المصري أفندي
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
معصية وكفر، والعياذ بالله، ومن ثم حشد النجم الذي تحمل مسؤولية الإنتاج والإخراج وكتابة السيناريو مع محمد كامل حسن المحامي، أسلحته كافة التي تعينه على تقديم {السينما الهادفة}، التي يؤمن أنها {لا تؤتي ثمارها المطلوبة في خدمة الشعب من دون الدين}، واختار أن يُنزل أقسى عقاب {درامي} على العبد المارق عندما حرمه من أطفاله الواحد تلو الآخر، فالأكبر {حسن} ضل طريق العودة إلى المنزل، واثنين من الأولاد دهستهم سيارة، وثلاثة ماتوا عقب ولادتهم مباشرة، والبنت الوحيدة {عيشة} (عايدة فؤاد) مُصابة بالصرع، وتعيش حياتها مقعدة لا تفارق كرسيها المتحرك، بينما بدأت الثروة تنهمر على {المصري أفندي}، وتحول من موظف عاطل إلى مليونير، بعد شراكته مع {إسماعيل}. لكن الدموع والنحيب لم ينقطعا، والشيب والعجز والوهن والهم تسللوا إليه وزوجته، ونغصت عليهم حياتهم!يؤمن {المصري أفندي} بأن {الرجال قوامون على النساء}، وأن الإنجاب فريضة، وزيارة بيت الله الحرام تمسح الذنوب، ويُجزل العطاء لجمعيات البر، ويقف ضد احتكار السوق، ويطهر نفسه من الذنوب، وبالتالي لا تتأخر المكافأة {الدرامية} طويلاً، فالمستند الذي يسجل سقطة {المصري أفندي} في شبابه يُصبح في حكم العدم، والابن الغائب {حسن} يعود إلى حضن أبيه، ومعه زوجته وطفليه، بل إن المعجزة حدثت ووقفت {عيشة} على رجليها في اللحظة التي شاهدت فيها شقيقها، فالغيبيات سيطرت على السيناريو، واتسمت الحيل الدرامية بالسذاجة وغياب المنطق، باستثناء اللقطة التي استخدم فيها حسين صدقي الحيلة المعملية للتأكيد على مرور الزمن، وتقدم عمر {المصري أفندي}، لم تظهر بصمته كمخرج، وجاءت استعانته بالراقصتين {كيتي} و«ليلى}، لتعكس تناقضه، ومجاراته شروط السوق، رغم كونه منتج الفيلم؛ فالمبادئ التي آمن بها البطل، وبيت الله الذي زاره، لم يمنعاه من اصطحاب زوجته إلى الحفلة الخيرية ليرى {كيتي}، وهي تتلوى وتتعرى، ومن حين إلى آخر تختفي شخصيات (إسماعيل ياسين ولولا صدقي) ثم تعود للظهور فجأة من دون مبرر معقول، ويصل الارتباك إلى ذروته في الربع الأخير الذي اختفى فيه {إسماعيل} و«لولا} تماماً، ولم يظهر لهما أي أثر!المفارقة المثيرة أن محمد كامل حسن المحامي تميز في صياغة حوار الفيلم، الذي اتسم بالجرأة من دون تطاول على الذات الإلهية، فيما أصاب السيناريو، الذي شارك في كتابته مع حسين صدقي، الكثير من التشويش والتلفيق والمبالغة، بما يعني أنه أبدع عندما تحرر من هيمنة المنتج والمخرج والبطل، الذي سيطرت عليه الرغبة في استثمار الفيلم لأجل توجيه رسالة إيمانية، والعمل على تنفيذ وصية سيد قطب، بدليل أنه فشل كمنتج في تحويل الثرثرة إلى صورة. وباستثناء مشهدين انتقلت فيهما كاميرا مصطفى حسن إلى مزرعة إسماعيل، وإلى المقهى، التي ظهرت في خلفيته نجمة داوود (!) ظل {المصري أفندي} سجين البلاتوه المغلق والديكور المُزيف!