أكد السفير الأردني لدى الكويت محمد الكايد أن نظام الحكم في الأردن والكويت لم يأت على ظهر الدبابات، مشددا على أن حركات المعارضة ظاهرة صحية، ولا تؤثر على أساسيات الحكم.
وذكر الكايد، في حوار مع "الجريدة"، أن الربيع العربي لا يسبب خطرا على الأنظمة العربية، بل فرصة جيدة للتغيير والتجديد، يجب أن يستفاد منها، مضيفا أن القيادة السياسية في البلدين قريبة من شعبها، ولا تخشى هذا الربيع.وقال إن التعاون الأمني بين البلدين قديم، من خلال توقيع اتفاقات تختص بالتدريب والتأهيل والدورات منذ الستينيات، نافيا ما تطرقت إليه المعارضة الكويتية بشأن لجوء الحكومة إلى الاستعانة بقوات أردنية لمواجهة المسيرات، مضيفا أن تصريحات أحد نواب المعارضة السابقين تجاه الملك الأردني لا تؤثر على سير العلاقة بين البلدين، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:• بداية، كيف تقيم العلاقة الكويتية الاردنية على الصعيدين السياسي والاقتصادي؟- العلاقة بين الكويت والاردن تحكمها المودة والاخوة القائمة بين جلالة الملك وسمو امير الكويت، وهذه العلاقة تعتبر نموذجا في العلاقات بين الدول الأشقاء، سواء على الجانب السياسي او الاقتصادي او الثقافي، وبالفعل هناك تنسيق كامل بين القيادتين، وتشاور دائم حول القضايا الدولية والعربية.وتتجلى هذه العلاقة في الزيارات التي يقوم بها جلالة الملك الى الكويت، والتي لا تنقطع، وكذلك قيام رئيس وزراء الاردن بعدد من الزيارات، وتم عقد اللجنة العليا المشتركة بعد انقطاع دام اكثر من 7 اعوام في نوفمبر الماضي، وتوقيع 8 اتفاقات، وتجديد بعض بروتوكولات التعاون بين البلدين، وهي علاقة متميزة، ونستطيع ان نقول بعقل وقلب مفتوح انها علاقة اخوية وتاريخ مشترك وروابط عربية واسلامية، وهي نموذج للعلاقة الطيبة بين الدول.• تتهم المعارضة الكويتية حكومتها بالاستعانة بقوات امنية اردنية لمواجهة المسيرات التي اقامتها خلال الفترة السابقة، ما تعليقكم؟- التعاون الامني بين البلدين قديم، من خلال توقيع اتفاقات تختص بالتدريب والتأهيل والدورات منذ الستينيات بين الاردن والكويت، ونحن لا نلتفت للاشاعات عن التعاون الامني بين البلدين، فالتعاون مؤطر في اتفاقات ومتعاقد عليها، وكلها تتعلق بالتأهيل والتدريب والتعاون المشترك بين البلدين.الإساءة للملك• كيف تعاملتم مع ما وصف بـ"إساءة" احد النواب السابقين في البرلمان الكويتي للملك الاردني، وهل أثر ذلك على العلاقات بين البلدين؟- لم يؤثر أي شيء على العلاقة بين الاردن والكويت، ونحن لا نهتم بتلك التصريحات, وهي علاقة قائمة على اسس متينة، واي تصريح يصدر لن يؤثر على هذه العلاقات المتبادلة بين الشعبين، وهذه التصريحات لا تهمنا ولا تعوقنا ولا تؤثر في سير العلاقة بين البلدين.• ما تعليقكم على موقف الخارجية الكويتية تجاه ذلك؟- هذا شأن داخلي، ونحن نحترم القرارات الصادرة من المؤسسات الكويتية.• هل هناك زيارات مرتقبة على مستوى رسمي بين البلدين؟- حقيقة، الزيارات بين البلدين لا تنقطع، وهناك الكثير من المسؤولين الاردنيين الذين زاروا الكويت، وقبل فترة قام وزير العدل الكويتي بزيارة الاردن، وتم توقيع العديد من الاتفاقات، في نوفمبر الماضي، ونأمل زيارات المسؤولين الكويتيين في القريب العاجل.