تكرار «وين رايحين»!
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
أيضاً يمضي نواب "أسود علينا وفي الحروب نعامة"، بمعنى أنهم أسود على وزراء محددين وعليهم العين، ربما هي عين بعض الشيوخ الكبار الذين يعملون خلف الستار وفوق الوزراء، والله العالم بخفايا المسرح الكويتي الذي يضج بالكومبارس ومن غير مخرج ولا أبطال، يمضي هؤلاء النواب الحصفاء لاستجواب وزير الداخلية في ما لا يجوز استجوابه به، وصلب استجوابهم يتلخص بعبارة "لماذا لم تنفذ حكم الحبس على مسلم البراك فور صدوره من محكمة أول درجة، ولماذا خولته أن يستعمل حقوقه في رفض تنفيذ الحكم الابتدائي؟" أما الأمن الذي يشغل بال نواب "العين الساهرة" فهو أن الوزير لم يستعمل القنابل الذرية لتفريق التظاهرات وتجمعات الشباب المعارضين، فالقنابل الدخانية وهراوات القوات الخاصة، هي باقات ورد للمتظاهرين وليست آلات قمع لهم كما يراها أسود مجلس السلطة الحاكمة! من يتأمل مشهدنا السياسي اليوم، ويلتفت حوله لخارج حدودنا، ويرى مأساة سورية، وفي الطريق المأساوي يسير لبنان والعراق وقائمة الفتن الطائفية والحروب الأهلية تتمدد، وبالوقت ذاته تدق أجراس خطر الأزمات الاقتصادية في أوروبا، يرافقها قرب احتمالات استغناء أميركا عن سلعتنا الوحيدة، يسأل كيف بفكر هذه السلطة وهذا المجلس المضحك المبكي يمكن مواجهة الغد وتحدياته القادمة لا محالة، لم أعتقد يوماً ما أنكم كنتم على مستوى التحدي البسيط فكيف في هذا الوقت وأمامنا تحدٍّ وجودي يرتبط بوجود الدولة، ووحدة أهلها، أنتم تسيرون على البركة والصدفة، وهاتان لم تعدا مجديتين اليوم.