البابا يزور «الأقصى» و«المبكى» ويدعو إلى حرية الوصول للقدس
• نتنياهو يبرر بناء «الجدار» ويتجادل مع فرنسيس بشأن لغة المسيح
• الراعي في يافا وجولته حتى الخميس
أنهى البابا فرنسيس أمس جولته في الأراضي المقدسة بزيارته لمدينة القدس، حيث زار أماكن مقدسة لدى المسلمين واليهود والمسيحيين، ودعا إلى حرية وصول المؤمنين إلى الأماكن المقدسة في القدس.
• الراعي في يافا وجولته حتى الخميس
أنهى البابا فرنسيس أمس جولته في الأراضي المقدسة بزيارته لمدينة القدس، حيث زار أماكن مقدسة لدى المسلمين واليهود والمسيحيين، ودعا إلى حرية وصول المؤمنين إلى الأماكن المقدسة في القدس.
اختتم البابا فرنسيس أمس جولته الى الأراضي المقدسة بزيارته لمدينة القدس التي تعتبر مدينة مقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين، واجتمع البابا مع المفتي العام للقدس والأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين في وقت مبكر من صباح أمس بالحرم القدسي الشريف في مسعى إلى تعزيز العلاقات بين الأديان.وقال البابا أثناء اجتماعه مع حسين «متتبعاً خطى أسلافي لاسيما الزيارة التاريخية للبابا بولس السادس قبل خمسين عاما والتي كانت أول زيارة يقوم بها بابا للأراضي المقدسة... رغبت بشدة في المجيء كحاج للأماكن التي شهدت وجود السيد المسيح على الأرض. لكن حجي لن يكتمل ما لم يتضمن أيضا الاجتماع مع الناس والطوائف التي تعيش في الأرض. بناء عليه أنا سعيد جدا لوجودي معكم أعزائي الأصدقاء المسلمين». وأضاف أنه يجب ألا تُرتكب أعمال عنف باسم الرب.
وأردف «أعزائي المسلمين، أوجه نداء خاشعا من هذا المكان المقدس لكل الناس وكل الطوائف التي تؤمن بابراهام (نبي الله ابراهيم): فلنحترم ونحب بعضنا كأخوة وأخوات. فلنتعلم أن نتفهم معاناة الآخرين، فنتعلم ألا يرتكب أحد أعمال عنف باسم الرب. فلنعمل معا من أجل العدل والسلام. سلام».«حائط المبكى»وفي وقت لاحق، صلى البابا فرنسيس عند حائط المبكى (الحائط الغربي أو حائط البراق) وهو أقدس موقع يهودي، ويعتقد اليهود أنه من بقايا الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 قبل الميلاد. وكان حاخام الحائط الغربي شوميل رابينوفيتش في استقبال البابا وألقى كلمة قبل أن يصلي البابا في الموقع. كما زار البابا برفقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نصب ياد فاشيم المخصص لضحايا الهولوكوست (المحرقة النازية)، حيث اعتبر ان مقتل ستة ملايين يهودي بأنه «سبة في جبين البشرية»، وتوقف عند نصب مخصص للضحايا الإسرائيليين الذين سقطوا خلال معارك أو هجمات.نتنياهووقال البابا أثناء زيارة النصب الذي حفرت عليه أسماء مدنيين إسرائيليين قتل معظمهم في هجمات نشطاء فلسطينيين «أصلي من أجل كل ضحايا الإرهاب. رجاء كفى إرهابا»، ووجه نتنياهو الذي كان يقف الى جوار البابا الشكر له. وقال موجها الاتهام للزعماء الفلسطينيين بالتحريض «نحن لا نعلم أطفالنا أن يزرعوا القنابل... نعلمهم السلام، لكننا اضطررنا لبناء جدار لمن يعلّمون اطفالهم ذلك».وتجادل البابا فرنسيس ونتنياهو بشأن اللغة التي كان يتحدث بها السيد المسيح قبل ألفي عام. وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن وجود صلة قوية بين اليهودية والمسيحية، قائلا «المسيح كان هنا... على هذه الأرض. كان يتحدث العبرية»، فقاطعه البابا قائلا «بل الآرامية». فرد نتنياهو بالقول «كان يتحدث الآرامية، لكنه كان على دراية بالعبرية». بيريزوطالب البابا فرنسيس خلال لقائه بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بحرية وصول المؤمنين الى الاماكن المقدسة في القدس. وقال البابا «لتكن القدس فعلا مدينة السلام!»، وأضاف «كم هو جميل عندما يتمكن الحجاج والمقيمون هنا من الوصول الى الاماكن المقدسة بحرية والمشاركة في الاحتفالات». وتفرض اسرائيل قيودا على دخول المدينة خاصة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.وقبل بيريز أمس رسميا دعوة البابا فرنسيس له وللرئيس الفلسطيني محمو عباس بالذهاب الى الفاتيكان للصلاة من اجل السلام. وقال بيريز للحبر الاعظم في مقره في القدس «قدومكم الى الاراضي المقدسة فرصة مهمة لصلاة مشتركة»، وأضاف «سنكون سعداء برفع صلاة مثل هذه في بيتنا او في بيتكم، وفقا لدعوتكم الكريمة ووفقا لخياركم». وكان البابا دعا في ختام قداس في بيت لحم أمس الأول بيريز ونظيره الفلسطيني محمود عباس للذهاب الى الفاتيكان للصلاة معه من اجل السلام.وسارع عباس الى قبول الدعوة. وقال كبير المفاوضين الاسرائيليين صائب عريقات لوكالة فرانس برس: «وافق الرئيس على دعوة بابا الفاتيكان وأبلغ قداسته بموافقته»، مشيرا الى ان الزيارة ستكون «في السادس من يونيو المقبل».الاستيطانوفيما بدا انه رد سلبي على مناشدات البابا بإبقاء مدينة القدس مدينة للديانات السماوية الثلاث، منحت بلدية القدس الاسرائيلية أمس الضوء الاخضر لبناء خمسين وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة جبل ابوغنيم (هار حوما) في القدس الشرقية.الراعيإلى ذلك، قام البطريرك الماروني اللبناني بشارة بطرس الراعي أمس بزيارة لمدينة يافا العربية داخل إسرائيل، في أول زيارة من نوعها. وقال المتحدث باسمه وديع أبو نصار إن الراعي التقى مع الجالية المارونية العربية الصغيرة في المدينة التي تقع جنوب إسرائيل. وكان الراعي قد تسبب في حالة من الجدل داخل لبنان لقراره مرافقة البابا فرنسيس في بعض أنشطة زيارته للأراضي المقدسة.وغادر الراعي القدس صباح أمس، ومن المقرر أن يعاود مرافقة البابا لحضور قداس في القدس. وبينما انتهت زيارة بابا الفاتيكان أمس ستتواصل زيارة الراعي، حيث من المقرر أن يعود اليوم إلى الضفة الغربية على أن يعود إلى إسرائيل يومي الأربعاء والخميس لزيارة مناطق تعيش بها أقليات عربية مسيحية، خصوصا بلدة كفربرعم المهجرة قرب الحدود مع لبنان، كما سيحضر قداسا مع الجالية اللبنانية في إسرائيل قبل أن يعود إلى لبنان عبر الأردن الخميس.