اعتداء طلابي• ما تعليقكم على التعرض للطلبة الكويتيين في الاردن، ومعاملة بعضهم بشكل سيئ، بدليل حادثة الاعتداء على احد الطلبة؟- هناك ما بين 6 و7 آلاف طالب كويتي في الاردن، وهذا العدد في ازدياد، ما يدل على الارتياح الى الجو الدراسي الملائم، والامن الذي يتمتع به الاردن بشكل عام، لاسيما بالنسبة الى الطلبة الكويتيين وكل المقيمين, ولو كان ثمة اي شك في ذلك لما زاد عدد الطلبة.وبالتالي فإن الطلبة الكويتيين هم اهلنا واخواننا وآباؤنا، وهم بين اهلهم في الاردن، وانا دائما ادعو الطلبة الى عدم الالتفات الى هذه الامور والتركيز على دراستهم والانخراط في المجتمع الاردني، فهم بين اهلهم، ونحن امة عربية واحدة، وليس هناك فرق بيننا، وانا متأكد ان الطالب الكويتي في الاردن لا يشعر بأي نوع من الغربة فهو بين اهله وذويه.• لكن هناك استمرار لعمليات الاعتداء على الطلبة الكويتيين، كيف ترونها؟- هذه أعمال فردية ومعزولة، وانا استطيع ان اقول إنها ليست ممنهجة، ونؤكد ان هذه الامور ستتم معالجتها على ارض الواقع بكل مهنية وبسرعة.• هل هناك من يتابع هذا الموضوع تجاه الطلبة؟- أعتقد ان السفارة الكويتية لدى الاردن مهتمة بهذا الموضوع وتتابعه بشكل جيد.تشابه الأحداث• تتشابه الاحداث في الكويت والاردن من حيث تعديل قانون الانتخابات ومقاطعتها من قبل المعارضة، فهل تعتقد ان هناك علاقة بين الحدثين، خاصة ان الاخوان المسلمين يعتبرون عاملا مشتركا بين المعارضتين؟- التشابه بين الاردن والكويت لا يقتصر على هذا الموضوع فقط، واوجه التشابه عديدة بين البلدين في العديد من المجالات، وستستغرب ان احصيتها لك، ففي الحديث عن الجانب الجيوسياسي نحن بلدان نقع بين جيران كبار، ومستوى الحرية في البلدين مرتفع مقارنة بباقي الدول، من خلال الحريات الصحافية والشخصية وحرية التعبير، اضافة الى ذلك الوعي الثقافي في البلدين، وتشابه المؤسسات البرلمانية والنظام الانتخابي، فالبرلمان الكويتي يتمتع بالكثير من الحرية، كما هو موجود في الاردن، والكثير الكثير من التشابهات، وهذا قدرنا فنحن امة واحدة.• ماذا عن تشابه مقاطعة الاخوان هنا وهناك؟- هم أحرار في طريقة مشاركتهم في الحياة السياسية، ونحن نحترم قرارهم، وبالعكس نحن دعوناهم للمشاركة في الحياة السياسية وفي الانتخابات، واذا ارادوا تغيير أي شيء فمن خلال الادوات الدستورية، كما هو متعارف عليه داخل البرلمان، وقرارهم بالمقاطعة شأنهم.• ماذا عن تغيير النظام الانتخابي؟- نحن في الاردن عدلنا النظام الانتخابي، ولدينا الصوت الواحد منذ التسعينيات، وليس بجديد، وتمت اضافة بعض التعديلات الاخرى كصوت يمنح على مستوى الوطن والقوائم، وهذا التطور جاء مع تطور الحياة السياسية في الاردن، والانفتاح الكبير الذي شهدته البلاد، والتعديلات الدستورية، والتعامل مع حركات الربيع العربي، وقانون الانتخاب ليتماشى مع هذا التطور.رئيس وزراء شعبي• هل لديكم نظام الأحزاب والقوائم؟