التكنولوجيا تهزم إجراءات «التربية»... وتسرب لاختبار الفيزياء

بعد العاصفة التي أطاحت بعدد من قياديي وزارة التربية أمس الأول وفي ظل أجواء سادها التوتر والقلق، لاسيما مع انتهاء المهلة المحددة للوكلاء للاستفادة من المزايا المالية للتقاعد، وبالرغم من كل ما قام به وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف من اجراءات وإقالة قياديين واحالة آخرين للتقاعد، لا يزال مسلسل الغش مستمرا في اختبارات الثانوية العامة ولم يستطع الحجرف السيطرة على اللجان بشكل كامل، ووقف عاجزا أمام التكنولوجيا الحديثة التي تساعد الطلبة على الغش، حيث تسرب اختبار مادة "الفيزياء" للقسم العلمي، وتداول الطلبة اجابات الأسئلة عن طريق التواصل من خلال أجهزة "البلاك بيري" وبرامج التواصل الاجتماعي وفق ما أكدت معلومات اكثر من لجنة في أكثر من منطقة تعليمية.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر تربوية مطلعة أن عددا من لجان الاختبارات لم تلتزم بالتعليمات والاجراءات التي وضعت للحد من ظاهرة الغش المنتشرة بشكل كبير في اختبارات الثانوية العامة هذا العام، موضحة أن اللجان تتساهل في عملية ادخال الهواتف النقالة التي تساعد الطلبة على عملية الغش.

تفتيش الطلبة

وقالت المصادر لـ"الجريدة" إن مراقبي اللجان يتساهلون في عملية تفتيش الطلبة، الأمر الذي يسهل إدخال الهواتف النقالة واستخدامها في عملية الغش، لافتة إلى أن بعض اللجان تسمح علنا بدخول الهواتف واستخدامها.

وأضافت المصادر أن المراقبين في اللجان يقعون بين نارين في عملية التفتيش، حيث إن الطلبة يستخدمون طرقا جديدة ومبتكرة لإخفاء الهواتف، وفي حال قام المراقبون بتفتيشهم ذاتيا يتهمونهم بمحاولة التحرش وما إلى ذلك، لافتة إلى أنه تم ضبط عدد من الطلبة والطالبات قاموا بادخال الهواتف وإخفائها في أماكن يصعب الوصول إليها في عملية التفتيش العادية.

وكشفت أن الوزارة تدرس بجدية طرح مناقصة لشراء اجهزة الكشف عن الهواتف والمعادن المستخدمة في المطارات والأماكن الحساسة (البوابات الالكترونية) لكل لجان الاختبارات في جميع المناطق التعليمية، مشيرة إلى أن الوزير الحجرف أعطى تعليمات للجهات المختصة بدراسة الفكرة وإمكانية تطبيقها لتدارك الأمر في الاعوام المقبلة لقناعته بحاجة الوزارة الماسة لاستخدام هذه الأجهزة إذا كانت تريد ضبط عملية الامتحانات.

تقاعد القياديين

وعلى مستوى تقاعد القياديين التربويين قالت معلومات لـ"الجريدة"، إن أحد وكلاء الوزارة تقدم بطلب تقاعده أمس للاستفادة من المزايا المالية المقررة من قبل مجلس الوزراء، إلا أن وكيلة الوزارة مريم الوتيد طلبت منه التريث وعدم الاستعجال في اتخاذ قرار مصيري على حد قولها.

إخفاء الهواتف

وفي سياق ابتكارات الطلبة في اخفاء الهواتف كشفت مصادر تربوية مطلعة أن إحدى لجان الاختبارات تمكنت من ضبط طالبة قامت بإدخال هاتفها النقال إلى اللجنة عن طريق إخفائه في مناطق حساسة من الجسم، موضحة أن الاجراءات المتبعة في اللجان لا تتيح للمعلمات القيام بتفتيش الطالبات ذاتيا، وهو ما يساعد بعضهن على ادخال الأدوات الممنوعة معهن.

وقالت المصادر إن الطالبة تمكنت من اخفاء هاتفها وادخاله واستخدامه داخل القاعة للغش، إلا أن احدى المراقبات لاحظت ذلك وضبطتها بالجرم المشهود وتم عمل محضر غش باستخدام الهاتف، وتم حرمان الطالبة من المجال الدراسي واحالة الهاتف المضبوط مع المحضر إلى الكنترول لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الطالبة.

الحجرف زار ثانوية الرومي والطلبة اعتذروا له

شدد وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف على أنه لن يتهاون في تطبيق القانون لمنع الغش وإعادة الثقة بالمنظومة التعليمية، حيث نفذ الحجرف وعوده بمتابعة أعمال الكنترول ولجان الاختبارات شخصيا، وزار عددا من المدارس بما فيها ثانوية أحمد البشر الرومي التي كانت محورا أساسيا للإطاحة بعدد من قياديي «التربية» بعد تسرب الفيديو الشهير لعملية الغش الجماعي لطلبة الصف الحادي عشر في اختبار اللغة العربية، لينطلق بعدها في جولة سرية على عدد من المدارس التي تجري فيها اختبارات الثانوية العامة.

وخلال وجود الحجرف في ثانوية أحمد البشر الرومي للاطمئنان على مباشرة الادارة الجديدة بتسلم مهام الاشراف على رقابة الامتحانات بعد إقالة عدد من المراقبين والملاحظين في المدرسة، اعتذر الطلبة للوزير الحجرف على ما بدر منهم من هرج ومرج أثناء الاجابة عن الامتحانات.

وكشفت مصادر تربوية أن الوزير شدد للطلبة على ضرورة الالتزام بالنظام، وأنه لن يرضى بمثل هذه التصرفات في الوسط التربوي، لافتة إلى أنه أعلن لهم قبوله الاعتذار الذي تقدموا به كأب لهم قبل أن يكون وزيرا.

وأضافت المصادر أن الوزير أكد أنه سيتم اتخاذ الاجراءات القانونية وسيرسل لجنة للتحقيق، لتباشر عملها معهم اليوم (الاثنين) على أن تحدد الاجراءات المتخذة لاحقاً بحق الطلاب، وفي مدرسة أخرى تقدم طالب بالشكر للوزير الحجرف على ما اتخذه من اجراءات يوم أمس، لكونه أنصف الطلبة المتميزين والمثابرين على دراستهم.

وفي ختام جولته غير المعلنة قام الوزير الحجرف بتفقد كنترول القسم العلمي حيث تجول في غرف التصحيح وانتقل إلى المكان المخصص للتواجيه الفنية، بعد أن تم نقلهم إلى الدور الأرضي، وطلب من قيادات الكنترول تخصيص مكتب له ليباشر عمله اليومي منه إلى حين انتهاء الاختبارات وإعلان النتائج.