تحولت العاصمة المصرية إلى ثكنة عسكرية أمس وفرضت قوات الأمن سطوتها على مختلف الميادين الحيوية بعد وقوع اشتباكات بين مؤيدي النظام الجديد وأنصار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، مع بداية حشد الجماعة لتظاهرات الغد بالتزامن مع احتفالات الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر.

Ad

تترقب جموع المصريين حلول الذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر غداً والتي ستشهد تظاهرات متوقعة لأنصار جماعة «الإخوان المسلمين»، وأخرى مؤيدة للجيش والنظام السياسي، ما قد يعيد ذكرى الاشتباكات العنيفة بين الفريقين إلى الواجهة، خاصة بعد وقوع اشتباكات بين أنصار الجماعة و«الأهالي» وقوى الأمن في تظاهرات أمس، في ظل دعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، أنصاره لاقتحام ميدان «التحرير».

وفشل أنصار جماعة «الإخوان» في تنفيذ تهديداتهم باقتحام «التحرير» أمس كمقدمة لفعاليات تظاهرات الغد، حيث وقعت اشتباكات مع قوات الأمن على أطراف الميدان، استخدمت خلالها القوات القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وخرجت مسيرات في القاهرة وعدة محافظات استجابة لدعوة «التحالف الوطني» ووقعت اشتباكات بين الأهالي والإخوان بسبب ترديد أنصار «الإخوان» لهتافات مسيئة لقيادات الجيش.

ونجحت قوات الأمن في السيطرة على اشتباكات بين أنصار «الإخوان» والأهالي بمنطقة شبرا شمال القاهرة التي شهدت تبادلا للتراشق بالحجارة بين الفريقين، بينما سقط  قتيل من «الإخوان» في حي «المنيل» جنوب العاصمة.

اشتباكات أمس عززت مخاوف المصريين من وقوع صدامات عنيفة غدا، مع خروج مسيرات للإخوان وأخرى معارضة، وهو ما حذر منه الخبير الاستراتيجي طلعت مسلم، قائلاً لـ»الجريدة»: «غالبا ما ستقع اشتباكات»، ومضيفاً: «رغم ذلك، فمحاولات جماعة الإخوان لجر البلاد إلى الفوضى، وتشويه ذكرى النصر العظيم والاعتداء على قيادات الجيش ستنتهي إلى الفشل في ظل احتشاد غالبية المصريين خلف النظام القائم».

ثكنة عسكرية    

في غضون ذلك، كثفت الأجهزة الأمنية من قوات الجيش والشرطة من وجودها في ميدان «التحرير» وسط القاهرة أمس وفرضت سطوتها الأمنية على الشارع، وتمركزت قوات الجيش والشرطة في ميادين «التحرير» و»النهضة» و»رابعة العدوية» وأمام السفارات وغيرها من المنشآت الحيوية، تحسباً لأي محاولات من جانب أنصار «الإخوان المسلمين» للاعتصام فيها، خلال تظاهرات جمعة «الغزو» الأمر الذي حول العاصمة إلى ثكنة عسكرية بعد أن أغلقت معظم الطرق الرئيسية فيها.

وفي حين تفقد قائد المنطقة العسكرية المركزية اللواء توحيد توفيق «التحرير» أمس، قال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اللواء جمال عبدالعال إن «هناك تعليمات صارمة، لحماية المنشآت وتأمينها من أي اعتداء أو هجوم عليها.

احتفال

إلى ذلك، بدت الرئاسة عازمة على تمرير الاحتفال بذكرى أكتوبر دون خسائر، فأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، السفير إيهاب بدوي، أن الدولة لن تسمح بأن يتحول الاحتفال بنصر أكتوبر إلى «شأن هدام»، قائلاً، في مؤتمر صحافي مساء أمس الأول، إن «الرئيس المؤقت عدلي منصور سيوجه كلمة للشعب بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر العظيم».

وكانت الحكومة برئاسة حازم الببلاوي، دعت عبر بيان لها الأربعاء الماضي، إلى احتشاد «جماهير الشعب العظيم» غداً، رافعين علم مصر في الشوارع والميادين للتعبير عن الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة، وعقد مجلس الوزراء اجتماعا لمناقشة المظاهر الاحتفالية التي ستنظم في مختلف المحافظات.

من جهة ثانية، أعلنت عدة قوى مدنية، في مقدمتها جبهة «الإنقاذ الوطني» وحملة «تمرد»، عن فعاليتها للاحتفال بنصر أكتوبر في ميدان «التحرير» من خلال الاحتشاد في الميدان بمشاركة فرق موسيقية وعروض مسرحية، وقال المتحدث الرسمي لـ»الإنقاذ» عزازي علي عزازي لـ»الجريدة»: «إن دعوة الجبهة للمشاركة في احتفالات أكتوبر، من أجل تفويت الفرصة على جماعة «الإخوان» لتشويه ذكرى هذا النصر.

قتل وتأمين    

ميدانياً، لقي صف ضابط ومجندا جيش مقتلهم أمس في هجوم مسلح لمجهولين، على طريق مصر- إسماعيلية الصحراوي، في حين أصيب مجندان آخران في نفس الحادث، وقال مصدر عسكري مسؤول إن عناصر من قوات الجيش تمكنت من ضبط اثنين من العناصر المسلحة خلال مطاردة لهما على الطريق، ووجه قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي أوامره بشن حملات أمنية عقب الحادث على القرى المجاورة لموقع الحادث للوصول إلى بقية المسلحين الإرهابيين.

في الأثناء، أعلن قائد قوات حرس الحدود اللواء أحمد إبراهيم، أمس، عن اكتشاف وتدمير 1055 نفقا، في مدينة «رفح» الحدودية مع قطاع غزة، منذ يناير من عام 2011، منها 794 نفقا منذ يناير الماضي حتى الآن، قائلاً إن قوات الحرس بدأت بالتعاون مع الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة والمخابرات الحربية، في تنفيذ منظومة تأمين كاملة ممتدة على خط الحدود البرية الشمالية الشرقية لسيناء مع قطاع غزة، بطول 13.3 كيلومترا، والساحلية بمواجهة 18 كيلو مترا.