لبنان: حبس الأنفاس مستمر... وبري يسحب اقتراحه
جعجع يرد بعنف على عون... وباسيل مع «إحياء الأرثوذكسي»
أعاد إسقاط مشروع اللقاء «الأرثوذكسي» أمس الأول الأمور إلى المربع الأول على صعيد قانون الانتخاب، ذلك ان مشروع القانون «المختلط» الذي تقدمت به «القوات اللبنانية»، و»تيار المستقبل»، و«الحزب التقدمي الاشتراكي» لن يبصر النور، بسبب وقوف «التيار الوطني الحر»، و«حزب الله» ضده.ورغم أن الأوضاع بدت إيجابية بعد طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري صيغة تجمع بين الأرثوذكسي و»الستين» تنص على إجراء الانتخابات 50 في المئة على أساس «الأرثوذكسي» النسبي مع دائرة واحدة، و50 في المئة على أساس «الأكثري» واعتماد 26 قضاء، فإن موجة التفاؤل تضاءلت بسرعة، بعد سحب بري الاقتراع بسبب رفضه من قبل تيار المستقبل، الذي أصر على رفضه أي عودة إلى الأرثوذكسي.وكان «التيار الوطني»، و«حزب الله» أعلنا دعمهما لاقتراح بري، كما اعتبر الرئيس السابق أمين الجميل رئيس حزب الكتائب أن صيغة بري قد تكون مدخلاً جيداً للحل. جعجعفي السياق، حمّل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بشدة على رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، معتبراً أنه «أسوأ ما يحصل للمسيحيين»، لافتاً إلى أن المسيحيين لا يريدون أن يطالب أحد بحقوقهم «بل أن يفكّ عنهم»، داعياً إياه إلى «السكوت»، ملوّحاً بـ«معركة مفتوحة» معه. واعتبر جعجع أنّ «ما ورد في الصحف (الخميس) يظهر طبيعة الحملة التي نتعرض لها ومن خلفها»، لافتاً إلى أن «البعض لا يعرف أن يعمل سياسة إلا بالوحول»، قائلاً: «كم من جرائم ترتكب باسم تحسين أوضاع المسيحيين أو الأرثوذكسي»، لافتاً إلى أن «هناك مايسترو واحداً يدير هذه الوسائل الإعلامية، وهو أبعد من الرابية».وتوجه جعجع إلى «التيار الوطني الحر» بالقول: «القرار الوحيد غير الحكيم الذي اتخذته في الأسابيع الماضية أني تحاورت معكم»، مضيفاً: «مش حرام يا عماد عون أن تحقن شبابكم وتحمسهم على رفاقهم واخواتهم؟»، متوجهاً إلى عون بالقول: «ان تحمل القوات المسؤولية وتظهرها في موقع الخيانة للقضية المسيحية كذب ليس بعده كذب»، مؤكداً أن «القصة أبعد من قانون الانتخاب بل لها قضية بوجود القوات».واعتبر أن «أسوأ شيء حاصل للمسيحيين اليوم أن لديهم عون وكل ما يريدونه أن يفك عنهم»، مشيراً إلى أن «الوجود المسيحي في لبنان يتوقف على وجود دولة يكون لديهم ثقة فيها، بينما عون بتحالفاته مع محور سورية وإيران هل يؤمن للمسيحيين وجودهم في لبنان؟ هل حرب تموز أمنت للمسيحيين حقوقهم؟».باسيلورد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل على جعجع، قائلاً: «وظيفة القانون المختلط هي إسقاط الأرثوذكسي»، مشدّداً على أنّه «لن يمر ومن السهل الطعن فيه»، معتبراً أنّ «ما حصل نكسة كبيرة وطعنة للمسيحيين، ولا أحد انتصر، لأن الأرثوذكسي هو لإنصاف الجميع».وتابع: «خسرنا فرصة حقيقية من أجل وضع ضبط للشارع المسيحي، ونخلص من حالة التفتت المسيحي»، مشيراً إلى أنّ المسيحيين خسروا الكثير «ولكن ربحنا أنفسنا».وشكر باسيل «حزب الله وحركة أمل والمردة وحزب الطاشناك، لأن مع حلفائنا رفعنا العدد إلى 64، ونشكر كل المسلمين الذين وقفوا معنا بحقوقنا»، معتبراً أنّ «الأرثوذكسي لايزال على جدول الأعمال».باسيل طلب «من المسيحيين أن يضيئوا شمعة ويتأملوا بالروح القدس ليعود ويحيا الأرثوذكسي»، مشيراً إلى أنّ «خياراتنا بعد سقوط الأرثوذكسي مفتوحة على إمكانية توافق على قانون انتخاب، وصولاً إلى قانون انتخابي مثل النسبية على أساس الدوائر المتوسطة».