تتجه الأنظار اليوم إلى جنيف حيث تلتقي القوى الست الكبرى مع إيران في اجتماع مصيري ألقت الإدارة الأميركية بكل ثقلها من أجل وصوله إلى اتفاق يبدد مخاوف إنتاج السلاح النووي، في حين تنتظر حكومة الرئيس حسن روحاني خروجه بتوصيات توقف بعض العقوبات، بينما تترقب إسرائيل فشله.

Ad

رغم تحذيرات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس من اقتراب إيران من صناعة خمس قنابل نووية، ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري بكل ثقلهما لإنجاح المفاوضات النووية التي تبدأ اليوم في جنيف، إذ اجتمع الأول مع زعماء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وكبار أعضاء اللجنة المصرفية ولجنة العلاقات الخارجية ولجنة القوات المسلحة ولجنة الاستخبارات لإقناعهم بعدم فرض عقوبات إضافية على إيران، التي ضغط الثاني على إدارتها للتوصل إلى اتفاق يثبت للعالم سلمية برنامجها النووي.

وقبل ساعات من انطلاق الجولة المرتقبة بين مجموعة «5+1»، أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس أوباما، الذي حث الكونغرس الأسبوع الماضي على الامتناع عن فرض عقوبات جديدة وحاول طمأنة المشرعين إلى أن أي تخفيف للعقوبات سيكون محدوداً، «كرر موقفه للمشرعين حينما التقى بهم في البيت الأبيض».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن أي تخفيف للعقوبات مقابل موافقة إيران على تقليص برنامجها النووي سيكون محدوداً، مشيراً إلى أن الأنباء التي تفيد أن التخفيف ستبلغ قيمته ما يعادل 40 مليار دولار مبالغ فيها «بدرجة كبيرة».

 

ضغوط كيري

 

بدوره، ضغط وزير الخارجية الأميركي أمس الأول على ايران للتوصل الى اتفاق يمكن أن يثبت للعالم أن برنامجها النووي سلمي، لكنه أوضح أنه ليس لديه «توقعات محددة» بشأن المحادثات التي ستجرى اليوم في جنيف بين القوى الدولية وإيران.

وقال كيري، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، إنه يأمل «أن تتفهم إيران أهمية القدوم إلى هناك وهي مستعدة لصياغة وثيقة يمكن أن تثبت للعالم أن هذا برنامج سلمي»، مضيفاً: «لن أتفاوض بشأن ذلك علناً. يجب علينا جميعاً أن يحترم كل منا طريقة الآخر ومواقفه ولذا فمن الأفضل ترك هذا التفاوض لطاولة المفاوضات».

وتستأنف المحادثات بين ايران و»5+1» اليوم في محاولة من دول المجموعة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا التوصل لاتفاق يمثل خطوة أولى لإنهاء مأزق مستمر منذ عشر سنوات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

في هذه الأثناء، كشف مشرعون أميركيون ومساعدون في الكونغرس عن احتمال عدم طرح التشريع الخاص بفرض عقوبات مشددة جديدة على ايران للتصويت في مجلس الشيوخ قبل ديسمبر أي بعد انتهاء جولة المفاوضات.

وبينما كان المفاوضون والدبلوماسيون يستعدون للتوجه الى جنيف لاجراء جولة ثالثة من المحادثات النووية مع ايران هذا الاسبوع كان اعضاء الكونغرس يناقشون خلف أبواب مغلقة ما اذا كانوا سيمضون قدما في فرض جولة أخرى من العقوبات الاقتصادية المشددة على ايران بسبب برنامجها النووي.

وأرجأت اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ التي كان من المتوقع ان تصوت على مشروع قانون منفصل للعقوبات في سبتمبر الماضي مثل هذه الخطوة بناء على طلب ادارة أوباما.

 

مواد انشطارية

 

في المقابل، حذر نتنياهو أمس من أن إيران تقترب من صناعة خمس قنابل نووية، مؤكداً أنها تمتلك ما يكفي من يورانيوم لتحقيق هذه الغاية الخطيرة.

ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: «إن اسابيع قليلة بقيت على تخصيب ما تمتلكه من كميات اليورانيوم هذه عبر جهود قليلة لتصبح مادة انشطارية جاهزة لاستخدامها في صناعة هذه القنابل النووية»، مؤكداً أنه «يريد للتاريخ أن يتحدث عنه كشخص بذل كل ما أمكنه من جهود لحماية الشعب اليهودي والدولة اليهودية حتى لا تتكرر أهوال الماضي التي تعرض لها».

من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في كلمة ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي أمس الأول، إن العقوبات المفروضة على إيران ستظل قائمة حتى «تنبذ بلا رجعة البرنامج النووي العسكري».

وأضاف هولاند، في كلمته، «الأمر الآن يرجع إلى إيران لتستجيب، ليس فقط بالكلمات أو التعهدات الغامضة، لا، بل بإجراءات ملموسة يعتد بها. وأنا أؤكد هنا أننا سنبقي على العقوبات حتى نتيقن من أن إيران تخلت تماما وبلا رجعة عن برنامجها النووي العسكري».

(واشنطن، جنيف، طهران - رويترز، أ ف ب، يو بي آي)