خلال سجنه في مرحلة مبكرة من حياته، وجد تريخو نفسه عام 1968 وسط حالة من الشغب في سجن سان كوينتن، فرمى حجراً أصاب أحد حراس السجن. ولو أن الحجر قتل الحارس لحكم على تريخو بالإعدام.

Ad

يخبر تريخو: «ذكر الملازم غيفنز في تقريره أن أحد السجناء رمى الحجر ولم يمسِّني. وهكذا بفضل الله، لم أمت. لذلك قررت أن أكرس حياتي لمساعدة الآخرين. ومنذ ذلك الحين، لاحظت أن كل تطور جيد في الحياة حدث نتيجة مساعدتي شخصاً ما».

بعد خروجه من السجن، بدأ تريخو يقدم النصح للآخرين ويؤكد لهم أن الطريقة التي تبدأ بها حياتك قد لا تكون بالضرورة الطريقة التي تنهيها بها. وبما أنه أصبح ممثلاً معروفاً، صار بإمكانه زيارة الإصلاحيات والمدارس ولفت انتباه مَن باتوا يعرفونه من المشاركة في أفلام مثل Con Air وSpy Kids.

يذكر تريخو: "عندما أقصد الإصلاحيات، أرى شباناً في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمرهم لا أمل لهم. فهم يدركون أنهم سيدخلون، مرات عدة، إلى السجن خلال ما تبقى في حياتهم. لذلك عندما أزورهم، وأخبرهم أنني عشت وضعاً مماثلاً، أرى في الحال بصيص أمل يبرق في عينيهم”.

يضيف تريخو: "أخبرهم أن التعليم مفتاح كل ما يرغبون في تحقيقه، وأن أي مشكلة تتفاقم مع إدمان المخدرات”.

شهدت حياة هذا الممثل تبدلاً جذريّاً عندما كان في الأربعين من عمره. فقد عُرض على تريخو، الذي وُلد في لوس أنجلس، العمل ككومبارس ومدرّب ملاكمة (مهارة اكتسبها في السجن) في فيلم Runaway Train. وهكذا دخل عالم التمثيل والأفلام.

طوال عقد شارك تريخو في مجموعة من المسلسلات والأفلام، مؤديّاً عادةً دور الشرير أو خصم البطل. وقد حوّله فيلم Desperado (1995) من ممثل ثانوي شرير إلى نجم أفلام حركة. أدرك مخرج Desperado روبرت رودريغيز أنه يود إعداد فيلم يكون فيه تريخو البطل، إلا أنه لم يعثر على القصة الملائمة إلا بعد سنوات.

أدى تريخو دور العم ماتشيتي في أفلام Spy Kids لرودريغيز، ومن ثم ابتكر الشخصية التي تحمل السكين الكبيرة في الفيلم القصير Grindhouse (2007). لكن كثيرين قالوا لرودريغيز وتريخو بعد مشاهدة هذا الفيلم القصير إن عليهما إنتاج فيلم كامل عن ماتشيتي، ما أدى إلى ولادة فيلم عام 2010 وجزئه الثاني أخيراً.

لا يتعب

صحيح أن تريخو في التاسعة والستين من عمره، إلا أنه لا يكل ولا يتعب. فبالإضافة إلى Machete Kills، لهذا الممثل 17 فيلماً جاهزة للصدور، وهو يصور راهناً فيلمين آخرين ويستعد للبدء بأربعة أخرى. وبما أن رودريغيز يصور أفلامه بوتيرة سريعة (استغرق تصوير Machete Kills 29 يوماً فقط)، فلا مجال للراحة. وهذا ما يفضله تريخو.

يخبر تريخو: «لا أحب العودة إلى حافلتي لأجلس فيها وأنتظر. فالحافلة في رأيي أشبه بزنزانة. إن كنت نجمة رقيقة وحساسة، فلا مكان لك في أفلام روبرت رودريعيز لأنه سيلتهمك التهاماً. يسعى دوماً إلى إنهاء العمل بسرعة. يعشق روبرت ما يقوم به، ويتجلى عشقه هذا في طريقة عمله».

سواء أدى تريخو أدواراً ثانوية أو رئيسة، من السهل تمييز وجهه في الأفلام. صحيح أنه رجل مؤمن محب لعائلته ويتمتع بحس فكاهة، إلا أن ملامح وجهه القوية وشعره الطويل يعطيان الناس عادة انطباعاً خاطئاً.

يذكر تريخو: «كنت أتبضع في متجر ألبرتسون ذات يوم، ولاحظت أن سيدتين عجوزين تنظران إلي كما لو أنني مجرم خطير. وعندما غادرت المتجر، كانت الشرطة بانتظاري. فقد اتصلت بها السيدتان. راح رجال الشرطة يضحكون حين علموا مَن أكون. كادت السيدتان تموتان من شدة خوفهما مني. هذا ممتع».