استطاعت زينب خلال عام من الغناء أن تمسك المال بيدها، بل أن تضع الذهب في يدها أيضاً، فاشترت ووالدتها كثيراً من الأساور الذهبية والحلي.

Ad

بعدما عرفت الحقيقة، لم تستطع سنية أن تقاوم حجم الكارثة التي وقعت كالصاعقة على رأسها، فخرت مغشياً عليها أمام باب المنزل حيث كان المرسال يطلب من شقيقتها الإسراع في الذهاب إلى الفرح.

نقلت زينب ووالدتها، بمساعدة بعض الجيران، سنية إلى داخل المنزل مجدداً، وما إن أفاقت وتذكرت ما سمعته من الرجل حتى انفجرت في البكاء، ولم تنجح أي من أمها أو شقيقتها في إيقافها.

- عالمة... عالمة يا زينب. زينب بنت المعلم محمد سعد أكبر معلمين بحري والجمرك تشتغل على آخر الزمن عالمة! وانت يا أمي اشتغلت إيه انت كمان؟

= لك حق يا بنتي تعملي أكتر من كدا.

- اعمل إيه؟ هو أنا قادرة أعمل حاجة. ولا انتوا خليتوا حاجة تتعمل ما خلاص. سمعتنا وشرفنا اتمرمط في الوحل.

سمعت زينب جملة {سمعتنا وشرفنا اتمرمط في الوحل} وانطلقت من مكانها كالصاروخ متجهة إلى سنية وصفعتها صفعة قوية:

* اخرسي قطع لسانك.

- بتضربيني يا زينب!

* واقطع رقبتك طالما ما عندكيش تمييز ومش عارفة بتقولي إيه؟

- أمال عايزاني أقولكم إيه يا ست زينب يا متصيتة؟ اصقفلكم وارقع زغروطة؟

* لا تصقفي ولا تزغرطي. تقعدي وتهدي وآني نفهموكي على كل حاجة.

كان الوقت قد مر سريعاً، فرأت سنية أنه من الأفضل أن تذهب إلى الفرح الذي أتت لأجله، كي لا تلفت نظر زوجها وأهله، على أن تستأذن منه لتمضية الليلة مع شقيقتها ووالدتها في بيت العائلة، لتعود لسماع قصة {الست زينب العالمة}.

ذهبت سنية إلى الفرح والكارثة تسيطر عليها، فلاحظ زوجها علي اللبان ارتباكها وتوترها، فأكدت له أنها تشعر بإرهاق وتعب، وتود لو أنها بقيت في بيت والدها يوماً أو يومين إلى حين استرداد عافيتها... فوافق.

لم يكن ما حدث من سنية وسقوطها أمام بيت والدها قد مر مرور الكرام، بل ظل بعض المحيطين بهم في الشارع يبحثون ويسألون عن السبب حتى عرفوا عن طريق الرجل الذي جاء يسأل عن {الست زينب العالمة}. غير أن الحظ خدم زينب بأن عمها محمود وأسرته كانوا قد انتقلوا للعيش في بيت أكبر في منطقة {سيدي جابر} بالقرب من بيت سنية، التي عادت مسرعة إلى بيت أسرتها، لتسمع سيرة {الست زينب العالمة} كما وصفتها وكيف عملت بهذه المهنة التي تجلب العار على كل من يمتهنها، خصوصاً من أبناء الأسر والعائلات.

حمل ثقيل

جلست زينب في حجرة ووالدتها في حجرة، فتركتهما سنية وجلست في حجرة ثالثة، وانخرط ثلاثتهن في البكاء، لم يوقفهن إلا حضور خيرية صديقة زينب:

# إيه دا هو إيه اللي بيحصل هنا؟

- مش عارفة إيه اللي بيحصل يا ست خيرية؟ طب زينب وصاحبتك قدرتي تاكلي بعقلها حلاوة لكن الست الكبيرة تسمع كلامك وتطاوعك أزاي؟

# إيه الكلام دا يا سنية... أنا؟!

* خيرية مالهاش دعوة يا سنية. لو كان فيه غلط حصل يبقى غلطتي أنا. كلميني أنا.

