اختلطت مشاعر المصريين أمس، في ذكرى مرور 40 عاماً على انتصارات أكتوبر، بين الاحتفال والرقص على أنغام الأناشيد الوطنية، ومشاهد الكر والفر وسحب الدخان خلال اشتباكات أنصار الإخوان مع قوى الأمن ومعارضيهم في عدة مناطق من الجمهورية، بينما قتل أربعة وأصيب العشرات نتيجة الاشتباكات، ولقي شرطي حتفه فى هجوم شنه مسلحون مجهولون في سيناء.

Ad

سيطرت مشاعر الاحتفال والقلق، بالذكرى الأربعين لانتصار الجيش المصري على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، أمس، على الشارع في ظل إصرار متظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي على إفساد هذه الفرحة.

فبينما احتشد الآلاف للاحتفال في ميدان التحرير وعدة ميادين رئيسية بالمحافظات، حاول أنصار جماعة "الإخوان" المحظورة، اختراق ميدان التحرير من عدة شوارع، رافعين شعارات مسيئة للجيش وقياداته، ضمن فعاليات مليونية "القاهرة عاصمة الثورة"، التي دعا إليها تنظيم "تحالف دعم الشرعية"، لكسر ما سموه "الانقلاب على الشرعية".

اشتباكات واسعة وقعت، بين أنصار "الإخوان" وقوات الأمن والأهالي، في عدد من أحياء العاصمة، أخطرها في حي الدقي وميدان "رمسيس" وشارع قصر العيني، حيث تعاملت قوات الأمن بحزم مع تلك التظاهرات، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، كما ألقت القبض على 35 إخوانياً قبل الوصول إلى "التحرير"، الذي جعله أنصار "الإخوان" هدفاً لمسيراتهم مهددين باقتحامه والاعتصام.

وشهدت الإسكندرية، وعدة محافظات بينها المنيا بصعيد مصر مواجهات أسقطت أربعة قتلى وعدداً من الجرحى في المنيا.

 

احتفال

 

في المقابل، حلقت طائرات للجيش فوق ميدان التحرير ملقية بالهدايا والأعلام على الجماهير التي أتت للاحتفال، وقام الأمن بحماية الميدان باستخدام بوابات إلكترونية على مداخله لتفتيش الداخلين خشية اندساس أي عناصر إرهابية.

وبخلاف "التحرير"، احتشد الآلاف أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو" للاحتفال، رافعين صوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، للمطالبة به رئيساً للبلاد، ورددوا هتافات مناهضة للإرهاب.

وفيما خرج عشرات الآلاف في المحافظات للاحتفال تأييدا للجيش، ردد بعض أئمة المساجد التكبيرات، ودقت الكنائس أجراسها الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر أمس، في سابقة احتفالية جديدة تؤكد تلاحم عنصري الأمة مسلمين وأقباطاً.

ونظمت القوات المسلحة احتفالية ضخمة مساء أمس بالمناسبة وحضر الحفل كل من الرئيس عدلي منصور وأكثر من 600 شخصية مصرية وعربية.

وقال المتحدث العسكري باسم الجيش العقيد أحمد علي لـ"الجريدة" إن "الاحتفال هذا العام مختلف تماماً، عن احتفال العام الماضي، الذي شهد حضوراً لقتلة الزعيم الراحل أنور السادات"، ما اعتبره إساءة للقوات المسلحة، مضيفاً: "الاحتفال بذكرى النصر جاء هذا العام، بعد ثورة شعبية واضحة المعالم، حماها الجيش، ثم سرعان ما عاد إلى عمله في إطار السلطة التنفيذية للبلاد، وهو ما يؤكد أن ما حدث ثورة وليس انقلاباً".

وشدد المتحدث العسكري على أن وزير الدفاع ينصب اهتمامه حالياً على مهام منصبه كنائب أول لرئيس الحكومة، من دون أن يكون له أي دور خارج عن هذا الإطار، مشيرا إلى أن السيسي من أول الداعمين لمؤسسة الرئاسة والحكومة، ومسيرة التحول الديمقراطي للوصول إلى مرحلة الاستقرار.

 

تصميم 

 

الدولة أبدت عزمها استكمال الاحتفال، من دون أن تلتفت إلى تظاهرات "الإخوان"، حيث قال المستشار الإعلامي للرئاسة، أحمد المسلماني إنه من المؤسف ألا يقدر البعض هذا النصر العظيم، واصفاً من تظاهر ضد الجيش بأنهم "يؤدون مهام العملاء لا النشطاء، وأنه لا يليق أبداً الانتقال من الصراع على السلطة إلى الصراع مع الوطن".

 واستبق الرئيس منصور احتفالات "أكتوبر" بتوجيه كلمة مساء أمس الأول، هنأ خلالها الشعب بالذكرى، مطالباً باستلهام روح "أكتوبر" متوعداً بدحر "الإرهاب البغيض والعنف الأعمى".

وفيما وجه منصور التحية إلى الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس الأسبق أنور السادات، متجاهلاً الرئيس الأسبق حسني مبارك، أكد منصور أن مصر تشدد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لكل الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وضرورة إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

على صعيد آخر، لقي شرطي حتفه فى هجوم شنه مسلحون مجهولون على قسم شرطة ثالث العريش بمحافظة شمال سيناء أمس.