(الدين المعاملة): العمل التطوعي... مدرسة لتعليم المسلمين حب الخير
الأمة بحاجة ماسة إلى العمل التطوعي، مثلما هي في حاجة إلى أداء الواجبات، فلا تغني الواجبات عن التطوع، لذا جعل الله الجزاء الأوفر للعمل التطوعي في الدنيا والآخرة، كما أن العلماء أوضحوا أن العمل التطوعي ليس مقصوراً على العبادات فقط، بل يشمل المعاملات أيضاً، مثل الحفاظ على البيئة، وحفظ الأمن المادي والمعنوي للناس، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن التطوع بمنزلة مدرسة تعلم المسلمين حب الخير.ويقول وكيل الأزهر الأسبق الدكتور محمود عاشور، إن جوهر الإسلام هو الاعتناء بالإنسان، والوفاء بحاجاته الأساسية، وقد جعل الإسلام التطوع من أعلى فضائله، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
وهناك أنواع متعددة للتطوع، كالتطوع البدني، والتطوع بالمال والأدلة عليه أكثر من أن تحصى امتثالا لقول النبي: "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة من كربات الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة".ويوضح عاشور أن الكثير من الناس بات يحصر دور العمل التطوعي في المساجد، والأمور الشرعية، والتبرعات، حيث إن التطوع في حد ذاته هو العمل الذي يقوم به الفرد بشكل اختياري، دون أن ينتظر منه عائداً دنيوياً، إنما يبغي جزاء الآخرة، ولأننا أمة فتية فإن الإسلام حث الشباب على التطوع من أجل مساعدة المسلمين الضعفاء والمحتاجين، إلى جانب أن العمل التطوعي يعمل على ألفة قلوب الأمة، ويصون مقدراتها، ويكثر الإنتاج، ويقلل البطالة، ويقضي على الأمراض الاجتماعية، ويزيل الفوارق بين الطبقات.