يرى السيناريست والمنتج محمد حفظي أن لدى مصر طاقات سينمائية هائلة، فإذا وجدت من يرعاها ويتولاها ويأخذ بيدها، ستكوّن جبهة سينمائية شبابية قوية تجدد شباب الفن السابع، وتحاول معالجة المشكلات التي يواجهونها، سواء في تسويق أعمالهم، أو تذليل العقبات في الحصول على موافقات وتصاريح، مبدياً أمله بأن تساعد هذه اللجنة الشباب المبدعين الذين يبحثون عمن يأخذ بأيديهم ليصلوا إلى مرحلة الاحتراف.

Ad

دور فاعل

يرى ، عضو «لجنة السينما الحرة» المخرج شريف مندور أن دورهم لا يمكن أن يكون مجرد إصدار بيانات جوفاء، ويقول: «اتفقنا كمؤسسين على نقاط ستضمن نجاح عملنا، في مقدمتها الأخذ بيد الشباب المبدع على مستوى المحافظات، عن طريق قاعدة بيانات لهم ولأعمالهم، لتقديمهم إلى أسرة الفن السابع، وتقويتهم مهنياً من خلال محاضرات يقدمها أساتذة في المهنة، وتذليل عقبات تعترضهم، بالإضافة إلى التركيز على المتميزين وإشراكهم في مهرجانات سينمائية ليعرفوا طريق تلك المسابقات التي سترفع من موهبتهم لاحقاً، وضمهم إلى نقابة المهن السينمائية عن طريق جدول المنتسبين».

يرد المخرج الشاب فوزي صالح، أحد أبناء السينما المستقلة، على اللجنة بجملة واحدة: «أفلحتم إن صدقتم»، مؤكداً أن مشكلة السينما في مصر أكبر من مجرد لجنة لعمل أرشيف لأفلام السينما المستقلة، ومشيراً إلى أن الأزمات والعقبات والعوائق أكبر وأعمق من ذلك، وأن الغرض الوحيد لهذه اللجنة احتواء هؤلاء الشباب.

يضيف: «أنا خريج معهد السينما قسم السيناريو ولا يحق لي ممارسة الإخراج السينمائي، وعندما أقوم بذلك أدفع غرامة مالية على غرار الذي لم يدرس»، ضارباً مثلا آخر على تخبط نقابة السينمائيين، وهو وجود الضحية والجلاد في الكيان نفسه، فالمخرج والممثل والسيناريست ضحية المنتج، مع ذلك هؤلاء كلهم تحت سقف واحد (نقابة السينمائيين). وتساءل: «في جوار من ستقف النقابة: الممثل أم المنتج؟».

يختم صالح كلامه مبدياً إحباطه من أداء نقابة السينمائيين ككل، «إذا لم يحاولوا علاج الأمور فعلياً وتذليل العقبات التي تواجه أبناء هذه المهنة سيصبحون على الهامش»، خصوصاً أنه كمخرج يدفع رسوماً مالية ضخمة لنقابات الممثلين والموسيقيين والسينمائيين، عندما يريد أن يصور عملاً.

علامات استفهام

يتساءل الناقد الفني نادر عدلي: «من هؤلاء القيمون على اللجنة، خصوصاً أن تجاربهم السينمائية تكاد لا تذكر، باستثناء محمد حفظي وشريف مندور. الاثنان يمثلان علامة استفهام بالنسبة إلي، فهما يدعيان أنهما قائدا السينما المستقلة في المستقبل ويقدمان أعمالاً عبر منح من الدول العربية، وغير معروف كيف يصل هذا الدعم إلينا وما الهدف الحقيقي وراءه».

يضيف: «هل لدى هذا الثنائي مجموعة من المخرجين الصغار يريد ضمهم إلى النقابة من دون المرور بالإجراءات الطبيعية للعضوية؟ وهل مجرد الانضمام إلى هذه اللجنة يعفيك من شروط الانضمام المجحفة؟ ثمة حالة من الغموض الشديد تكتنف هذا الأمر».

يتابع أن باقي المجموعة المؤسسة للجنة لا أعمال لها تذكر، باستثناء نيفين شلبي التي شاركت بأعمال قليلة في المهرجانات، مرجحاً أن تكون هذه اللجنة لاحتواء غضب الشباب داخل النقابة، لأن أغلب الأعضاء السينمائيين من موظفي التلفزيون، وهذه طريقة للتحايل على غضب الشباب، كمحاولة لضم سينمائيين مستقلين. كذلك أشار إلى أن النقابة إذا أرادت إنجاز عمل جيد لهؤلاء الشباب، فعليها أن تجري اختبارات وتضمهم إلى عضويتها من دون لف أو دوران».

النوايا الأساس

المخرج سعد هنداوي، صاحب تجارب سينمائية مستقلة وقصيرة، ينفي علمه بشأن هذه اللجنة قائلاً: «لم أسمع عنها ولا أعلم عنها أي شيء»، لذا لا أعلق عليها حتى أعرف تفاصيلها ومن يقف وراءها والأهداف الحقيقية وراء تأسيسها».

أما الناقد الفني عصام زكريا فيرى أن الأسماء الموجودة داخل اللجنة على غرار حفظي ومندور ونيفين شلبي كفيلة بإنجاح المشروع، «شرط أن تكون النوايا خالصة وأن يجدوا العون من هؤلاء الشباب الذين نشأت اللجنة لأجلهم بالأساس، لا سيما أن كثراً من المهتمين بالفن السابع في مصر طالبوا بهذه اللجنة لأرشفة أعمال هؤلاء الشباب».

يضيف: «أتمنى على الشباب أن يسعوا إلى الانضمام إلى هذه اللجنة ومساعدة أعضائها، وأن يحرصوا على التواصل معهم»، متسائلاً: «إذا لم يسعوا إلى ذلك فكيف سيعمل حفظي وزملاؤه؟». كذلك أشار إلى تخوفه من حالة الإحباط التي يعانيها السينمائيون الشباب غير الأعضاء، إذ يشعرون بأن النقابة مختطفة من بعض موظفي التلفزيون الذين لا يمارسون المهنة كما يجب.