مازلنا رغم جميع التطورات التي حدثت في العالم، وجميع الدروس والـ"طراقات" التي أكلناها وأكلها العالم في قمع الحريات، لم نتعلم أن المنع والإيقاف لم يعودا حلين مجديين بعد الآن، والدليل أن إيقاف صحيفتي "الوطن" و"عالم اليوم" الورقيتين لم يمنعهما من استكمال عملهما إلكترونياً... ومن ذا الذي لا يقرأ الصحف الإلكترونية الآن؟
لست من قراء "الوطن" أو "عالم اليوم"، ولست أتفق مع خطهما أو توجههما ولا حتى مع ملاك هاتين الصحيفتين، ولكن الإغلاق والتضييق لم يكونا يوماً إحدى الأدبيات التي أؤمن بها، ولست أعلم متى يعي الناس أنه بوجود "تويتر" و"إنستغرام" والمدونات والصحف الإلكترونية، لم يعد هناك شيء ممنوع حقاً، بل إني أراهن أن عدد زوار صفحة الجريدتين الإلكترونيتين قد زاد خلال هذه الفترة إلى معدلات قياسية مقارنة بالفترات العادية، فكل ممنوع مرغوب، وبرهن الوقت أن المنع في بلادنا هو أفضل دعاية، كما هو السجن والضرب فكل ما تفعلونه يأتي بشكل عكسي... ولعلكم تفهمون هذا وتستغلونه... ولعلكم لا تفهمون.الكتب، والمجلات، والآراء العلمية والدينية، والأفلام والمسلسلات، جميعها الممنوع منها والمسموح يمكن الحصول عليه بضغطة زر من هاتف أو جهاز كمبيوتر، فالسؤال الذي يطرح نفسه... "من صجكم؟"... إلى الآن تعتقدون أنكم تعيشون في أوائل القرن الماضي "اصحوا"، فمعدل الحريات في الكويت بتراجع "فشلتونا"، وإن كنت أعلم أن هذه المقالة لن تلاقي إلا "أذناً من طين وأخرى من عجين"، لكن لعلكم ترحموننا فيرحمكم الله، أو لا ترحموننا فـ"يرحمكم الله"!
مقالات
«من صجكم؟»
26-04-2014