تواصل المفوضة العليا للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، لقاءاتها مع رموز النظام المصري اليوم، من أجل البحث عن مخرج لجماعة «الإخوان المسلمين»، المحظورة قضائياً، وإعادتها إلى الحياة السياسة مقابل الاعترف بشرعية الوضع بعد 3 يوليو الماضي.

Ad

تلتقي المفوضة العليا للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي اليوم، في إطار زيارتها الحالية للقاهرة، لطرح مبادرة تسعى إلى تجنيب جماعة «الإخوان المسلمين» الحظر السياسي، مقابل اعتراف الجماعة بشرعية «30 يونيو» وإنهاء التصعيد في الشارع، في محاولة على ما يبدو لاستباق تظاهرات لأنصار الجماعة ومعارضيها الأحد المقبل، بالتزامن مع احتفالات الذكرى الأربعين لانتصارات «أكتوبر»، والتي قد تشهد مواجهات عنيفة، تقضي على فرص الحوار مستقبلاً. 

وأكد مصدر رفيع المستوى لـ«الجريدة» أن الدولة مصرة على المضي قدماً في خريطة الطريق، دون أي تعديلات أو تغييرات، مؤكداً الرفض القاطع لأي تدخلات خارجية، قائلاً: «زيارة آشتون ومباحثاتها مع مختلف التيارات بمن فيها الإخوان، ليس معناه القبول بصفقات».

وقالت مصادر مطلعة بالحكومة إن لقاء محتملا اليوم بين رئيس الحكومة حازم الببلاوي وآشتون، ربما يتضمن مطالبة الأخيرة بإجراء تعديل محدود في الوزارة بما يسمح بتمثيل تيار الإسلام السياسي، إلا أن المستشار الإعلامي للحكومة شريف شوقي، قطع الطريق أمام هذا الطرح بنفيه صحة ما تردد حول إجراء تعديل وزاري عقب عيد الأضحى.

وكانت آشتون، بدأت مباحثاتها في القاهرة أمس مع وزير الخارجية نبيل فهمي، تناولت مجمل العلاقات الثنائية بين القاهرة وبروكسل، وخاصة الملف المالي دون أن تتطرق إلى وجود مبادرة للمصالحة من جانب آشتون بين النظام وجماعة «الإخوان».

كما التقت آشتون رئيس لجنة «الخمسين» لتعديل دستور 2012 المعطل، عمرو موسى، والإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب.

من جهته، قال شيخ الأزهر لآشتون خلال استقباله لها أمس، إن موقف الأزهر الداعم لـ«30 يونيو»، جاء لـ«تجنيب مصر كارثة محققة، أقل ما فيها ما يحدث في سورية الآن»، رافضاً التدخل الأجنبي لتحجيم إرادة الشعب، مطالباً جميع القوى السياسية بقبول خريطة الطريق، وقالت آشتون لشيخ الأزهر إنها متفهمة لإرادة الشعب، ولم تصف يوماً ما حدث في مصر بـ»الانقلاب».

 

ترحيب حذر

 

من جهتها، أبدت قيادات جماعة «الإخوان» ترحيبها بزيارة آشتون، كونها توفر المنفذ الوحيد للتواصل مع النظام القائم في مصر، ما تبدى في موافقة «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، الذي تهيمن عليه الجماعة، على الجلوس مع آشتون مساء أمس.

وقال القيادي بحزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، عمرو دراج إن وفد «التحالف الوطني» سيستمع لما تطرحه آشتون، خلال اللقاء، نافياً، في تصريحات لبوابة «الحرية والعدالة» الإلكترونية، أن يكون هناك طرح مسبق، مشيراً إلى أن كل ما يتردد عن مبادرة الاتحاد الأوروبي، لا يتعدى التكهنات الصحافية.

وبينما دعت جماعة «الإخوان» أنصارها للتظاهر الأحد المقبل، بالتزامن مع الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر، قال الأمين العام لحركة «تمرد» محمد هيكل لـ»الجريدة» إن «الحركة قررت دعوة الشعب إلى الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر في ميدان «التحرير» وفي محيط قصر «الاتحادية» الرئاسي».

إلى ذلك، قرر مجلس الوزراء أمس تشكيل لجنة تضم ممثلين عن عدة وزارات وهيئات لإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين، وذلك تنفيذاً لحكم قضائي «غير نهائي» بحظر أنشطة الجماعة، وأي كيان منبثق عنها، بحسب بيان للمجلس.

وأوضح المجلس أن اللجنة ستتشكل من ممثلين عن «وزارات العدل، والداخلية، والمالية، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية، بالإضافة إلى ممثلين عن كل من البنك المركزي، وجهاز الأمن القومي، وهيئة الرقابة المالية، والهيئة العامة للاستثمار».

ومن المقرر أن تنظر يومي 21 و22 من الشهر الجاري دعويين قضائيتين بشأن بطلان حكم حظر أنشطة جماعة الإخوان وأي كيان منبثق عنها، ومن ثم وقف تنفيذه.