قبل شهور قليلة، كان المصريون يعولون على موسم الصيف لتحريك السياحة وتنشيط اقتصادهم الذي بدا واضحا أنه مستمر في الانهيار، لكن الحديث اليوم مختلف تماما، ففي كل ركن سياحي في مصر أو زاوية هناك متظاهرون يفترشون الأرض لا مطالب لهم سوى رحيل الرئيس المصري محمد مرسي.

Ad

ومن تابع المشهد المصري الأيام الماضية، يظن أن كل مصر بجميع أطيافها قد افترشت الشوارع والميادين، سواء الذين طالبوا برحيل مرسي وهم الأغلبية أو الذين ناصروه... وهو ما عجّل بضربة قاصمة في خاصرة السياحة في مصر، فالمحروسة مصر «مضروبة» سياحيا خصوصا في ظل مطالبة السفارات الخليجية والعربية والأجنبية من رعاياها الخروج من مصر فورا، وكان آخرهم سفير الكويت لدى مصر رشيد الحمد الذي طالب السياح والمقيمين والطلبة الكويتيين الخروج من مصر فورا.

في سنوات مضت كانت مصر الوجهة الأولى عربيا لدى السياح العرب والأجانب، لكنها اليوم خارج الحسابات.

هروب السياح

ولم تكن العواصم العربية السياحية أفضل حالاً، فدمشق العاصمة الأخرى تعيش قصة «خراب» وذاكرة قتلى ومواجع يومية. دمشق اليوم باتت جثث مطلع الغسق، وهي الأخرى خسرت ولاتزال.

بيروت ما إن تحرك حزب الله حتى نالت عقوبة رحيل السياح وانفض عنها مريدوها، وألغيت الحجوزات.

تونس لاتزال تحاول استرجاع سواحلها عبر ذاكرة السياح، والجزائر ليس أفضل حالا.

المنامة هي الأخرى تضررت من الأحداث والتظاهرات بين الحين والآخر. لم تعد مدن عربية كثيرة يتوجه لها السياح، باستثناء دبي وعمّان والمدن المغربية.

يقول فهد الظفيري صاحب مكتب سفريات في الكويت لـ»العربية.نت»: «تبدلت الحال وفقدت بلدان وعواصم عربية وهجها ولم تعد كما كانت، وحجوزات بالمئات ألغيت وخسائر كثيرة تكبدناها بسبب ما يحدث».

دبي... الرابحة

ويضيف الظفيري: «إلا أن هذا الأمر أفاد عواصم ومدن أخرى مثل دبي على وجه الخصوص، ولاتزال الفنادق تتمسك بأسعار «الهاي سيزون»، وتكاد تكون الحجوزات مكتملة يأتي بعدها مراكش وعمان ثم العواصم الأوروبية مثل لندن وباريس وجنيف وشرق آسيا، بالإضافة إلى اسطنبول التي بدأت تستعيد سياحها بعد أن ألغى المئات حجوزاتهم خلال فترة الاحتجاجات.

ورأى الظفيري أن الخاسر الأكبر هي مصر، مؤكدا أنها ستستنزف المليارات من أجل إعادة الثقة في استقرارها.

عبدالله الفضلي أب لأسرة مكونة من ٧ أفراد، قال لـ»العربية.نت» إنه اعتاد سابقا الاصطياف في القاهرة أو بيروت أو اسطنبول لكن الأوضاع تبدلت واضطر إلى إرجاء سفرته إلى ما بعد عيد الفطر وتقليص مدتها واقتصارها على أسبوعين فقط إلى لندن، مبينا أنه في السابق ينفق ميزانية لندن في مصر لمدة شهر ونصف الشهر.

وأضاف أنه يتمنى أن تستقر الدول العربية وتعود كما كانت، فهو من الذين يؤيدون الإنفاق في دول عربية شقيقة من أجل المساهمة في رفع مستوى السياحة.

(العربية نت)