عبدالوهاب صامتاً صادحاً
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
اللوحات الرباعية التي قدمها عبدالوهاب العوضي لم تتوقف عن الغوص في شغله الشاغل، الإنسان وحريته وكرامته وحقوقه، ولم تقتصر على بلد بعينه، بل ساحت في آفاق الدنيا. صورة بانورامية للإنسان بكل زواياه، حملها عبدالوهاب وظل منذ زمن طويل مُصراً على أن مجتمعاً بلا حرية ولا عدالة هو مجتمع للوقت الضائع. والجميل أن عبدالوهاب ظل محافظاً على مقاييسه ومعاييره دون إفراط ودون تفريط على مدى أكثر من ثلاثة عقود منذ أن تعارفنا، وظل وفياً لتلك القيم ناشراً لها بحب وأناة وتركيز.ومع أن عبدالوهاب وسعود من جيلين مختلفين، إلا أن الترابط ملحوظ في القيمة الإنسانية العامة. وكأن سعود مع اختلاف حرفة التعبير الفني لديه يمثل امتداداً لقيم عبدالوهاب الإنسانية، أو ربما ابن شرعي لتلك القيم، التي يمثل ترابطها أملاً في مجتمع أكثر تراحماً وأكثر عدلاً، وهو ما يفترض أن نصبو إليه جميعاً.نبارك لعبدالوهاب العوضي معرضه الشخصي الكاريكاتيري الإنساني “الصمت يروي” كما نبارك لسعود السنعوسي فوزه بجائزة “البوكر” العربية عن روايته “ساق البامبو”، فلربما أنهما أخرجانا من حلبة الصراع السياسي المؤذية وطرحا أفكاراً جديدة لمجتمعات أكثر إنسانية مما يزعمون.