شبهات وردود
الحدود دليل عظمة الإسلام
يروج الكتاب والمفكرون الغربيون دوماً أن تطبيق الحدود الإسلامية في الجرائم المختلفة ينافي كل الأعراف الإنسانية الخاصة بالحفاظ على جسد الإنسان وأن إصرار الإسلام على تطبيق تلك الحدود يؤكد أنه شريعة تناهض الحقوق الإنسانية.
ويرد على تلك المزاعم د. عبدالفضيل القوصي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر مؤكداً أن الحدود في الإسلام إنما هي زواجر تمنع الإنسان المذنب أن يعود إلى هذه الجريمة مجدداً وهي كذلك تزجر غيره عن التفكير في مثل هذه الفعلة وتمنع من يفكر من أن يقارف الذنب، وهي أيضاً ـ نكال ـ مانع من الجريمة على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة ومن المقرر لدى علماء الإسلام قاعدة "درء الحدود بالشبهات"، أي جعل الظن والشك في صالح المتهم فليس المراد بالحدود التشفي والتشهي وإيقاع الناس في الحرج وتعذيبهم بقطع أعضائهم أو قتلهم أو رجمهم إنما المراد هو أن تسود الفضيلة، ومن هنا نجد الشرع ييسر في هذه الحدود فإذا اشتدت الظروف في حالات الجوع والخوف والحاجة تعطل الحدود، كما فعل عمر بن الخطاب في عام الرمادة، ومن التيسير أيضاً أن الإسلام يأمر بالستر قبل الوصول إلى الحاكم؛ قال رسول الله لرجلٍ يشهد على الزنا: "لو سترته بثوبك كان خيرًا لك" فالشريعة الإسلامية شريعة عامة لكل زمان ومكان، والناس مختلفون في ضبط نفوسهم، فلابد من وجود عقاب رادع يضبط أصحاب النفوس الضعيفة من الوقوع في الجرائم والحدود والردة عن الإسلام حتى يسلم المجتمع من الفساد ظاهراً وباطناً.