أفلام الصيف تودّع دور العرض وتراجع الإيرادات يسيطر
لم تتجاوز حصيلة الإيرادات من الموسم الصيفي السينمائي 30 مليون جنيه، وهو رقم هزيل للغاية مقارنة بالأرقام التي لطالما حققتها السينما خلال الفترة نفسها من الأعوام السابقة. حتى إنها كانت تجمع هذه الإيرادات من خلال فيلمين فقط. أما اليوم فعلى رغم طرح ثمانية أفلام سينمائية فإن أياً منها لم تتجاوز إيراداته 13 مليون جنيه.
على رغم محاولات المنتجين إنعاش دور العرض السينمائية وبدء الموسم الصيفي قبل أسابيع من موعده بسبب حلول شهر رمضان مبكراً، فإن هذه المحاولات فشلت في أن تغطي الأفلام المطروحة أكثر من تكلفتها، الأمر الذي دفع المنتجين إلى تأجيل أعمال أخرى كان من المفترض طرحها خلال الموسم.تأثرت إيرادات السينما بشكل كبير بأيام الثورة المصرية، فقد أغلقت غالبية دور العرض وألغت الكثير من حفلاتها المسائية. وتكرر الأمر نفسه مع بداية شهر رمضان، فاختصرت مواعيد الحفلات وطرحت الصالات الضعيفة عدداً من الأفلام الأجنبية.
تصدر فيلم {تتح}، من بطولة كل من محمد سعد ودوللي شاهين ومروى، شباك التذاكر بإيرادات تجاوزت 13 مليون جنيه، وهو رقم وإن كان جعل الفيلم يتصدر الإيرادات فلم يصل إلى معدل الإيرادات التي حققتها أفلام سعد الأولى مثل {اللمبي} و{اللي بالي بالك}.سعد الذي استعاد صدارة شباك التذاكر للمرة الأولى منذ سنوات حظي فيلمه بردود فعل متناقضة بين النقاد، فمنهم من وجده يغير من أسلوبه في الأعمال ووجد آخرون أن الفيلم استكمال لاستغلال نجاح شخصية {اللمبي} التي قدمها قبل أكثر من 10 سنوات.أما {سمير أبو النيل} الذي يقوم ببطولته كل من أحمد مكي ونيكول سابا فبدأ مبكراً وقبل بداية الصيف بأكثر من ستة أسابيع، نظراً إلى حلول شهر رمضان. إلا أن الفيلم لم يحقق سوى 12 مليون جنيه، جاء معظمها في الأسابيع الثلاثة الأولى من طرحه.ولم تتجاوز إيرادات {الحرامي والعبيط}، الذي يقوم ببطولته كل من خالد صالح وخالد الصاوي وروبي، حاجز الأربعة ملايين جنيه على رغم الدعايا الإيجابية التي روجت له من خلال كتابات النقاد السينمائيين، في حين تراجعت إيراداته بشكل لافت خلال أيام الثورة المصرية.وصلت إيرادات {هرج ومرج} إلى أكثر من نصف مليون جنيه، وهو التجربة الأولى للمخرجة نادين خان في الأفلام الروائية الطويلة، فيما يقوم ببطولته عدد من الفنانين الشباب أبرزهم آيتن عامر ورامز لينر. ووصلت إيرادات {بوسي كات} لرندا البحيري إلى أكثر من 400 ألف جنيه، وهو التجربة الثانية للمخرج علاء الشريف. إيرادات فيلم {31 ديسمبر} الذي طرح في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لموسم الصيف لم تتجاوز حاجز 200 ألف جنيه، بينما لم يصل {متعب وشادية} إلى حاجز 100 ألف جنيه على رغم طرحه في 25 صالة لأكثر من شهر.أعمال خفيفةيشير الناقد السينمائي محمود قاسم إلى أن أفلام الصيف لم تختلف كثيراً عن الأفلام التي طرحت منذ بداية العام، فعلى رغم عددها المقبول فإن أياً منها لم يصبح علامة سينمائية وربما لا يتذكرها الجمهور بعد خروجه من قاعة العرض، مشيراً إلى أنها نتاج طبيعي للأوضاع السياسية ورغبة الجمهور في مشاهدة أعمال خفيفة.وأشار قاسم إلى أن محمد سعد أنكر أنه سيقدم شخصية اللمبي مجدداً، لكنه لم يأت في {تتح} بشخصية جديدة بل يقدم نفسه بالطريقة ذاتها، لافتاً إلى أن فئة الجمهور التي تشاهد أعمال سعد لم تتغير، ومفسراً زيادة الإيرادات بارتفاع أسعار تذاكر دور العرض، الأمر الذي انعكس على الإيرادات، فضلاً عن زيادة عدد نسخ الفيلم نتيجة طرحه في عدد أكبر من القاعات.كذلك أوضح أن بعض الأفلام يعلن منتجوها إيرادات أكبر من الإيرادات الحقيقية من باب الدعاية والترويج لها، وهو ما حدث في أكثر من فيلم خلال موسم الصيف، لافتاً إلى أن ضعف الإيرادات أمر طبيعي نتيجة للظروف السياسية وطبيعة الأفلام المطروحة وميزانيتها المحدودة.وأشار قاسم إلى أن ميزة الموسم الصيفي وجود فيلمين ينتميان إلى السينما المستقلة هما {هرج ومرج} و{عشم}، مؤكداً أن التجارب المتميزة بحاجة إلى الدعم من المحطات التلفزيونية من خلال تكرار عرضها بشكل مكثف كي يقتنع الجمهور بها ويذهب إلى الدور ويشاهدها، فهي على رغم جودتها الفنية لا تلقى الرواج الذي يمكنها من الاستمرار.