في مشهد لافت انتشرت ملصقات دينية تدعو إلى الذكر والتسبيح والصلاة على النبي الكريم (ص) على جدران البنايات في القاهرة، وعلى زجاج السيارات، وفيما عزا البعض سبب انتشار الملصقات إلى قُرب حلول شهر رمضان المعظم، اعتبرها آخرون محاولة من جانب الجماعات الإسلامية، لكسب تأييد الشارع مجدداً، من خلال العودة إلى خانة "الدعوة"، بعد أن مُنيت بخسارة اللعبة السياسية.

Ad

الشيخ محمد حسين يعقوب، أحد كبار مشايخ السلفية، دعا أبناء التيار الإسلامي للعودة إلى الدعوة إلى الله وترك الحياة السياسية، وقال: "ضاعت الدعوة في غمار السياسة وعلينا تربية القلوب والعودة للدعوة الإسلامية"، مضيفاً خلال إلقائه درسه الأسبوعي: "الضرر وقع على الدعوة ووقع الإسلاميون في الأخطاء بدءاً من قضية التوحيد ذاتها وموالاة الكفار، كذلك الجلوس مع المذيعات المتبرجات، فضاعت الدعوة".

من جانبه، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أحمد بان، إن "قواعد التيارات الإسلامية أدركت فشلها في التوفيق بين العمل الدعوي والسياسي لذا تعمل على ملء الفراغ الإيماني في مجتمع يعاني ظواهر سلبية مثل التحرش وانتشار المخدرات"، متوقعاً فشل الإخوان والسلفيين في كسب ثقة الجماهير، كما أن السلطة الجديدة لن تسمح بصعود أي كيان يجمع بين العمل السياسي والدعوة.

في السياق، قال الباحث في الحركات الإسلامية أحمد زغلول: الأحداث التي شهدتها البلاد إبان حكم "الإخوان" وما تلاها من تداعيات في أعقاب الإطاحة بها، عززت وجهة النظر الداعمة لفكرة ضرورة التركيز على العمل الدعوي بدلاً من المشاركة السياسة، وبخاصة مع تخوف قطاع عريض من السلف والإخوان من تدهور الدعوة في ظل الهرولة وراء السياسة منذ ثورة يناير 2011.

وبحسب مصادر مقربة من التنظيم الدولي للإخوان، علمت "الجريدة" أن عدداً من قواعد التنظيم في مصر ودول الخليج أرسل تقارير إلى قادة الجماعة في العاصمة القطرية الدوحة تطالب بضرورة إعلان هزيمة الإخوان سياسياً وترك العمل السياسي إلى الأبد، والعودة مرة أخرى إلى العمل الدعوي والخيري، لإنقاذ ما تبقى منهم من الاعتقال أو القتل، في إشارة إلى الحملات الأمنية التي تشنها قوات الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013.