الجيش الحر يطلق عملية «بركان حوران» لتحرير درعا

نشر في 28-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 28-04-2013 | 00:01
No Image Caption
مقاتلو المعارضة يحتجزون جثثاً لقتلى «حزب الله» ويعرضون مبادلتها بأسرى
قرر الجيش الحر فتح جبهة جديدة على نظام بشار الأسد هذه المرة في درعا، في حين خفت التغطية الإعلامية للمعارك في القصير في حمص، حيث تمكنت المعارضة من الصمود أمام الهجوم الكاسح الذي شنته قوات النظام والميليشيات التابعة لها بدعم من «حزب الله».
أعلن "الجيش السوري الحر" أمس بدء عملية "بركان حوران"، بهدف "تحرير عدد من القطع العسكرية في درعا" جنوب البلاد. وأفادت تقارير ميدانية بأن "الجيش الحر سيطر على كتيبة الدفاع الجوي في بلدة النعيمة في ريف درعا".

وشهدت مناطق عدة في العاصمة السورية دمشق معارك عنيفة بين "الجيش الحر" والجيش الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد والميليشيات التابعة له، بينما استمرت الاشتباكات بين الطرفين في العتيبة في الغوطة الشرقية.

وقتل عشرة أشخاص أمس في قصف مصدره القوات النظامية على مدينة دوما في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان المرصد أشار في وقت سابق إلى غارة نفذتها طائرات حربية على المدينة الواقعة شمال شرق العاصمة، وفي الوقت نفسه، أفاد بقصف بالمدفعية والدبابات على مناطق في معضمية الشام جنوب غرب العاصمة، ما تسبب في أضرار مادية.

واستمر القصف لليوم الثالث على التوالي على حي برزة في شمال دمشق الذي شهد أمس الأول "أعنف الاشتباكات" في العاصمة منذ بدء الاضطرابات في سورية قبل أكثر من سنتين، بحسب المرصد.

وبحسب سكان في برزة فروا حديثاً من الحي، فإن المنطقة باتت مقسومة بين القوات النظامية والمجموعات المقاتلة المعارضة.

جثث «حزب الله»

في سياق آخر، أعلن مقاتلو المعارضة في شريط مصور احتجازهم جثثا لعناصر من "حزب الله" قتلوا خلال مشاركتهم في المعارك الدائرة في منطقة القصير في حمص. وأظهر الناشط الإعلامي المعارض المعروف هادي العبدالله في شريط جثة أحد قادة "حزب الله" يدعى أبوعلي رضا، مشيراً إلى أنه قتل خلال معارك في قرية تل قادش السورية، وطالب باسم مقاتلي المعارضة بمبادلة جثث قتلى "حزب الله" بالأسرى الذين يحتجزهم النظام.

حملة على الخطيب

في سياق آخر، بدأ معارضون سوريون أمس الأول حملة اعلامية ضد الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب،

وتراوحت التهم التي وجهوها إليه بين العمل على استمرار بشار الأسد في الحكم حتى عام 2014، والتواصل مع المجرمين من أركان النظام، في الوقت الذي طالب أحدهم باعتقاله بتهمة "وهن عزيمة الأمة أثناء الحرب".

 وبدأت الحملة عندما نشر موقع "زمان الوصل" المحلي خبراً نسبه إلى "مصدر مطلع في المعارضة"، أكد فيه نية الخطيب العودة إلى سورية ومفاوضة رأس النظام بشكل مباشر، فضلا عن إجرائه عدة اتصالات مع القصر الجمهوري.

 وأشار "المصدر المطلع" إلى أن الخطيب تواصل مع القائمين على مبادرة "الضمير" عدة مرات. وقال المصدر إن "صياغة المبادرة ووقودها يأتيان من دعم الخطيب لها، وهي التي تبنى على أساس بقاء بشار الأسد إلى عام 2014، والتفاوض معه بشكل مباشر".

 وجاء الفصل الآخر من الحملة عندما أجرى المعارض كمال اللبواني لقاء مع الموقع المذكور بعد ساعات من الخبر الأول، دعا فيه إلى اعتقال الخطيب ومحاكمته مع أمثاله من "الطابور الخامس".

 وقال اللبواني "لو كنت قاضياً لأمرت باعتقال الخطيب ومحاكمته بحسب المادة 286 من (قانون العقوبات العام)، التي تنص على اعتقال كل من يوهن الأمة خلال الحرب". وتنص المادة 286 (من قام في سورية في زمن الحرب أو عند توقع نشوبها بدعاوى ترمي إلى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية عوقب بالاعتقال المؤقت). وكانت المادة المذكورة مصدراً للتندر لمعارضي النظام، الذين لطالما سخروا من التهم السخيفة التي يوجهها النظام إلى كل مطالب بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وأكد اللبواني أن الخطيب لايزال على اتصال مع شخصيات مقرّبة من النظام مثل أنس الكزبري ومحمد حمشو وراتب الشلاح.

 من جهته، كتب الخطيب على صفحته بموقع "فيسبوك" أمس أن هناك حملة تشهير جديدة به، تضمنت اتهامه بالتواصل مع ضابط في القصر الجمهوري، مشيراً إلى أن "لدي من الشجاعة أن أجهر للجميع بما أعتقده الصواب، وحتى الآن لم أتصل بأحد وعندما أتصل فسوف أعلن ذلك على رؤوس الأشهاد". وأوضح أنه يعمل على مبادرة تحقن دماء السوريين، لافتاً إلى انه يتواصل مع العديد من "الأجسام العسكرية والمدنية لاستمزاج رأيهم".

«الكيماوي»

 على صعيد آخر، تزايد الجدل بشأن استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد معارضيه. ووعد الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول بإجراء "تحقيق قوي" حول احتمال استخدام هذه الأسلحة، وجدد تحذير دمشق من استخدام تلك الأسلحة، الأمر الذي من شأنه أن يغير "قواعد اللعبة".

وجاءت تصريحات أوباما بعد يوم على إعلان واشنطن أنه من المرجح أن يكون النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة، مؤكدة في الوقت نفسه أنها ليست على وشك التدخل عسكرياً في سورية.  

في المقابل، رأى وزير الإعلام في الحكومة الموالية للاسد عمران الزعبي أن "الهستيريا الأميركية" المستمرة منذ بضعة أيام عن استعمال الأسلحة الكيماوية، تأتي "بسبب النجاحات التي حققها الجيش السوري على الأرض"، زاعماً خلال لقائه نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس اوماخانوف أن "الهيكل الرئيسي للمعارضة المسلحة في سورية يتكون بشكل أساسي من مرتزقة أجانب قدموا الى البلاد، ليس فقط من الدول المجاورة بل من بريطانيا واستراليا وفرنسا وغيرها".

(دمشق ـ أ ف ب، رويترز،

 ب أ، يو بي آي)

back to top