«أم الهيمان»... في البرلمان

نشر في 13-07-2013
آخر تحديث 13-07-2013 | 00:01
لم تقصر اللجنة التطوعية البيئية في أم الهيمان في التعامل مع الحكومة، حيث عقدت اجتماعات عدة مع جهات مختصة، إنما لم تكن إلا اجتماعات بلا نتيجة، لذلك توجهت اللجنة إلى أعضاء مجلس الأمة في كل المجالس الماضية، وأيضاً كانت المماطلة النيابية كالشمس في رابعة النهار!
 يوسف عوض العازمي   منذ أكثر من عشر سنين واللجنة التطوعية البيئية في ضاحية علي صباح السالم (أم الهيمان سابقاً) تسعى وتكافح من أجل حلّ مشكلة التلوث البيئي في تلك المنطقة الموبوءة بهذا التلوث، حيث أثبتت اللجنة من خلال عدة تقارير علمية موثقة وجود غازات ومواد ضارة عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر "فورمالدهايد" و"ستايرين"، وهما من المواد المؤثرة في صحة الإنسان وضررها البيئي فادح.

وطوال تلك السنين سعت اللجنة إلى تفعيل تلك القضية وإقناع الحكومات ومجالس الأمة المتعاقبة لإيجاد حل للمشكلة، إلا أنه لم يبرز أي مؤشر إيجابي أو تحرك واضح لحلها؛ مما ضاعف من تأثيراتها التي لا تزال مستمرة حتى الآن!

ولم تقصر اللجنة في التعامل مع الحكومة، حيث عقدت اجتماعات عدة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، إنما لم تكن إلا اجتماعات بلا نتيجة، لذلك توجهت اللجنة إلى أعضاء مجلس الأمة في كل المجالس الماضية، وأيضاً كانت المماطلة النيابية كالشمس في رابعة النهار!

إلى أن وصلت اللجنة إلى آخر العلاج (الكي)، حيث قرر رئيسها أخذ المبادرة والقيام بنفسه بالدور السياسي المطلوب في هكذا قضية، بعد أن يئس الجميع وسئموا المماطلات السياسية والتلاعب بتلك القضية المهمة وعدم تقدير أهميتها.

لذلك أخذ رئيس اللجنة البيئية المهندس أحمد الشريع بزمام المبادرة وتقدم لترشيح نفسه في انتخابات مجلس الأمة القادم ليكون هو بنفسه من سيسعى في هذه القضية سياسياً.

والآن نحن أمام مرشح غير عادي، مرشح نادر لا أظن، في تاريخ مجلس الأمة، أن هناك من وصل إلى عضويته عن طريق قضية بيئية، والمرشح أو رئيس لجنة البيئة في أم الهيمان يملك من أدوات الإقناع ما يكفي، فهو مؤهل أكاديمياً كمهندس كيميائي ويعمل في جهة حكومية لها علاقة بالكيماويات؛ فأنت أمام شخص مختص، لكنه لا يملك النفوذ والقوة السياسية الكافيتين، فلا منصب سياسياً له أو نفوذا، وكل ما يملكه هو حججه العلمية وتقاريره الموثقة التي لم يبد لها تأثير في الحكومة والمجلس منذ أكثر من عقد من الزمان.

وهنا تدور في خاطري تساؤلات عدة كمواطن من أهالي تلك المنطقة؛ هل سيستطيع هذا المهندس إن نجح أن يقنع المجلس والحكومة للقيام بدور مهم في حل تلك المشكلة؟ وهل ستكون كلمة أم الهيمان مسموعة ولها تأثيرها في البرلمان؟

التساؤلات كثيرة، وأظن أن وصول الشريع إلى البرلمان يعدّ أصعب اختبار له لأنه سيقف أمام المحك الحقيقي لبناء الثقل السياسي لهذه القضية المهمة. أعلم تماماً أنه لن يستطيع بمفرده التأثير لكن باستطاعته وضع بصمة واضحة لهذه القضية.

سؤال أخير: هل يصمد أحمد الشريع ويكون محامي أم الهيمان الحقيقي؟ أم سيكون مثل كثيرين حنثوا بوعودهم؟ و"هذا الميدان يا حميدان".

back to top