- نعم، لدينا قانون للاحزاب، وهو قانون عصري ومعمول به، ولدينا سابقة تاريخية في تسمية رئيس الوزراء، وهو مهم جدا وايجابي لمزيد من الانفتاح، وهذا تطور اخير، ونحن نتحدث في هذه اللحظة هناك مشاورات يجريها رئيس الوزراء مع النواب حول اختيار فريقه الوزاري، وكانت قبلها قد تمت مشاورات بين رئيس الديوان الملكي والنواب لتسمية رئيس الوزراء، وهذا تطور يحدث لاول مرة في الاردن، ونحن نعتقد ان الشعب مسرور لهذا التطور.• هل تعتبر الاحداث التي تجري في الكويت والاردن مرتبطة بالربيع العربي؟- حركة الربيع العربي لا ارى فيها خطرا على الانظمة، وانما فرصة للتغيير والتجديد، ويجب ان نستفيد من حركات الربيع العربي، خاصة ان هناك انظمة قريبة لشعوبها مثل الاردن والكويت لا تخشى هذا الربيع، بل هناك تواصل بين الحاكم والمحكوم، وهي طريقة تقود إلى مزيد من الانفتاح والحريات والمشاركة السياسية.وعلى المستوى الشخصي لا ارى اي تخوف منها، وهي فرصة للتجديد والتغيير، ويجب ان يستفيد منها الجميع، وانظمتنا رحيمة مع الناس، ولديها الشرعية التاريخية، ولم تأت على ظهر الدبابات، وحركات المعارضة هنا وهناك صحية ولا تؤثر على اساسيات نظام الحكم سواء في الاردن او الكويت.أزمة اقتصادية• يعاني الأردن ازمة اقتصادية خانقة، فأين دور السياحة في انعاش اقتصاده أسوة بدول عربية اعتمدت على السياحة، خاصة أن الأردن معروف بمناطقه المميزة؟- يشكل الدخل السياحي مصدراً مهماً للخزينة الأردنية، وهناك اعداد متزايدة من السياح تتوافد إلى الاردن، فضلاً عن الخليجيين ولاسيما الكويتيين، وبعد مستجدات الربيع العربي والوعكة الاقتصادية التي يعانيها الأردن نأمل نموا في قطاع السياحة، ليأخذ هذا القطاع دوره الأكبر في دعم خزينة الدولة، خاصة مع وجود بنية سياحية جيدة في المملكة، كما أن المملكة بآثارها المتناثرة في أرجائها تعتبر متحفاً مفتوحاً من جنوبها الى شمالها ومن شرقها إلى غربها، إلى جانب "البتراء" إحدى عجائب الدنيا السبع، والاهم من هذا وذاك الامن، حيث يشعر به السائح بمجرد هبوطه إلى الاراضي الاردنية، بالاضافة الى العلاج والخدمات الصحية، ما يجعلنا مقصداً رئيسياً للسياحة العربية والاجنبية.• كيف تقيمون الاستثمار الكويتي في الأردن وهل هناك خطط مستقبلية لجذبه؟- حجم الاستثمارات الكويتية لدينا هو رقم 1 والأعلى في الأردن، ويقدر بحوالي 10 مليارات دولار، في ظل حركة استثمارات قوية بين البلدين، ونعمل على زيادتها كذلك خلال الفترة المقبلة، الى جانب ان هناك بعض المستثمرين الأردنيين يعملون للشراكة مع إخوانهم من مستثمري الكويت.• هل أثرت الأحداث السياسية الأخيرة في المنطقة على الاقتصاد الأردني؟- بلا شك أثرت، خاصة أن لدينا تدفقا كبيرا في عدد اللاجئين، وهم بحاجة إلى بنية تحتية ومسكن وتدفئة في الشتاء، وهذا كله يؤثر على الاقتصاد الأردني، وكانت الكويت رعت مشكورة مؤتمر مانحي سورية لمساعدة اللاجئين السوريين، غير أننا نأمل ان يكون تأثير الأحداث الجارية ايجابياً ليخلق مزيداً من الفرص الاستثمارية والتجارية في المنطقة بشكل عام.«تويتر»• كيف يمارس السفير الكايد حياته في الكويت؟ وماذا عن أفضل مكان لديه؟- ليس لدينا أي وقت للفراغ، وأحب الأماكن إلي هو البيت عندما أستريح من عناء العمل.• هل لديك حساب على "تويتر" وما مدى متابعتك له؟- أنا متابع دائم وبشكل لحظي لشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، خاصة أن طبيعة عملي تحتم علي متابعة التطورات والمستجدات أولاً بأول، لذا يأتي اهتمامي بـ"تويتر" النابع من كونه وسيلة مهمة تتعلق بالشأن السياسي بالدرجة الأولى.• هل من كلمة أخيرة؟- أنا مرتاح إلى تطور العلاقات الكويتية- الأردنية، وأقدر المحبة المتبادلة بين الشعبين والقيادتين، ولا اخفيك سرا، فإن هذا يسهل عملي ويفتح لي آفاقاً ممتازة تسهم في تطوير العلاقات إلى حدود اوسع، وما تتمتع به الجالية الاردنية بالكويت دليل على هذه العلاقات الطيبة، وهنا فإنني اود ان اشيد بجاليتي التي تحتضنها الكويت، لكونها جالية بلا مشاكل. رفض التدخل العسكري الأجنبي في سوريةأكد السفير الكايد أن الموقف الأردني بشأن المسألة السورية يتمثل في ضرورة المحافظة على الاراضي السورية، ومعارضة أي تدخل عسكري اجنبي، مع الدعوة إلى وقف اراقة الدماء، مؤكدا ان سورية بلد عربي شقيق ولدينا معه مصالح تجارية وتعليمية، وذلك كله يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار، آملا حل المشاكل هناك عبر الاتفاق على برنامج لإنهاء اراقة الدماء، والتشجيع على الانتقال السلمي وفق مبادرة موجودة بجامعة الدول العربية، أي أن تعاملنا الاحداث ينبع مما يتفق عليه العرب جميعا.وعن الدور الإقليمي للأردن الذي يفرضه عليه موقعه الجغرافي إلى جوار دول مضطربة كالعراق وسورية، قال الكايد ان التعامل مع الدول الشقيقة ينطلق من اساس عدم التدخل في شؤونها الداخلية، مع مراعاة سلمية هذه العلاقات، "ولذا فإن علاقتنا بدول الجوار بلا مشاكل، سواء في ما يتعلق بترسيم الحدود أو أي قضية أخرى مشتركة.اعتراض على «عدم الاستقرار السياسي»اعترض السفير الكايد على عبارة "عدم الاستقرار السياسي" عند سؤاله عما يعيشه الأردن من قصر عمر الحكومات، مؤكدا ان الاردن بلد مستقر وهناك مؤسسات حكومية ثابتة، وأن ما يحدث هو تغيير الاشخاص فقط.وبيَّن أن النظام البرلماني واضح والمؤسسات الدستورية ثابتة، فضلاً عن التعديلات التي حدثت مؤخراً بإنشاء الهيئة المستقلة للانتخابات والمحكمة الدستورية وقانون الانتخاب الجديد، مشيراً إلى أن هذا كله "يتطلب حراكاً مستمراً، ومن هنا يأتي التغيير".وعن أبرز مطالبات المعارضة الأردنية، قال ان هناك الكثير من المطالبات، منها الإصلاحات السياسية والمزيد من الانفتاح ومكافحة الفساد والتعديلات الدستورية، موضحاً أن العاهل الأردني قام بتلبية هذه المطالب بإنشاء محكمة دستورية ووضع مشاورات لتحديد تسمية رئيس الوزراء، كما كانت هناك مطالبات بإنشاء هيئة مستقلة للانتخابات وتم ذلك أيضا، لافتاً إلى أن الانتخابات الأردنية نزيهة وشفافة، كما أن "حكام الأردن قريبون من الناس والشعب، وهناك استجابة واضحة للمطالب".
محليات
الكايد لـ الجريدة•: نظام الحكم في الأردن والكويت لم يأت على ظهر الدبابات... وحركات المعارضة ظاهرة صحية
23-03-2013