ربما يتعين على صالات عرض السيارات الجديدة في الولايات المتحدة تركيب أبواب دوارة إذ يبدو أن صناعة السيارات قد قامت خلال سنة 2012 باستدعاء ما يقارب العدد نفسه الذي بعثت به من السيارات إلى وكلاء بيعها وذلك لأسباب تتعلق بإعادة فحص ذي صلة بالسلامة والأمان.

Ad

وتشير تقديرات دليل كيلي الأزرق المتخصص في مبيعات السيارات إلى أن المبيعات النهائية للسيارات الجديدة في سنة 2012 يجب أن تصل الى ما يقارب 14.5 مليون وحدة بشكل إجمالي، وهو ما يمثل زيادة محسوبة على أساس سنوي بأكثر من 13 في المئة وللسنة الثالثة على التوالي من نمو مبيعات السيارات بنسبة ثنائية الرقم. وفي ذات السنة وبحسب مراجعة المذكرات الفدرالية الصادرة وبيانات المصنعين فإن شركات صناعة السيارات تكون قد استردت أكثر من 14.3 من الموديلات الحالية والسابقة خلال الأشهر الاثني عشر السابقة.

وقد يكون من المثير للدهشة أن كلا من سيارات تويوتا وهوندا – وهما من الماركات التي تحظى بتقدير رفيع في ما يتعلق بالجودة والموثوقية – قد مثلتا أكثر من نصف عدد السيارات التي تم استدعاؤها من الأسواق في سنة 2012. وقد سحبت تويوتا بشكل طوعي ما يقارب خمسة ملايين سيارة من موديلات تويوتا ولكزس وسيون وفقاً لتلك التقديرات، فيما شرعت هوندا ببرامج تشمل استدعاء أكثر من 3.4 ملايين سيارة من موديلات هوندا وأكورا (ولن تنشر الإدارة الوطنية لسلامة الطرقات العامة العدد الرسمي حتى وقت متأخر من شهر يناير الجاري).

ومن بين مبادرات صناع السيارات خلال سنة 2012 أتمت شركة تويوتا سحب حوالي 2.5 مليون سيارة من موديلات 2007 – 2009 بسبب قضايا تتعلق بالنوافذ الكهربائية، و778 ألف سيارة راف4 ولكزس اتش اس 250 اتش بسبب مشاكل تعليق الجير، و670 ألف سيارة من موديلات بريوس بسبب مشاكل ذات صلة بعجلة القيادة. وشملت عمليات سحب هوندا 807 آلاف سيارة من موديل هوندا بايلوت واوديسي وأكورا ام دي اكس بسبب خلل في مفاتيح التشغيل و572 ألف هوندا أكورد بسبب متاعب في خرطوم عجلة القيادة و820 ألفا من موديل سيفيك.

وبالمقارنة سحبت شركة جنرال موتورز حوالي 1.3 مليون سيارة وشاحنة فيما سحبت شركة فورد أكثر من 1.1 مليون سيارة خلال سنة 2012 وفقاً لبيانات كيلي. وقد عانت فورد بشكل خاص من مهانة في علاقاتها العامة بزبائنها لاضطرارها الى سحب موديل جديد هو اسكيب الرياضي الذي أعيد تصميمه لسنة 2013 لثلاث مرات منفصلة بعد وقت قصير من طرحه وذلك بسبب حرائق محتملة في المحرك.

وفي الحقيقة فإن كل شركات صنع السيارات بما فيها الماركات المميزة مثل رولز رويس ولوتس ولمبرغيني قامت بعملية سحب واحدة على الأقل خلال سنة 2012. وتراوحت أسباب السحب بين اخفاق محتمل وكارثي في أداء محرك موديلات بي ام دبليو ام 5 وام 6، وبين الأعطال الطفيفة كما هي الحال في موديلات سيون اف آر – اس وسوبارو بي آر زد التي تطلبت استبدال بضع صفحات في دليل المالك وكانت كلها طوعية.

وعلى الرغم من ذلك فإن الأرقام المجردة لعمليات استرداد السيارات من الأسواق لا يبدو أنها قد أثرت على مبيعات السيارات الجديدة حتى بين الشركات الرائدة في الصناعة في هذا الصدد. فلقد ارتفعت مبيعات تويوتا بنسبة 17.3 في المئة بالنسبة الى كل أقسامها الثلاثة مجتمعة خلال الـ 11 شهراً الأولى من سنة 2012، فيما قفزت مبيعات هوندا بـ 23.4 في المئة مع تقدم وحدة أكورا بنسبة 27.2 في المئة.

ما السر؟ هل أصبح الناس ببساطة غير آبهين بمثل عمليات سحب السيارات هذه من السوق وعلى نطاق واسع؟

يوضح أليك غاتيريز وهو محلل رفيع في سوق السيارات لدى دليل كيلي الأزرق ذلك بالقول «من منظور المستهلك العادي لا تمثل معظم عمليات استرداد السيارات بصورة طوعية من قبل المصنع مشكلة كبيرة، فقد ازدادت حصة تويوتا وهوندا في الأسواق الأميركية هذه السنة على الرغم من قيامهما بسحب ملايين السيارات مما يظهر التقدير العالي لهما في أوساط المستهلكين». وفي حقيقة الأمر، أكدت دراسة حديثة أجرتها جامعة كارولينا الشمالية أن العمليات التي قامت بها تويوتا من استرداد لسياراتها لأمور تتعلق بالسلامة بين 2009 الى 2010 لم تؤثر بقدر كبير في الأجل الطويل على تقييم المستهلكين لجدارة تلك الماركة. والأكثر من ذلك أن غاتيريز يمضي الى حد عدم اعتبار الدعاية المتعلقة باسترداد السيارات سلبية ويقول «في بعض الحالات ينظر المستهلك الى الاسترداد الطوعي بصورة ايجابية حيث يرى أن الشركة الصانعة تبذل جهداً لضمان سلامة كل مركباتها على الطريق الى أقصى حد ممكن».

وعلى أي حال، إذا كنت تملك سيارة تخضع لاسترداد الشركة الصانعة تأكد من حصولك على موعد لفحص المركبة وإذا دعت الضرورة سارع الى إصلاحها في أقرب وقت ممكن بغية تفادي أي مشاكل محتملة على الطريق. والأكثر من ذلك يتعين على أولئك العاملين في سوق السيارات المستعملة البحث عن اسم السيارة بغية ضمان عدم تعرضها الى استرداد لم يتحقق. وبحسب «كار فاكس» وهي شركة تبيع تقارير عن تاريخ السيارات فإن 2.7 مليون سيارة على الأقل تم إدراجها للبيع في السنة الماضية وطلبت للاسترداد ولكن لم يتم ذلك حقاً.

*مجلة فوربس