آمال : الأكلبي قالها...
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
ويذهب الخباز الألماني إلى مخبزه من دون أن يعرف تفاصيل نواب البرلمان وأعضاء الحكومة، لثقته المطلقة بمؤسسات دولته، ويمسك البلجيكيون (أو البلاجكة كما يسميهم أحد الأصدقاء) صحفهم، ويفتحون صفحات الفن والرياضة والموضة ولا يمرّون على الصفحات البرلمانية، هذا إذا كانت هناك صفحات برلمانية من الأساس، ويسأل المذيع الأميركي ملكات جمال أميركا المثقفات عن اسم نائب الرئيس الأميركي فتصيبهن لخمة، ويضربن أسداساً في أسباع، وقيل بل أثماناً في أتساع، وتحك كل منهن جبهتها الناعمة، وتعض شفتيها المنتفختين، وتطرق بعينيها الناعستين، ووو، فتعجز عن الإجابة... ليش؟ لأن الألمان والطليان والبلاجكة واليابانيين وغيرهم يثقون بمؤسسات دولهم، ويثقون بسياسييهم، فأمنوا على رزقهم وعلى حاضرهم ومستقبلهم وأمنهم.هي الثقة بمؤسسات دولتهم وسلطاتها وقيادييها غابت عن الكويتيين، فانتشر الفساد والرشى، وأصبحنا نسمع كل يوم عن نائب اشترى بنايات وعقارات في المنطقة الفلانية، وآخر استحوذ على المشروع الفلاني، وأضحينا نسمع كل يوم عن المسؤول فلان يرتشي لتمرير معاملة أو تعطيل أخرى، وأمسينا نشاهد مؤسسات الدولة تتخلخل وتهتز وتقع في أذهان الناس وعيونهم، وتحولت الكويت إلى "ديار وباء وفساد".