كثّفت عناصر إرهابية هجماتها فجر أمس في سيناء، بعد ساعات من حديث وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي عن أسباب تدخل الجيش للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، استجابة لرغبة الشعب المصري.

Ad

صعَّدت العناصر الجهادية في سيناء هجماتها فجر أمس، في تنسيق بات واضحاً مع دعوات قيادات جماعة «الإخوان المسلمين» الداعية إلى التظاهر في القاهرة، ما أسفر عن 3 قتلى ونحو 16 مصاباً، في هجوم هو الأعنف منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.

وجاء الهجوم بعد ساعات من كلمة لوزير الدفاع الفريق أول 

عبدالفتاح السيسي، أوضح فيها ملابسات تدخل الجيش للإطاحة بالرئيس المعزول الأسبوع الماضي، مؤكداً أن مصر في مفترق طرق، مشدداً على ضرورة التمسك بخطوات خريطة الطريق المعلنة.

الهجمات وجهت إلى عدة نقاط أمنية في سيناء، فبالإضافة إلى الهجوم على حافلة العمال، فجَّر مسلحون قسم شرطة «القسيمة» في وسط سيناء، الخالي من قوات الأمن منذ ثورة 25 يناير 2011، بعبوات ناسفة، وأطلقوا رصاصاً باتجاه مقر تعليمي يقيم فيه أفراد من الجيش، ما أسفر عن إصابة صبي يبلغ من العمر 16 سنة.

وكانت جماعات جهادية قد شنت هجمات متفرقة على عدة مواقع شرطية في سيناء، منذ مساء أمس الأول، منها محاولة تفجير مدرعة تابعة للقوات المسلحة باستخدام عبوة ناسفة، إلا أنها انفجرت قبل مرور المدرعة بالقرب من طريق «الوفاق» بشمال سيناء، كما أطلقت رصاصاً باتجاه حاجز للجيش عند قرية «أبوطويلة» على الطريق الدولي «العريش-رفح» دون وقوع إصابات.

المصالحة

 

في غضون ذلك، وافق الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب على ترؤس لجنة «المصالحة الوطنية»، التي تضمنتها خطة الجيش للمرحلة الانتقالية، بعد اتفاق الطيب مع مؤسسة «الرئاسة» على منح اللجنة صلاحيات كاملة لإنهاء الأزمة الحالية، بدعوة مختلف القوى السياسية إلى طاولة حوار لبحث إقامة نظام ديمقراطي مؤسسي، لا يسمح لأيّ تيار بالانقلاب على قيم الديمقراطية في المستقبل.

وبدأ شيخ الأزهر اتصالاته بعدد من القوى السياسية والثورية لتشكيل اللجنة، التي ستضم قيادات حملة «تمرد» وبعض قيادات جبهة «الإنقاذ الوطني»، ورموز الدعوة السلفية وجناحها السياسي حزب «النور»، فضلاً عن شخصيات عامة من كبار المثقفين والمفكرين المصريين. 

أمين عام حزب «النور» السلفي جلال مرة قال لـ«الجريدة»: إن «الحزب يبذل قصارى جهده لتقريب وجهات النظر بين جميع القوى السياسية للوصول إلى حالة من التوافق للدخول في مصالحة وطنية شاملة»، موضحاً أن خطوات المصالحة تأتي بالتشاور مع قيادات الأزهر.

وفي حين شدد محمد عبدالعزيز القيادي في حملة «تمرد» على أن المصالحة لا تعني التفريط في مبدأ محاكمة كل من تورط في الدم، أكد المتحدث الإعلامي لجبهة «الإنقاذ» خالد داوود، أن ملف المصالحة الوطنية له أولوية كبيرة للانضمام إلى مسيرة الإصلاح، وللاستعداد للانتخابات المقبلة، قائلاً «إن المصالحة الوطنية لكي تنجح لابد أن يكون لها أسس واضحة، يأتي في مقدمتها حل جماعة «الإخوان المسلمين»، ومحاكمة من يثبت تورطه من قياداتها في جرائم الدم والتحريض على العنف».

في المقابل، تمسكت جماعة «الإخوان» بالتصعيد والحشد بعد دعوة أنصارها إلى الاحتشاد والتظاهر منذ أمس حتى نهاية الأسبوع، في محاولة لامتلاك ورقة ضغط، بقطع الطرق الحيوية في القاهرة، خصوصا مع تواصل اعتصام أنصار الرئيس المعزول أمام مسجد «رابعة العدوية»، بينما تنظم حملة «تمرد» وجبهة «الإنقاذ» حزمة من الفعاليات في الشارع انطلقت أمس وتستمر حتى الجمعة المقبلة، تحت شعار «استكمال الثورة».

 

مباحثات

 

سياسياً، يتوقع أن يعلن رئيس الحكومة المكلف حازم الببلاوي غداً التشكيل الحكومي الجديد، بعد أن اتضحت المعالم الأساسية لحاملي مختلف الحقائب الوزارية، واستقرار الببلاوي وفريقه المعاون على تسمية معظم الوزراء المرشحين وقبولهم بتولي مناصب في الحكومة، التي يغلب عليها الكفاءات، وإن تواجد بها وزراء لهم انتماءات سياسية، كما يشهد التشكيل الوزاري الحالي تمثيلاً نسائياً يعد الأبرز في تاريخ مصر السياسي.

والتقى الببلاوي مبعوث واشنطن إلى مصر وليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية الأميركي، بحضور السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون، لمناقشة الإجراءات الخاصة بتنفيذ خريطة الطريق للمرحلة الانتقالية، وفقاً لبيان مجلس الوزراء، فضلا عن بحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.