- أكلمك بعد أيدك ما اتمدت عليا.

* تنقطع الأيد اللي اتمدت عليك يا أختي.

- لا بعد الشر. بس أنا عقلي هيشت مني... إزاي تعملي كدا؟

* آني عايزه نسألوكي جيتي كام مرة هنا من ساعة أبوكِ ما مات... انت وأخواتك.

- ما انت عارفة مش بخاطري الخروج والدخول.

* عارفة يا أختي... مش القصد. بس نقصد نقولك جيتي كتير جيتي قليل. سألتي نفسك مرة البيت دا ماشي إزاي من بعد المرحوم. سألت نفسك أنا وأمك بنصرفوا منين؟ سألت نفسك ليه عمنا أخد نصيبنا من تجارته مع أبونا وما حدش من أخواته ولا من العيلة قاله فين حق الولايا؟ مسألتيش نفسك بناكلوا ونشربوا إزاي... ولا بنمد أيدنا للناس وناخدوا صدقة.

- بعد الشر عليكم من الصدقة. أنا عمري ما جه في بالي نسأل. كنت حاسة إن البيت ماشي زي ما كان ماشي أيام المرحوم... ما عرفش يعني.

* وأخواتك برضه ما يعرفوش. بس ما حدش حاول يعرف إحنا عايشين إزاي؟!

- وهو ما فيش غير الشغلانة دي يعني؟

* مالها... بنشتغلوا بشرفنا وعمر ما حد داس لنا على طرف.

- أيوا يا أختي بس العيلة... واسم المرحوم؟

* العيلة اللي ما سألتش علينا من يوم المرحوم ما مات... وبعدين أنا بشتغل باسم زينب صدقي. يعني اسم محمد سعد هيفضل بعيد.

على رغم عدم موافقة سنية على ما تقوم به زينب بشكل كبير، فإنها اقتنعت تماماً، بل وأصبح لديها استعداد لأن تدافع عن زينب وما تقوم به أمام بقية شقيقاتها وأزواجهن أو غيرهم ممن يمكن أن ينتقدوا عملها، غير أن زوجها لم يسأل عن شيء فاطمأنت أنه لم يعلم بأمر زينب، كما لم يعلم أحد من أفراد العائلة.

شعرت زينب بأن جزءاً من الحمل الثقيل الذي كانت تحمله في صدرها قد انزاح بمعرفة سنية بأمر امتهانها الغناء في الأفراح، ما أتاح لها فرصة العمل بشكل أكبر، وعلى نطاق أوسع، حيث قدمت لها صديقتها خيرية عرضاً جديداً، كان لا بد من أن تتوقف زينب عنده قبل اتخاذ قرار فيه:

* لا استني عليا يا خيرية أبلع ريقي وأخد نفسي وبعدين عيدي الكلام عليا تاني.

= هي حدوتة... بقولك ها نشتغلوا في كازينو {محمد علي} اللي في {زيزينيا}.

* هنعملوا إيه؟

= اسم الله عليك وحواليك. هو إحنا ياختي بنعملوا إيه؟ بنشتغلوا طباخين ولا سفراجية؟ انت هتغني وأنا هنرقص.

* هنغنوا ونرقصوا كدا قدام الناس.

= وهو إحنا لما بنغنوا ونرقصوا في الأفراح مش بيكون اللي قاعدين قدامنا برضه ناس. في إيه محسساني أنك أول مرة تغني؟

* مش القصد. بس لما يتقال بنغني في فرح غير لما يتقال بنغني في تياترو.

= فرح... تياترو... قهوة... المهم إنك بتغني للناس. المكان اللي بتغني فيه بقى اسمه إيه مش مهم. خلينا بقى نقب على وش المالح.

* هيدونا كام في التياترو دا؟

= كل واحدة فينا هتاخد اتنين جنيه في الجمعة.

* اتنين جنيه في الجمعة... سبعة أيام. دا إحنا بنروحوا الفرح الواحدة مننا بتاخد اتنين جنيه غير النقوط.

