اثنتا عشرة سنة مضت في المراحل الدراسية وما زال الكثير منا يعاني تعثراً في اللغة العربية سواء في القراءة الصحيحة أو النحو، وقل مثل ذلك في البلاغة والشعر... ولو اختبرنا أبناءنا في قراءة مقال أو قراءة سورة قصيرة من القرآن الكريم لوجدنا العجائب... والسبب يعود بما أشغلوا به عقولنا من دروس تافهة مثل "وافق شنٌ طبقه"!
أناشد معالي وزير التربية والتعليم العالي ومن أوكلت إليهم مهمة تأليف هذه المناهج أن يلتفتوا إلى من خلد التاريخ مؤلفاتهم وعلمهم، كمعلقات طرفة بن العبد وعنترة بن شداد وامرئ القيس وشعر المتنبي والبحتري والإمام الشافعي والأخطل وأبي تمام، وانتقلوا معي إن شئتم إلى أدب الجاحظ والمعرّي وابن خلدون وطه حسين، ونثر جبران وروايات إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهم، ممن أثروا المكتبة العربية عبر الأزمنة المختلفة بما يكفي لكتابة مناهج دراسية لا منهج واحد فقط! تأتي هذه المناشدة حتى يكون في ذهن المسؤولين أن هناك مطالبات بجودة معينة ذات قيمة مضافة خاصة بمنهج اللغة العربية، لكن يقيننا أن المناشدة أبعد ما تكون عن ذلك! فنحن نعلم أن القائمين على تأليف المناهج يسعون إلى تطويرها من حين إلى حين ويُشكرون على جهودهم وإخلاصهم.ربما تكون الأمثلة التي ذكرناها آنفاً غير صالحة للتطبيق لأن تطبيقها يحتاج إلى تعزيز التحدث بالفصحى وهنا يأتي دور الإعلام بنشر البرامج العلمية التي تخدم اللغة العربية.ونقترح أيضا إعادة تنظيم الأنشطة المدرسية كزيارة مكتبة عامة بشكل أسبوعي ورصد درجات على تلك الأنشطة بهدف تعلم الفصاحة والبلاغة، وكذلك تصحيح الخطأ الحاصل من عدم فهم أو تفهم الجملة؛ لذلك على مراكز اللغة العربية وكُلياتها وأقسامها مسؤولية وطنية.
مقالات
لغة الوزارة!
26-07-2014