تمسك رئيس الوزراء نوري المالكي بحق المواطن الذي قرر في الانتخابات من يريد، مشددا على أنه لن يخذل الشعب الذي انتخبه، في وقت استبعد الجيش الأميركي احتمال تمكن الجيش العراقي بمفرده من استعادة الأراضي التي سيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية وأنصارهم في العراق.

Ad

بعد ساعات من إعلان الرئيس السابق للبرلمان العراقي أسامة النجيفي الذي يعد خصما سياسيا لرئيس الوزراء نوري المالكي سحب ترشحه لرئاسة البرلمان الجديد، تَشَبَّثَ الأخير بحق المواطن في الاستحقاق الانتخابي الشرعي الذي قرر فيه من يريد، قائلا إنه «لم ولن يخذل الشعب الذي انتخبه».

واتخذ النجيفي هذه الخطوة مساء أمس الأول ليسهل على الأحزاب السياسية الشيعية مسألة اختيار بديل للمالكي، قائلا في كلمة نشرت على صفحته على «فيسبوك»، «إنني أقدر عاليا طلبات الأخوة في التحالف الوطني الذين يرون أن المالكي مصر على التمسك برئاسة مجلس الوزراء في حالة ترشيحي لرئاسة مجلس النواب».

وأضاف زعيم ائتلاف متحدون للإصلاح أسامة النجيفي الذي ينتمي للمذهب السني «تقديرا لهم وحرصا على تحقيق مصلحة الشعب والوطن والدفاع عن المظلومين وأصحاب الحقوق جاء قراري بأنني لن أرشح لرئاسة المجلس».

والتحالف الوطني تكتل يتألف من أكبر الأحزاب الشيعية في البلاد ومن بينها أنصار المالكي وخصومه.

في المقابل، وصف عضو ائتلاف «دولة القانون» الذي يتزعمه المالكي، علي الشلاه أمس إعلان النجيفي سحب ترشيحه لرئاسة مجلس النواب الجديد بأنه «نكتة»، فيما أكد أن الخطوة لا ترتبط برئيس الحكومة نوري المالكي.

وبموجب نظام الحكم الساري منذ أطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين عام 2003 ينتمي رئيس الوزراء للمذهب الشيعي بينما يذهب منصب رئيس البرلمان للسنة ويكون منصب الرئيس وهو منصب شرفي إلى حد كبير للأكراد.

ووصل الساسة في العراق إلى طريق مسدود بشأن تشكيل الحكومة الجديدة برغم ضغوط من الولايات المتحدة وإيران والأمم المتحدة ورجال الدين الشيعة العراقيين للتغلب على خلافتهم من أجل التصدي لمسلحين متشددين.

وانهار أول اجتماع للبرلمان العراقي منذ انتخابه في أبريل الماضي دون التوصل لاتفاق. وانسحب السنة والأكراد وشكوا من أن النواب الشيعة لم يقرروا بعد مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء.

واشنطن تستبعد

في غضون ذلك، استبعد الجيش الأميركي احتمال تمكن الجيش العراقي بمفرده من استعادة الأراضي التي سيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وأنصارهم في العراق. وأكد أن خيار توجيه ضربات عسكرية أميركية لمقاتلي التنظيم لا يزال مطروحا.

وفي مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع «البنتاغون»، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي لا يتوقع تمكن القوات العراقية بمفردها من استعادة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» شمالي البلاد أخيرا.

ويسيطر مسلحو التنظيم على مناطق شاسعة تشمل مدينة الموصل، ثانية كبريات المدن العراقية، فضلا عن تكريت وعدد من البلدات شمالي البلاد وغربيها، مستغلين حالة الصراع السياسي بين السنة والشيعة والأكراد.

وقال ديمبسي «بعد بعض المكاسب الأولية بالتعاون مع الجماعات السنية الأخرى في شمالي العراق، حقق التمرد بعض التقدم المهم والسريع بدرجة كبيرة»، مضيفاً «إنهم يتمددون الآن بهدف السيطرة على ما كسبوه كما يوسعون خطوط الاتصال اللوجستية». وأوضح أن القوات العراقية عززت دفاعاتها حول بغداد، لكنها ستحتاج إلى مساعدة خارجية لاستعادة الأراضي التي فقدتها.

عشائر منتفضة ضد «داعش»

ميدانياً، ذكرت مصادر أمنية عراقية أن مقاتلي العشائر تمكنوا من قتل سبعة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وإصابة عشرة آخرين بجروح في مناطق جنوب وغربي مدينة كركوك 250 كم شمالي بغداد.

وتشكل مؤخراً مجلس العشائر المنتفضة ضد «داعش» في قضاء الحويجة والنواحي والقرى التابعة له ويضم كتائب «تحرير الحويجة» وهو فصيل مسلح يضم مقاتلين من الصحوات والفصائل المسلحة وجيش النقشبندية وأبناء العشائر والوجهاء الذين رفضوا أسلوب «داعش» ورفضوا بيعتها أو خلافتها.

من جهة أخرى، أفاد شهود عيان أمس أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية اختطفوا صحافيا وولده بعد اقتحام منزله جنوبي مدينة الموصل.

عودة مسيحيي قرة قوش

إلى ذلك، صرح مسؤول عراقي أمس بأن 70% من المسيحيين الذين نزحوا الأسبوع الماضي من بلدة قرة قوش على خلفية تردي الأوضاع الأمنية عادوا إلى منازلهم في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة الموصل بعد استقرار الأمن فيه وسيطرة عناصر البيشمركة الكردية عليه.

وفي سياق متصل، قال مسؤول هندي إن 50 ممرضة هندية كان من يشتبه في أنهم إسلاميون متشددون اختطفوهن في العراق أخلي سبيلهن وسينقلن إلى بلدهن عما قريب.

(بغداد، الموصل - أ ف ب، رويترز، د ب أ)