= ايوا ماهو مش كل يوم في فرح. هو فرح كل أسبوع... وسواعي أسبوع آه وأسبوع لا... لكن هنا النهارده تاخدي اتنين جنيه في التياترو دا بكره تلاتة في غيره بعده عشرة في واحد جديد.

بعد الصدمة الأولى، استوعبت زينب الدرس، فجمعت والدتها وشقيقتها وعرضت عليهما الأمر قبل الموافقة، وبعد مناقشات طويلة ومستفيضة حول هذه النقلة المهمة في مشوارها المهني، وافقت كل من الأم والشقيقة سنية، فلم تعد زينب {عالمة أفراح} بل انتقلت إلى خانة مطربة محترفة في تياترو {محمد علي}، مكان له اسم معروف، منذ عام 1918.

مطربة التياترو

استعدت للوقوف للمرة الأولى على خشبة تياترو {محمد علي}، فكان لا بد من أن تحضِّر أغنية أحبها الجمهور، وهو الأمر الذي كان عليها أن تناقشه مع صاحب التياترو الخواجة {إيليانو}:

= ست زينب انت لازم غني أغنية مشهور الناس ييجي مبسوط كتير.

* أيوا يا خواجة أنا عارفة.

= شوف ست زينب. صحيح أنا يتكلم مصري مكسر لكن أنا مصري. أنا عشت في مصر عشر سنين... أنا مش خواجة.

* ماشي يا خواجة. قصدي يا عم إيليانو. انت عندك أغنية معينة؟

= أنا عندي واحدة أسطوانة عليه أغنية لمرحوم شيخ سيد درويش، بصوت محمد عبد الوهاب سجلها مع بيضا فون السنة اللي فات... حاجة مظبوط خالص.

حفظت زينب اللحن الجديد للمطرب محمد عبد الوهاب، بمساعدة {عواد} فرقة التياترو عطية أفندي، نهاراً مع مواصلة التدريب ليلاً في البيت بمساعدة والدتها على العود أيضاً، حتى كانت الليلة الأولى لظهورها على خشبة المسرح بمفردها من دون مصاحبة خيرية لترقص أمامها، حيث خصص لكل منهما فقرة تقدمها بمفردها. ما إن أعلن المذيع الداخل للتياترو عن المطربة الجديدة زينب صدقي، حتى شعرت زينب بأنها سيغشى عليها، وأنها نسيت اللحن وكلمات الأغنية، وظلت واقفة مكانها على رغم إعلان المذيع عن اسمها أكثر من مرة، حتى جاءت خيرية من الخلف ودفعت بها إلى خشبة المسرح، لتجد نفسها وجهاً لوجه أمام الجمهور الذي استقبلها بفتور، ما زاد من توترها وقلقها، ولكن ما إن عزفت الموسيقى اللحن حتى انطلقت زينب:

 

خايف أقول اللي في قلبي تتقل وتعند ويايا

ولو داريت عنك حبي تفضحني عيني في هوايا

أنا زارني طيفك في منامي قبل ما حبك

طمعنى بالوصل وسابني وأنا مشغول بك

عايز أعاتبه لكن خايف يروح يقول إني بحبك

ولو داريت عنك حبي تفضحني عيني في هوايا

صعبان عليّ أشوف غيري عاش متهني

راضي بقليلي ويرضيني بعدك عني

وأملي قربك ونعيمي وأقول لقلبي إني بحبك

ولو داريت عنك حبي تفضحني عيني في هوايا

يسألني ما لك وأنا حالف إني أخبي

والعين خانتني وبات عارف اللي في قلبي

روحي وحياتي تعالالي ما دام عرفت إني بحبك

ولو داريت عنك حبي تفضحني عيني في هوايا.

الجمهور الذي استقبلها بفتور التهبت أياديه من التصفيق لها بمجرد انتهاء الأغنية، ولم تصدق زينب ما تسمعه وتراه من استقبال الجمهور لها.

