، لدينا في الكويت الكثير من الأطباق الشهية التي تميزنا عن باقي الدول.ما أكلتك المفضلة في الإفطار؟لا أتخيّل الإفطار من دون التمرية التي تُصنع بطريقة خاصة وشوربة العدس التي لها الأولوية في كل وقت، لذا يتصدّران قائمة الإفطار، بعد ذلك تأتي الوجبة الرئيسية ولا أمانع من أن تتكوّن من الرز، إلا أنني لا أفضله كثيراً في رمضان بل أفضل تناول التشريبة.ماذا عن السحور؟وجبتي المفضلة على السحور رز وروب. لا أكون جائعاً، أحياناً، بسبب كثرة «الغبقات» في الدواوين التي أتردد عليها بعد الفطور، إلا أن وجبة السحور ضرورية قبل الصوم.هل تتذكر أول عيدية حصلت عليها؟بالطبع، كانت خمسين فلساً من والدي، آنذاك كانت القطعة المعدنية تشتري لنا أشياء كثيرة. أما ثاني أكبر عيدية فكانت ربع دينار من جدي، وكان هذا المبلغ كبيراً بالنسبة إلي، اليوم مع العولمة تغيرت الأمور، تعطي الطفل ثلاثين ديناراً وتجده غير راضٍ ويريد المزيد.هل قمت بالقرقيعان؟منذ طفولتي واظبت على القرقيعان حتى أصبحت شاباً لأن الأجواء كانت مختلفة وجميلة.ما أوجه الاختلاف في القرقيعان بين الماضي واليوم؟اليوم أصبحت الأمور معقدة وبعيدة عن البساطة، في الماضي كانت الفرق تتنافس على القرقيعان، لكل «فريج» مجموعة من الشباب والبنات يجولون في الأحياء للحصول على الحلوى، ولم نكن نقبل إلا بأخذ نسبة كبيرة من القرقيعان، حتى البيوت في ذلك الوقت كانت تحرص على هذا الأمر.اليوم، ربما وجدت ما يسمى بـ«قرقيعان الخدم» لعزوف الشباب عن هذه العادة، فلا تصادف إلا مجموعة من الفتيات والأطفال معهم خدم يحملون أكياساً ملونة ويرتدون ملابس متنوعة ومعقدة. ثم أصبحت الأمور مكلفة مع وجود شركات تنافسية كبيرة، ولكل واحدة تصميم معين للقرقيعان، المهم أن تبقى هذه الأجواء وألا تختفي إلى الأبد.هل تدخل المطبخ في رمضان؟لا أجيد الطبخ ولا أي شيء يتعلق به، أتحسّر لعدم تعلمي الطبخ في وقت مبكر من عمري، فهو ليس مهنة صعبة لكنها مهمة حتى بالنسبة إلى الرجل، ولا مانع من مساعدة الزوجة في المطبخ. شعرت بأهمية الطبخ في فترات التصوير وتمنيت لو أنني تعلمته.هل تتذكر أعمالك التي قدمتها في رمضان؟أبرز عمل قدمته في شهر رمضان كان مسلسل «كامل الأوصاف» مع نخبة من الفنانين، فشكل نقطة تحوّل في مشواري الفني، إذ عرفني الناس من خلاله، خصوصاً أنه من بطولة النجوم: حياة الفهد، أحمد الصالح، عبدالإمام عبدالله، غانم الصالح وكوكبة من الفنانين. هل ثمة طقوس معينة تمارسها في الشهر الفضيل؟لي طقوس خاصة سواء في الأكل أو النوم وحتى في الصيام، ولا أحب الإفطار خارج المنزل.ما الذي يميز شهر رمضان؟إنه شهر رحمة ومغفرة، وله طعم خاص في الكويت إذ تختلف أجواؤه عن الدول الباقية. في هذا الشهر تطيب النفوس وتسود الألفة والتعاون ويتصالح المتخاصمون ببركة الله عز وجل، وتنظف الصدور ويزداد الخير والزكاة على الفقراء.بالتأكيد يرتاد الناس المساجد ويواظبون على قراءة القران وتزداد العبادات لله عز وجل، أتمنى ألا يتوقف ذلك مع انتهاء هذا الشهر بل متابعته في كل وقت وفي أي شهر، لأن عبادة الله عز وجل أحد أهم الأمور التي لا يجب أن يتركها الإنسان، فيها باب التوفيق والنجاح والبعد عن كل شر.
توابل
علي جمعة: أمارس طقوساً خاصة في الشهر الفضيل
15-07-2013