بعد سنوات من الدراسة الجادة، يتخرج طلبة الهندسة في جامعة الكويت بمختلف تخصصاتهم، لينتظروا طوابير التوظيف في ديوان الخدمة المدنية، ولكن الأزمة التي يعيشها الخريجون هي توظيفهم في مواقع لا تناسب تخصصاتهم.

Ad

أجمع عدد من طلبة كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت على أن خريجي الكلية مُعَدُّون بما لديهم من تخصصات مختلفة، كالهندسة المدنية والكهربائية والكيميائية والصناعية وغيرها، للعمل في مجالات دراستهم كالقطاع النفطي والوزارات وغيرها من المؤسسات، مبينين أن المشكلة تكمن في توظيفهم في غير تخصصاتهم، ما أثر في اتجاه بعضهم إلى الدراسات العليا والتدريس في الجامعة لتحصيل عدد من الامتيازات كالترقية الوظيفية وزيادة الرواتب وتحصيل مركز اجتماعي مرموق.

 وطالب طلبة الهندسة، في لقاءات مع "الجريدة"، ديوان الخدمة المدنية بعمل دراسة للتوصل إلى آلية لتوظيف الخريجين بما يتناسب مع شهادتهم، حرصا على ابداع كل خريج في الوظيفة التي تناسبه. وإلى التفاصيل:

بداية، أكدت طالبة الهندسة الكهربائية، خيرية النصر، أن نقص فرص العمل لبعض تخصصات الكلية كهندسة الكمبيوتر، قد يدفع بعض الطلبة نحو الاتجاه إلى التدريس في الجامعة، مشيرة إلى أنها اختارت تخصص الهندسة الكهربائية بعد مشورة الأهل "غير أن السؤال الذي يحيرنا هو ما بعد التخرج، هل يتم توظيفنا بمواقع تناسب شهاداتنا الدراسية؟!".

فرص عديدة

ومن التخصص نفسه، قالت الطالبة أنفال شيشتر إن تخصص الهندسة الكهربائية يتطلب الكثير من الدراسة والمتابعة، لكنه يتيح للطلاب العديد من الوظائف ذات الدخل المرتفع، مضيفة أنه في حال أتم الطالب الدراسات العليا في هذا المجال فإن ذلك يخلق له العديد من الفرص الوظيفية في قطاع البترول.

ومن تخصص هندسة الحاسب الآلي، أوضح الطالب عبدالرحمن العنزي أن المشكلة لا تكمن في دراسات تخصصات الهندسة، ولكنها في ما بعد التخرج، معتبراً أن المشكلة ليست كذلك في انتظار الخريجين طوابير التوظيف في ديوان الخدمة المدنية، بل في توظيفهم في وظائف لا تناسب تخصصاتهم.

 وبيّن العنزي أن هذا الأمر يحدث مع كثير من خريجي الجامعات الحكومية والخاصة، مشددا على أن تلك المسألة تحتاج الى إعادة الدراسة لإنشاء آلية لتوظيف خريجي الجامعة وفق تخصصاتهم للاستفادة بما درسوه وتعبوا من أجله.

تحويل

ومن جانبها، أشارت الطالبة هاجر الثواب، (تخصص هندسة كهربائية) إلى أنها تسعى للتحويل إلى الهندسة المدنية، إذ يمكن لخريجي الهندسة المدنية العمل في العديد من الشركات كالبنوك أو إنشاء مكاتب خاصة بعكس تخصصات الهندسة الأخرى، كالهندسة الميكانيكية وهندسة البترول، اللذين يتطلبان العمل الميداني والتواجد في مواقع آبار النفط، وهو ما يتطلب مجهودا كبيرا من المهندسين.

وأكدت الطالبة دانة درويش، (تخصص هندسة كيميائية) أن حظوظ طلاب تخصصها في الحصول على وظيفة قليلة، موضحة أن توظيفهم يتطلب وقتا قد يصل إلى سنتين بعد التخرج، لافتة إلى إمكانية عمل طلبة هذا التخصص في الوزارات ومجال البترول.

أما زميلتها في التخصص الطالبة فاطمة فاضل، فأوضحت أن تخصص الهندسة الكيميائية يتمحور حول المصانع، حيث يزدهر في الدول الصناعية.

وبينت فاضل أن دولة الكويت لا تقوم على الصناعات، وهذا من شأنه التأثير على فرص عمل الخريجين، إذ لا يجدون ما يناسب ميولهم من وظائف في سوق العمل، مشيرة إلى أنها تطمح إلى العمل في مجال البتروكيماويات.

من جهتها، قالت الطالبة زينب الصراف، (تخصص هندسة كهربائية)، إن تخصصها يمكنه العمل في الوزارات، لاحتياجها جميعا إلى خبراء في هذا المجال، مضيفة أنه يمكن لمن يكمل دراساته العليا في هذا المجال الترقية إلى مراتب وظيفية عالية، بالإضافة إلى إمكانية العمل في مجال التدريس، حيث يضع المدرسون خبرتهم بين يدي طلاب الجامعات.

ومن تخصص العمارة، أكدت الطالبة مريم أن هذا التخصص يمثل ثقافة الدولة، حيث يعنى طلابه بأدق التفاصيل في مجال البناء والفن المعماري.

وأشارت مريم إلى أن هناك وظائف عمل متاحة لهذا التخصص في مجالي النفط ووزارة الأشغال أو مجال التصميم الداخلي، لافتة إلى انه تم فصل كلية العمارة عن كلية الهندسة منذ ما يقارب سنتين.