19 من قيادات «الدعوة السلفية» يندمجون في «التيار العام»

Ad

في تطور جديد، ربما يعصف بمصير «الدعوة السلفية»، أكبر الكيانات الدعوية التي تأسست في سبعينيات القرن الماضي، لنشر المذهب السلفي، أعلن عدد كبير من قياداتها انشقاقهم، خلال الأيام الماضية، وتأسيس «التيار السلفي العام»، نظراً لما اعتبروه انحرافاً في السياسات التي أُنشئت من أجلها الدعوة، وكان آخرها دعمها «خريطة المستقبل» التي وضعها الجيش، في 3 يوليو الماضي.

الانشقاقات حدثت بعد تأييد الدعوة وحزب «النور» السلفي، الإجراءات التي اتخذها «الجيش» تجاه الرئيس السابق محمد مرسي، معتبرين الأمر وصل إلى درجة خيانة العهد، وكان على رأس هؤلاء المعترضين النائب الثاني للدعوة السلفية، سعيد عبدالعظيم، الذي يقود حالياً التيار السلفي العام.

إلى ذلك، نفى عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية والقيادي بحزب «النور» شعبان عبدالعليم، وجود ما يسمى بالتيار السلفي العام، موضحاً لـ»الجريدة» أن الأمر من قبيل الحرب الإعلامية التي يمارسها بعض الكارهين لتماسك «الدعوة»، مؤكداً أن الأمر داخل الدعوة السلفية لا يتعدى الخلاف في وجهات النظر ولم يصل إلى درجة الانشقاقات، وتابع قائلاً: «المرونة الموجودة داخل التيار السلفي تجعله يتقبل جميع الأفكار دون الدخول في تناحر أو شقاق».

رئيس الدعوة السلفية بمحافظة الجيزة، محمد الكردي، الذي انشق عن الدعوة السلفية، لم يكتف بنفي كلام عبدالعليم، بل أضاف قائلاً لـ»الجريدة»: «وصلنا إلى الآن تسعة عشر قيادياً منشقاً، وجار تدشين ذلك التيار ليكون معبراً عن حقيقة التيار السلفي، التي أصابها العديد من الشوائب خلال الفترة الماضية»، رافضاً الكشف عن أسماء تلك القيادات المنسحبة، إلا بعد الانتهاء من تدشين التيار فعلياً، موضحاً أنهم سوف يتخذون من حزب «الوطن» ذراعاً سياسية لهم.

المتخصص في الحركات الإسلامية كمال حبيب قال، إن «الجزم بتفكيك الدعوة السلفية واندثارها أمر يصعب توقعه، خاصة أن الانشقاقات أمر طبيعي في علم السياسة»، مشيراً إلى أن الفيصل هو كيف يعطي المنشق تصورات جديدة تعالج أخطاء الكيان الأم، وهذا ما لم يظهر حتى الآن في الكيانات الجديدة المنشقة من جماعات كبرى، مثل حزب «الوطن» المنشق من حزب «النور» والذي يعتبر أداؤه إلى الآن ضعيفاً ولا يرقى لتحديات المرحلة، وكذلك حزبا «الوسط» و»مصر القوية» الخارجان من عباءة «الإخوان» لم يقدما إلى الآن أي أطروحات جديدة لمعالجة الواقع.