تعد مقاصد الشريعة اليوم من أهم النظريات التي يستند إليها الفكر الإسلامي الساعي إلى الإصلاح والتجديد، فما هي المقاصد؟ وما هو تاريخها وأصلها في الإسلام؟ ومن هم أعلامها من العلماء في الماضي والحاضر؟ وما علاقتها بالقضايا المعاصرة كحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والسياسية والاجتهاد في القضايا الجديدة، والتقريب بين المذاهب والحوار بين الأديان ومفهوم "الإرهاب" والأخلاق؟

Ad

هذا الكتاب المترجم من الإنكليزية إلى اللغة العربية، لمؤلفه أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور جاسر عودة، سعى إلى الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها بلغة علمية لكنها في الوقت ذاته تناسب المبتدئ، ولهذا فقد أكد مترجم الكتاب أن عدد التراجم التي تناولت المقاصد الشرعية قليلة جداً، نظراً إلى أن هذه القضية متشابكة وتنطوي على تحديات ذهنية، وبما أن أكثر الكتب التي نشرت في هذا الموضوع موجهة بشكل رئيس إلى المتخصصين والعلماء وكبار المثقفين وتناست المبتدئين.

ويستعرض الكتاب إمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية في هذا العصر أو سوء تطبيقها بمعنى أدق كثيراً ما يكون اختزاليا لا شموليا حرفياً لا أخلاقيا أحادي البعد لا متعدد الأبعاد، يرى الأمور بمنظار الأسود والأبيض فحسب، دون اعتبار تعدد جوانب المواضيع تفكيكيا لا تركيبياً يعتمد على الإشارات والألفاظ لا على المقاصد والغايات خلف أحكام الشريعة الإسلامية.

ويوضح الكتاب أن نظرية المقاصد الشريعية ترفع مستوى النقاش في القضايا التشريعية إلى مستوى أعلى من الناحية الفلسفية، وتتغلب على الفروق التاريخية التي أدت إلى التنازع بين المذاهب، وتشجع على ثقافة المصالحة والتعايش السلمي اللذين اشتدت الحاجة إليهما في كل أنحاء العالم.

ويطالب الكتاب بضرورة وضع مقاصد الشريعة موضع التنفيذ، كما يجب أن تأخذ مكانها في اهتمام كل متخصصي الشريعة وواضعي السياسات المختلفة، بصرف النظر عن أسمائهم ومذاهبهم، على أساس أن صلاحية أي اجتهاد هو بقدر تطابقه مع تحقيقه لمقاصد الشريعة.