شر «اتحاد القوى» ما يضحك
في إطار مسلسل اتحاد ألعاب القوى الفوضوي صعق المسؤولون في الهيئة العامة للشباب والرياضة من ورود كتابين من الاتحاد يحملان نفس المضمون للمشاركة في البطولة العربية يختلف فيهما أسماء الوفد الإداري فقط.
تصرفات مسؤولي اتحاد ألعاب القوى كمن يعدو إلى الخلف، أو يثب إلى أسفل أو حتى يرمى الجلة والقرص إلى أي اتجاه غير الاتجاه المحدد.فهذا الاتحاد الذي تراجعت فيه نتائج أغلب اللعبات، إن لم تكن كلها، في المنافسات الخليجية والعربية والآسيوية، يشهد حالياً العديد من القصص والروايات الغريبة والطريفة والعجيبة، التي تؤكد أن مسؤوليه يبذلون جهداً مضاعفاً في الصراع بينهم، ولو ادّخروا المجهود الذي يبذلونه دون كلل وملل، ووجهوه إلى الارتقاء بعمل الاتحاد لضمنت الكويت ميدالية أولمبية!
باختصار شديد وكما يقال "من دون لف أو دوران"، فإن الاتحاد تتم إدارته بطريقة "اليهال"، حيث يتخذ مسؤولوه قراراً ثم يصدرون قراراً آخر معاكساً تماماً نكاية في بعض الأعضاء، دون اعتبار بأن على كاهلهم مسؤولية وطنية تقتضي عليهم العمل على رفع علم الكويت في مختلف الاستحقاقات... ولم لا؟! فدول عربية وإفريقية آسيوية لا تمتلك نصف الإمكانيات التي تمتلكها الكويت، ومع ذلك نجح لاعبوها في رفع أعلام أوطانهم في البطولات الأولمبية، وهي دعاية لبلادهم لا تقدر بثمن.آخر طرائف وغرائب وعجائب الاتحاد تتمثل في إرسال كتابين ممهورين بتوقيعي رئيس مجلس إدارة الاتحاد صالح باتل المعصب، وأمين السر العام للاتحاد محمد عايض العتيبي إلى الهيئة العامة للشباب والرياضة، والكتابان يحملان نفس المضمون، وهو توفير مخصصات للوفد الذي شارك في البطولة العربية الـ 18 للرجال والسيدات التي استضافها قطر خلال الفترة من 21 إلى 24 مايو الماضي!ومن المؤكد أن السؤال الذي سيوجهه أي "عاقل" أو "مجنون": إذا كان الغرض من الكتابين توفير مخصصات الوفد الذي سيشارك في البطولة، فلماذا لا يتم الاكتفاء بكتاب واحد، تماشياً مع حملة "ترشيد"، خصوصاً أن جهاز الفاكس في هذه الحالة سيستهلك ورقاً أكثر وكهرباء مضاعفة!لكن حتى لا نظلم مسؤولي الاتحاد، وإحقاقاً للحق ليس إلا، فإن تشكيل إدارة الوفد في كل كتاب مختلف تماماً! وبعيداً عن السخرية والتهكم، فثمة سؤال يطرح نفسه بقوة ومفاده، لماذا تضمن الكتابان تشكيلين مختلفين لإدارة الوفد؟ والإجابة عن هذا السؤال غير مرهقة ولا تحتاج إلى عناء البحث أو حتى "ضرب الودع "، فللإجابة عن السؤال عليك التوقف قليلاً والعودة إلى مقدمة المنشور فقط، للتأكد من أن الاتحاد تتم إدارته بطريق "اليهال"، والدليل أن الباتل عقد اجتماعين، كل منهما تضمن إصدار قرار بتشكيل مختلف! فلماذا يتخذ الباتل قراراً ثم يتراجع فيه؟ ثم لماذا يرسل العتيبي كتاباً يتضمن التشكيل الإداري للوفد الذي يأتي على هواه فقط؟ لكن يبدو أن الأمر مجرد "عناد" لا أكثر!وهو عناد يعود دون شك إلى صراع مؤكد بين ممثلي أندية التكتل، الباحثة دائماً وأبداً عن المناصب، ودليل على أن الأندية لا ترشح إلا من يسعى للجلوس على المقاعد الوثيرة فقط، بحثاً عن مصالحه الشخصية، لا مصلحة الرياضة، كما أن ممثلي "التكتل" متى تواجدوا في مناصب ما سيتناحرون، ولو في ما بينهم، بحثاً عن مزيد من المكاسب، وللأسف الشديد فإن الرياضة والرياضيين الحقيقيين فقط هم من يدفعون الثمن غالياً.يذكر أن الوفد الذي غادر إلى الدوحة هو من تم اعتماده في اجتماع مجلس الإدارة رقم 50، الذي تمسك به العتيبي، بينما اعتمد الباتل على محضر اجتماع رقم 52، الذي لم توافق الهيئة على اعتماده اصلاً باعتباره باطلاً لعدم اكتمال النصاب.وما يثير الدهشة أن رئيس الاتحاد أصر على وضع اسم صالح جابر المري (مرشح الساحل لعضوية مجلس الإدارة) ضمن الوفد الإداري، وهو الذي سبق أن رفضت الهيئة ترشيحه لعضوية مجلس إدارة الاتحاد، لعدم مطابقته شروط العضوية.لكن الباتل أصر بشكل فج على قبول ترشيحه، متحججاً بأن الهيئة العامة ليس لها أدنى علاقة بقبول أو رفض المرشحين في مجالس إدارات الاتحاد وفقاً للقانون الجديد.فهل أراد الباتل من هذا الأمر الحصول على اعتراف الهيئة العامة للشباب والرياضة بشرعية عضوية المري؟ أم ان الأمر عندما يتعلق بالمصروفات والسفر يكون سلطان الهيئة مقبولاً للباتل ومن لف لف التكتل؟ويتعين على القائمين على الرياضة في الوقت الراهن التدخل وبقوة من أجل إعادة الأمور إلى نصابها السليم داخل أروقة اتحاد ألعاب القوى، والعمل على إعادة ترتيب أوراق الاتحاد، من أجل الحفاظ على المواهب التي تمتلكها الكويت، القادرة على تحقيق انجازات متى توفرت لها إدارة قوية، لا يتناحر أعضاؤها فيما بينهم على أمور أقل ما توصف به أنها "تافهة"!