أحياناً كثيرة ننسى أن نسأل أنفسنا عن أسباب عدم تطورنا كعرب وذلك لأننا مشغولون جداً بالنقاش والعراك والاعتزاز بالماضي، نحن كعرب نتفاخر دوما بماضينا وما أنجزناه، والعلوم التي برعنا فيها في قديم الزمان؛ لأننا لا نملك حاضراً يستحق التفاخر به.

Ad

 نحن من يصنع الحاضر لكننا انشغلنا كثيراً بالأمور المحلية التافهة جداً، في حين الغرب يصنع ويتطور ويشجع على حقوق الإنسان، نحن هنا ما زلنا نسأل عن قبيلتك وأهلك وجذورك أصلك، وعلى أساسها نعيش في هذه التفاصيل التافهة التي لن تقدم ولا تؤخر، ولن تجعلنا نصل إلى القمر أو نصنع حتى صاروخاً. وبينما انشغل حكام العرب في كيفية الاستمرار على الكراسي كان الغرب ينتقدون حكامهم ويمارسون الديمقراطية الحقة، ونحن هنا نشهد ثورات متتالية بسبب شعوب اضطهدت وظلمت، وما زلنا نبحث في أصل فلان وعلان، ونمتدح جذور عائلته ونقيم هذا الآخر بأنه أقل قيمة لأن لم يأتِ من هذه البقعة التي على لا تحمل سوى الرمال والصحراء.

نحن نعتز بأصولنا الصحراوية ولا نؤمن بأي قيم، تأسسنا في مجتمعات عززت العنصرية بأبشع صورة، وجعلنا عنصريتنا سبباً في التحكم بقرارات الزواج والعمل وغيرها من الأمور المصيرية، وبينما هم يوظفون الشخص المناسب في المكان المناسب، كنا نحن هنا نبحث عن "الواسطة" المناسبة حتى إن كانت في المكان غير المناسب.

وبينما انشغلنا بسرقات علية القوم، كانوا هم يحاسبون من سرق مهما بلغ منصبه، فنحن هنا ما زلنا نكفّر بعضنا ونطلق الأحكام حسب أهوائنا الشخصية، في حين هم أقروا هناك القوانين التي تحمي حقوق الإنسان وبتنا نلجأ إليهم، وبينما نحن هنا نحاسب الناس حسب أشكالهم وألوانهم وعقيدتهم حاولوا هم تفعيل القوانين التي تناهض العنف والعنصرية، فنحن هنا لم نتطور؛ لأننا لم نرغب في التطوير.

قفلة:

على الشخص المسؤول التروي باتخاذ قراراته؛ لأن وضع قرارات ومن ثم تغييرها ليس في مصلحة أي شخص مسؤول؛ وأقصد بذلك قرار الداخلية بتقليص السرعة ومن ثم الرجوع عنه بعد يوم! قرار متسرع من مسؤول متسرع يجب أن يخالف على سرعته هو أيضاً!