حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً في حمص، التي شهدت هجوماً بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، في وقت احتدمت المعارك والقصف على بلدات المليحة وحرستا في ريف دمشق، بينما باتت دير الزور قاب قوسين من السقوط بالكامل في قبضة «داعش».

Ad

رغم القصف المتواصل على مدينتي تلبيسة والرستن في ريف حمص الشمالي، تمكنت كتائب المعارضة السورية أمس من التقدم نحو آخر تجمع للقوات الحكومية المرابضة في قرية أم شرشوح، بعد تفجير انتحاري نفذه مقاتلوها ما أسفر عن سيطرتهم بشكل كامل على البلدة، التي شهدت أيضاً مقتل 18 مقاتلاً إسلامياً.

وفي وسط حمص، شنت المعارضة هجوماً بسيارة مفخخة على حي وادي الدهب ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وأصيب آخرون بجروح.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذا الحي تقطنه غالبية من العلويين، مؤكداً أن "دوي الانفجار كان ضخماً جداً" ووقع بالقرب من دوار مساكن الشرطة في الحي وتسبب بالإضافة الى الضحايا، بأضرار مادية كبيرة.

وفي ريف دمشق، شن الطيران الحربي غارتين جويتين على حي جوبر شرقي العاصمة، وأربع غارات جوية على بلدة المليحة التي تشهد تصعيداَ في العمليات العسكرية منذ نحو شهرين.

كما استهدف مقاتلو المعارضة بقذائف الهاون إدارة المركبات العامة في مدينة حرستا في ريف العاصمة، بينما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على محيط سجن حلب المركزي، بالتزامن مع غارة جوية استهدفت مدينة اعزاز في ريف المدينة الشمالي.

حشد «داعش»

وفي دير الزور، ومع قصف القوات الحكومية لأحيائها بصواريخ "أرض-أرض"، حشد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أرتالاً ضخمة من مقاتليه لتوجيههم صوب المدينة.

وسيطر "داعش" تباعاً، خلال 15 يوماً، على 10 قرى من منطقة الجزيرة (من الريف الغربي للمحافظة)، وصولاً إلى "جسر السياسية"، المدخل الوحيد الذي كان يخضع لسيطرة الثوار في مدينة دير الزور، والذي يصل المدينة بريفها. بينما تقع بقية مداخل المدينة في قبضة النظام، مما جعل الثوار يقعون بين سندان النظام ومطرقة "داعش".

وحسب موقع "اقتصاد" السوري، فإن دير الزور التي تعدّ، إلى جوار الحسكة، سلّة غذائية رئيسية لسورية، ومكمناً هاماً لنفطها، تتعرض لحملة هي الأشد من نوعها من جانب "داعش"، الذي يبدو أنه حزم أمره للسيطرة على أجزاء واسعة من منطقة الجزيرة، بعد أن أزال الحدود عملياً بين العراق وسورية في محافظة نينوى العراقية.

معركة الفصائل

عسكرياً، بدأ "داعش" معركته مع فصائل الجيش الحر في دير الزور منذ أربعة أشهر، وفتح عليهم ثلاث جبهات، واحدة من الغرب– الرقة، وثانية من الشمال– الحسكة، وثالثة من الجنوب– البادية، إضافة إلى جبهة النظام في دير الزور.

ويسيطر النظام على حييَن داخل دير الزور، هما الجورة والقصور، فيما يسيطر الثوار على 7 أحياء، أما الأحياء الخمسة الباقية فيتقاسم الحر والنظام السيطرة عليها، وهي مناطق اشتباكات بين الطرفين. أما الريف فيخلو تماماً من أي تواجدٍ لقوات النظام.

مساعدات الرقة

وزاد "داعش" من حدة هجومه على دير الزور خلال الشهر الماضي، وازدادت المعارك شراسة بينه وبين فصائل الجيش الحر. وكانت تعزيزات "داعش" الأكثر كثافة تأتي من جبهة الرقة غرباً، والتي تعدّ المعقل الرئيس للتنظيم على التراب السوري.

تردي الأوضاع

ونتيجة لما سبق، تردت الأوضاع المعيشية للمدنيين في المحافظة، خاصة في مدينة دير الزور، وارتفعت الأسعار 4 -5 أضعاف.

وخلال الشهر الماضي، حقق "داعش" تقدماً كبيراً في ريف دير الزور الغربي، آتياً من جهة الرقة، فسيطر على قسم الجزيرة (المناطق الموجودة على الضفة اليمنى لنهر الفرات) من الريف الغربي، بينما بقيت منطقة الشامية (الضفة اليسرى للنهر) في قبضة الثوار.

وتشتد المعارك حالياً في ريف دير الزور الشمالي والشرقي، إذ إن "داعش" حشد أرتالاً ضخمة من مقاتليه أتوا من الموصل العراقية واحتشدوا في منطقة الشدادي (مركز "داعش" في الحسكة)، مع توارد معلومات عن نيتهم التحرك قريباً لإتمام السيطرة على الريف الشمالي للمحافظة، ومن ثم مدينة دير الزور.

مرسوم العفو

من جهة أخرى، أفرجت السلطات السورية أمس الأول عن أربع معتقلات فقط من سجن عدرا للنساء بينهن رنيم معتوق ابنة المعتقل البارز المحامي خليل معتوق المعتقل منذ أكتوبر 2012، في إطار عفو أصدره الرئيس بشار الأسد هذا الأسبوع والذي أبقى مصير عشرات الآلاف غير معروف. وبينما أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية إفراج السلطات عن 274 موقوفاً في سجن عدرا، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس عن مقتل 14 شخصاً على الأقل أمس الأول في المعتقلات "تحت التعذيب"، مشيراً إلى أن الظروف الانسانية في السجون بالغة السوء، وأن المعتقلين يتعرضون لتعذيب شديد.

(دمشق- أ ف ب،

رويترز، د ب أ)