كثَّفت مجموعاتٌ من رجال الأعمال، وعدد من الشخصيات العامة، ينتمون إلى حقبة الرئيس الأسبق، حسني مبارك من ظهورها الإعلامي والسياسي، خلال الأيام الماضية، إلى حد أثار مخاوف مُتجدِّدة، من عودة ما يسمى «فلول» النظام السابق، الذي كان يُهيمن عليه، الحزب الوطني، المنحل بقرار قضائي في أبريل 2011 لاحتلال مشهد ما بعد الاستفتاء.

Ad

ومنذ الإعلان عن تأسيس تحالف «الجبهة الوطنية»، 25 ديسمبر الماضي، والذي ضم أحزاب «المصريين الأحرار» و«المؤتمر»، المشاركيْن في جبهة «الإنقاذ الوطني»، اعتبر مراقبون ذلك مدخلاً لعودة «فلول مبارك» إلى المشهد، وسط الإنفاق السخي، على حملة دعم ترشيح وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، للاستحقاق الرئاسي المزمع، وزادت المخاوف عقب تأسيس «جبهة مصر بلدي»، كأكبر تحالف يمكنه خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، المتوقَّع إجراؤها في يونيو المقبل، وهي الجبهة التي تتكون من رموز نظام مبارك، بينهم 25 وزيراً ومحافظاً سابقين، وتعتبر الكيان الذي يجمع حزب «الحركة الوطنية»، برئاسة الفريق أحمد شفيق، وحزبي «الإصلاح والتنمية»، «المؤتمر» وغيرها.

القيادي اليساري، رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، عبدالغفار شكر، اعترف أن «بقايا» النظام الأسبق، لا تزال في قلب الصراع السياسي، إلى جانب «القوى الثورية» و«التيار الإسلامي»، لافتاً إلى وجودهم في القبائل والعائلات في الصعيد والقرى، وحتى في بعض المدن، «لأنهم توارثوا البرلمان فترة طويلة»، على حد تعبيره.

وبينما اعتبر الأمين العام للحزب «المصري الديمقراطى الاجتماعي»، أحمد فوزي، ظهور «الفلول» بمثابة مؤامرة لتشويه ثورة 30 يونيو، استبعد القيادي في حزب «الوفد»، أمين سر شباب جبهة «الإنقاذ الوطني»، عمر الجندي، عودة رجال مبارك إلى الحياة السياسية، على افتراض أن المصريين لن يقبلوا بالعودة إلى الوراء.

وفي حين دافع منسق عام جبهة «مصر بلدي»، قدري أبوحسين، عضو الهيئة العليا لـ»الحزب الوطني» السابق، عن العودة إلى المشهد السياسي، في إطار الحفاظ على «خريطة المستقبل»، والحشد بـ»نعم» على الدستور، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، تأسيس «مصر بلدي»، بمنزلة قبلة الحياة لبقايا الحزب «المنحل». وقال: «هؤلاء كانوا وراء خراب مصر، بسبب فسادهم، والكثير منهم له سيرة ذاتية سيئة وهم يحاولون سرقة الثورة من أيدي أصحابها، مثلما فعل الإخوان».