سجال حاد بين المالكي والبرزاني... وإعدامات في الحلة

نشر في 10-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 10-07-2014 | 00:01
No Image Caption
• المالكي: أربيل تحولت إلى مقر لـ«داعش»... والبعض يتحدث عن التقسيم من دون حياء
• رئيس إقليم كردستان: تقرير المصير حق مشروع... ووحدة العراق مرهونة بالإصلاح
وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية نوري المالكي اتهامات قاسية إلى إقليم كردستان وقيادته، بعد أن حمله رئيس الإقليم مسعود البرزاني مسؤولية تقسيم العراق وانزلاقه إلى حافة حرب أهلية.

اندلع سجال حاد بين رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، ما يعكس التوتر المتصاعد بين اربيل التي لوحت بالانفصال، وبغداد التي تعيش أزمة سياسية وأمنية غير مسبوقة باتت تهدد وحدة البلاد.

في هذا السياق، قال المالكي أمس إن أربيل أصبحت «مقرا لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والقاعدة والبعث».

وشدد المالكي في خطابه الأسبوعي على أن «كل شيء تحرك على الأرض سيعود، لا يمكن السكوت عن أي حركة استغلت الظروف وتمددت، وأقول وهم يعرفون كلامي: يعودون من حيث أتوا، يعود السلاح»، في إشارة إلى قيام قوات البيشمركة الكردية بالسيطرة على مدينة كركوك المتنازع عليها، واتهامات المقربين من المالكي لهذه القوات بسرقة السلاح الذي تركته القوات العراقية التي فرت من المدينة.  وأكد المالكي أن «التقسيم أصبح لغة البعض اليومية من دون حياء».

من جهة ثانية، جدد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني تأكيده على حق الشعب الكردي في تقرير مصيره، خلال رسالة وجهها إلى الشعب العراقي مساء أمس الأول، إلا أنه اعتمد هذه المرة لهجة أقل حدة تجاه الانفصال عن العراق.

وقال البرزاني في رسالته إن «تقرير المصير حق مشروع لشعبنا، استناداً إلى كل الشرائع والمبادئ الأممية والوطنية، وشعبنا لن يتراجع عن هذا الحق كما يقرره بإرادته الحرة»، مبينا أن «الشعب الكردي سيعتمد في ذلك على الدعم من الشعب العراقي، والتشاور مع ممثليه وكل المدافعين عن حق الشعوب والأمم التي تستباح إرادتها».

وأضاف: «كنا نستطيع فرض أمر واقع على ما نراه حقاً واستحقاقاً دستورياً، في المرحلة السابقة حيث لم يكن البعض قادراً على مواجهة ذلك، لكننا التزمنا الصبر واعتمدنا الدستور كحكم وفيصل، وهذا كله خير دليل على نوايانا السياسية والوطنية»، مشيراً إلى أن «العيش المشترك خيار طوعي اذا تجسد فيه ما يراه الشعب استجابة لمرحلة من مراحل حقه التاريخي».

وأوضح البرزاني أن «الانفصال وتقسيم العراق تقع مسؤوليته على القوى والحكام الذين يكرسون نهج تمزيق المجتمع على أساس طائفي ومذهبي، ويقتلون المواطن أو يقصونه على الهوية»، لافتا إلى أن «الكرد لم يترددوا يوما في مختلف مراحل الكفاح المشترك مع سائر القوى الوطنية العراقية ضد الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة، في التأكيد على حق تقرير المصير، ولم يكن مفهوم تقرير المصير غائباً عن البرامج المبرمة مع المعارضة».

حملة معادية للأكراد

وأشار رئيس الإقليم إلى «وجود حملة معادية للشعب الكردي بالتواطؤ مع سياسة الفريق الحاكم لتحميله مسؤولية الانهيارات المؤسفة التي تعرضت لها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية العراقية، وأدت الى استباحة مدن وقصبات عراقية غالية على كل مواطنة ومواطن عراقي من قبل قطعان داعش الإرهابية وقوى مشبوهة أخرى»، معربا عن أسفه لـ»تلك الحملة التي تكرس لها ماكنة الدولة وأجهزتها وأموالها والموالون لحاكمها الفاشل، والتي تريد أن تلقي بهذا الفشل وما ترتب عليه من عواقب وخيمة على الإقليم».

وبين البرزاني أن «تشبث رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بالولاية الثالثة، رغم ما أصاب البلاد من انتكاسة خطيرة، ورغم تأكيد جميع القوى على تغييره، أدى الى دفع العراق إلى مزيد من الفوضى والتشتت، والانزلاق الى منحدر لا قرار له».

وتابع: «نؤكد اليوم أيضاً، ونحن نجتاز مرحلة دقيقة من مراحل تطور العراق الجديد، أن بقاء العراق رهنٌ بتأمين مصالح مكوناته والاستجابة لتطلعاتها المشروعة»، مضيفا: «يتعذر تحقيق ذلك دون استكمال بناء أسس الدولة المدنية الديمقراطية وإقامة مؤسساتها الدستورية وتكريس شرعية سلطاتها والحفاظ على استقلاليتها، بمعزل عن أي تشوهاتٍ تُلحق بها».

ودعا القوى الوطنية الى بلورة مبادرة تستجيب لحرج الظرف الحالي، «إن اصلاح الأمور يتطلب معافاة الحياة السياسية بإخراج العملية السياسية من مجرى التحاصص الطائفي وإثارة النعرات المذهبية الذميمة وتعبئتها وتحويل ولاءاتها فوق اعتبارات الانحياز الوطني، وقيم المواطنة الحرة».

سقوط مستودع

على صعيد آخر، أعلنت الحكومة العراقية في رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، أن «مجموعات إرهابية مسلحة» استولت على مستودع سابق للأسلحة الكيميائية في العراق يعود لعهد صدام حسين.

وجاء في الرسالة أن «مجموعات إرهابية مسلحة دخلت الى موقع المثنى» في شمال غرب بغداد ليل 11 يونيو الماضي بعد تجريد الجنود من أسلحتهم.

جثث مجهولة

إلى ذلك، عثرت الشرطة العراقية أمس، على 53 جثة مجهولة الهوية داخل أحد البساتين الواقعة جنوب غرب الحلة كبرى مدن محافظة بابل جنوب بغداد وجميع الجثث هي لرجال مجهولي الهوية قضوا بطلقات نارية بالرأس والصدر ولا تزال أيديهم مقيدة إلى الخلف وبدت متفسخة وقد مر عليها حوالي أسبوع.

ولم تعرف أسباب مقتل هؤلاء الرجال، لكن المناطق المحيطة بمدينة بابل شهدت هجمات متكررة خلال الهجوم الذي قاده الجهاديون خلال الشهر الماضي.

إلى ذلك، أكد رئيس «الهيئة التنسيقية لإدارة الثورة» رعد عبدالستار السليمان التي أعلن مجلس ثوار العشائر في العراق تشكيلها أمس الأول، أن قواتهم «ستحسم معركة بغداد في ساعات كما حسمت معركة الموصل»، مشيرا إلى أنهم «زرعوا في داخل بغداد العديد من الخلايا التي تنتظر ساعة الصفر لتطويق الحكومة وإسقاطها».

(بغداد - أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top