أزمة القطن

لكن يبدو أن دوام الحال من المحال، وفجأة تعرض الاقتصاد المصري لظروف كارثية في عام 1929، بعدما أعلنت بورصة الإسكندرية عن انخفاض أسعار القطن، الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد المصري، في الأسواق العالمية بنسبة 70%، نتيجة للأزمة الحادة التي واجهتها صناعة النسيج البريطانية، المستورد الرئيس للقطن المصري، ما أدى إلى موجة واسعة من ارتفاع الأسعار وحالة من الكساد، وطرد عدد كبير من الفلاحين من الأراضي الزراعية من كبار الملاك المصريين والأجانب، وتضخم عبء الضرائب والإيجارات والديون للمرابين والتجار، واستغلت البنوك والشركات الأجنبية الوضع وطردت الفلاحين من أراضيهم بسبب الديون التي لم يسددوها، فقد كان رأس المال الأجنبي يتحكم بشكل مباشر في كل مجالات النقل والكهرباء والبنوك والصناعة والرهونات الزراعية، بل وأيضاً الملاهي الليلة. انعكس ذلك كله بشكل كبير على رواد الملاهي، حيث كان معظمهم من كبار التجار وبائعي القطن، الذين انتقى الفنان نجيب الريحاني شخصية من بينهم وقدمها باسم {كشكش بك} فيزيد لمعان هذه الشخصية، وتنتشر على مسارح الإسكندرية، حيث أقبل الجمهور على هذه النوعية من المسرح، التي تقدم له تشكيلة فنية متنوعة، بين الرقص والغناء والتمثيل والمونولوج، فابتعد إلى حد ما عن الملاهي التي تقدم الطرب فحسب، وبدلاً من رجاء الخواجة {ايليانو} لزينب أن تبقى كما كانت معه، تبدل الأمر وراحت ترجوه أن يبقي على الجنيهين، بعدما قرر أن يخفضهما إلى جنيه فقط في الأيام الثلاثة التي تغني فيها في التياترو.

مع تدهور الأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار، وجدت خيرية صدقي، صديقة زينب، أن الإسكندرية لم تعد تتسع لهما، ففكرت في البحث عن ساحة أكبر:

= أيوا مصر... انت خايفة ليه؟

* مش مسألة خايفة... بس هانروح نقول يا مين في مصر.

= أيوووه... لك حق ما انت ما خرجتيش من إسكندرية.

* يعني هنكدبو؟ أيوا ما خرجتش من إسكندرية. يبقى أول ما نشطح ننطح نروح مصر وآني ما نعرفوش حد هناك.

= لأ تعرفي.

* أعرف مين؟

= خيرية!! هو أنا مش ماليه عنيكي؟

* انت تملي عين فؤاد الأول.

= يبقى خلاص بينا على مصر.

* انت بتتكلمي إزاي بس؟ أنا مش منقولة من هنا إلا لما اعرف هانشتغلوا فين وهنسكن إزاي. انت ناسية أني لازم أخد أمي معايا. منقدرش نخطي خطوة من غيرها.

= خلاص أنا هروح أدبر الأمور هناك أنا أتعرفت على الست ماري منصور وهي قالتلي أنزل لها التياترو بتاعها في مصر في حته اسمها روض الفرج. هروح وأظبط الدنيا معاها وأكلمها عنك. وأرجع أخدك أنت وخالتي.

غادرت خيرية الإسكندرية متجهة إلى القاهرة وكلها أمل وتفاؤل في حياة جديدة تجمعها بصديقتها زينب، رسمت ملامح هذه الحياة بينها وبين نفسها، أثناء رحلة القطار إلى القاهرة، لكن ما إن وصلت إلى مكان تياترو ماري منصور في روض الفرج، حتى تحطمت كل الأحلام على صخرة التياترو المغلق!

اكتشفت خيرية أن التياترو مغلق وأن ماري منصور لم تجد ما تنفق به على نفسها، وليس على العاملين في فرقتها، بعدما ساد الكساد تجارة الفن والترفيه أيضاً، وسيطرت الأحوال الاقتصادية السيئة على كل شيء.

