في انتظار استكمال «المتطلبات اللوجستية» لصفقة الإفراج عن اللبنانيين التسعة الذين كانوا مخطوفين في بلدة أعزاز السورية، التي تم التوصل إليها أمس الأول وتتضمن، حسب المعلومات، الإفراج عن الطيارَين التركيين المخطوفين في لبنان ومئات المعتقلات السوريات في سجون نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كان لافتاً عودة المسؤولين اللبنانيين إلى عبارة «شكراً قطر» اعترافاً منهم بفضلها في التوصل إلى هذه الصفقة.
وكان «حزب الله» خصوصاً اعتمد هذه العبارة وروج لها عقب حرب يوليو 2006، ولكنه ما لبث أن تخلى عنها بعد أن تغيرت السياسة القطرية قبيل انطلاق احتجاجات الربيع العربي، واستبدلها بعبارات العداء لقطر، خصوصاً لموقفها الداعم للثورة السورية. وكان لافتاً أمس العنوان الرئيسي لصحيفة «الأخبار» اللبنانية المقربة جداً من «حزب الله» ونظام الأسد، حيث كتبت الصحيفة بالبنط العريض: «قطر تكفّر عن ذنبها»، وذلك بعد أن بدأت التعليقات منذ مساء أمس الأول حول عبارة «شكراً قطر». في هذا السياق، هنأ رئيس المجلس النيابي زعيم حركة «أمل» نبيه بري المحررين اللبنانيين التسعة، وشكر قطر على «مساهمتها الأساسية واهتمامها ومتابعتها»، كما خص بالشكر «الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصياً الذي قام منذ اليوم الأول لهذه القضية بالاتصالات المتواصلة لتحريرهم، إضافة إلى تركيا التي تجاوبت مع الجهود المبذولة وأسهمت في إخراجهم إلى مناطقها الآمنة وعودتهم، فضلاً عن سورية التي تجاوبت على أعلى المستويات مع متطلبات حل هذا الملف». وكانت تقارير صحافية لبنانية نقلت عن مصدر تركي قوله إن «قطر توجت المفاوضات الطويلة والمتعبة التي أجرتها مع خاطفي اللبنانيين في أعزاز بدفع مبلغ 150 مليون دولار مقابل ضمانات بتحرير المخطوفين فوراً، وتسليمهم إلى وزارة الخارجية القطرية لتتولى بنفسها مرافقتهم إلى مطار بيروت الدولي». وقال المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أمس إن المخطوفين اللبنانيين التسعة المفرج عنهم أصبحوا في عهدة الأتراك في منطقة آمنة، وسيصلون إلى لبنان خلال 24 أو 48 ساعة. وقال إبراهيم إنه يقوم الآن باستكمال بعض الإجراءات اللوجستية لتسلم المحررين. وأشارت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام إلى أن المحررين اللبنانيين سيعودون إلى بيروت على متن طائرة قطرية خاصة برفقة اللواء إبراهيم ووزير خارجية قطر خالد العطية. وأشارت مصادر متابعة للملف إلى أن «تسلم إبراهيم للمحررين مرهون أوﻻً بوصول السجينات السوريات المفرج عنهن عن طريق البرّ إلى تركيا عبر أحد المعابر الحدودية في منطقة اللاذقية، ومن المتوقع أن تستغرق هذه العملية بعض الوقت بسبب جمع السجينات من عدة مناطق سورية ونقلهن إلى منطقة اللاذقية». وفي إسطنبول، أفادت مصادر خاصة متابعة لقضية الطيارين التركيين المخطوفين في لبنان بأن الجهة الخاطفة أبلغت الطيارين أمس بأنه سيتم إطلاق سراحهما خلال ساعات. وخطف اللبنانيون الـ 11 في سورية في 22 مايو من العام الماضي في منطقة أعزاز الحدودية مع تركيا، إثر عودتهم من رحلة زيارة للمراقد في إيران حسب ما أعلن أقرباؤهم، وتم الإفراج عن اثنين منهم في أغسطس الماضي. اللواء الحسن إلى ذلك، أحيا لبنان الذكرى السنوية الأولى لاغتيال اللواء وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي. وكان الحسن اغتيل بعد أيام من اكتشافه مخططاً لتفجيرات إرهابية كان وراءها النظام السوري بمساعدة الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة الذي لا يزال في السجن. في هذا السياق، أشار رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة أمس إلى أن «التاريخ سيسجّل أن أول ضابط لبناني حقق إنجازات متقدمة في مواجهة المجرمين والإرهابيين والعملاء والجواسيس هو اللواء وسام الحسن الذي استشهد دفاعا عن فكرة الدولة القادرة والعادلة، ودفاعاً عن المواطن وحقه في الأمن والأمان والحماية»، لافتاً إلى أن «التاريخ سيكتب أيضاً أن وسام الحسن هو الذي كشف للعالم أجمع المخطط الإجرامي الخطير الذي وضعته عصابة المملوك – سماحة». باسيل إلى ذلك، كشف وزير الطاقة جبران باسيل عن انتهاء تحليل المعطيات لمسح بحري قبالة جبل لبنان أثبت وجود 8 مكامن نفطية وغازية على الأقل تضاف إلى المكامن التي كشفت سابقاً. وأعلن باسيل، في تصريحات صحافية نشرت أمس، عن اكتشاف نفطي جديد، كاشفاً عن معلومات علمية حول كميات وافرة أيضاً من الغاز والنفط في المنطقة البحرية الواقعة قبالة جبل لبنان وبيروت والممتدة في بعض أطرافها جنوباً وشمالاً.
دوليات
لبنان بعد صفقة «مخطوفي أعزاز»: شكراً قطر
20-10-2013