في طريق رحلة العودة من القاهرة إلى الإسكندرية، اضطرت خيرية إلى أن تبيت ليلتها في إحدى لوكاندات شارع عماد الدين، على أن تستقل القطار في صباح اليوم التالي عائدة إلى الإسكندرية، فقادتها الصدفة إلى التقاء يوسف عز الدين، الذي كان يجهِّز فرقة مسرحية للسفر بها إلى بيروت، لتقديم عدد من ليالي الفرقة هناك، فما إن تعرف إليها حتى وافق على ضمها إلى الفرقة فوراً، مشترطاً عليها أن السفر من الإسكندرية بعد خمسة أيام.

حاولت خيرية أن تعرض على يوسف أمر صديقتها زينب، غير أنه لم يوافق:

= دي مطربة دقة زمان... متلقيش منها دلوقت.

- دقة زمان... دقة دلوقت... مفيش مكان. ثم انت بتقولي إنها مطربة. أنا إزاي أوافق على مطربة لا شفتها ولا سمعتها؟

= أنا المسؤولة عنها ياسي أمين.

- وانت مين مسؤول عنك. في حاجة اسمها أنا المسؤولة. يلا يلا نتقابل في المينا في إسكندرية يوم الحد اللى جاي.

سافرت خيرية إلى الإسكندرية وهي تفكر في ما يمكن أن تقوله لصديقتها، فقد تركت الإسكندرية وهي متحمسة لأن تصحبها معها إلى القاهرة، ولولا تعقل زينب وتمهلها لكانت قد أتت معها إلى القاهرة، ولو أنها فعلت ذلك فكيف كانت ستتصرف الآن؟ وماذا ستقول لها عن سفرها إلى بيروت، نعم هي رحلة قصيرة لن تستغرق أكثر من ثلاثة أسابيع، ولكن هذه الأسابيع الثلاثة قد تغير أموراً كثيرة.

عادت خيرية إلى بيتها لتحضير حقائبها والاستعداد للسفر إلى بيروت، وهي تظن أنها ستفاجئ زينب بخبر سفرها إلى بيروت، غير أنها فوجئت بصديقتها وقد جهزت لها مفاجأة من نوع آخر.

(البقية الحلقة المقبلة)

جنيهان أسبوعياً

أصبحت زينب إحدى مطربات كازينوهات الإسكندرية وملاهيها، بل وراح الجمهور يطلبها بالاسم إذا غابت يوماً، على رغم أن صوتها لم يكن في جمال صوت أمها، فإنها في نهاية الأمر كانت تعرف جيداً أن جمهورها يكون معظمه من السكارى، وربما لم يبحث أغلبهم عن الطرب الأصيل، ولكنها تؤدي جيداً وتحفظ الأدوار بشكل صحيح، وتستطيع أن تأتي بالمقام من دون نشاز، ما جعل لها وجوداً بين مطربات الملاهي، فاتفقت مع الخواجة { إيليانو} على أن تغني في ملهى {محمد علي} ثلاثة أيام فقط، وبالمقابل نفسه، جنيهان في الأسبوع:

= ازاي ست زينب؟ انت يغني ستة أيام باتنين جنيه.

* شوف يا خواجة.

= ست زينب أنا مش خواجة... أنا مصري.

* طب شوف يا سي مصري... أنا بصراحة عندي عرض أغني فى اللونا بارك بستة جنيهات في الأسبوع.

= دا واحد مجنون. ستة جنيهات في أسبوع كتير... كتير.

* خلاص. أنا علشان العيش والملح هغني تلاتة أيام هنا وتلاتة أيام هناك.

= حرام عليك زينب. أيليانو واحد مسكين.

* وزينب كمان يا خواجة مصري مسكين أكتر.

 

اتفقت زينب على أن تغني الأيام الثلاثة الأخرى في ملهي {لونا بارك} مقابل جنيهين أيضاً، ليكون أجرها في الأسبوع أربعة جنيهات، لترتفع أسهمها وتشعر بحالة من الانتعاش الاقتصادي الذي لم تعتد عليه، فجدّدت أثاث بيت الأسرة بالكامل، لتشعر الأم بما وصلت إليه ابنتها.