المخرج محمد خان: السينما سرقت عمري

نشر في 16-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 16-12-2013 | 00:02
بعد عرض «فتاة المصنع» في دبي

فوجئ المخرج محمد خان بالحفاوة الكبيرة التي لقيها فيلمه «فتاة المصنع» الذي يشارك في «مسابقة المهر العربي» في الدورة العاشرة لـ «مهرجان دبي السينمائي» لدرجة أن قاعة العرض امتلأت، وهو ما لم يحدث مع أفلام أخرى عرضت في المهرجان.
ويعتبر المهتمون بالسينما خان حالة خاصة وتجربة فنية مختلفة، لأنه يقدم الفن الذي يريده ويعبر عن القضايا التي تحتل عقله وتحاكي همومنا ومشاعرنا، لذلك يرفض تقديم استقالته من السينما مهما كانت الإحباطات والأزمات التي تحاصره وتهدد أحلامه. وقد أصبحت أفلامه جزءاً من ذاكرة السينما، واختيرت أربعة أفلام له ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي: «زوجة رجل مهم، أحلام هند وكاميليا، خرج ولم يعد، سوبر ماركت». حول فيلمه الجديد كان الحوار التالي معه.
ما حكايتك مع «فتاة المصنع»؟

كان الفيلم فكرة أحلم بتقديمها منذ فترة طويلة، فالتقيت شخصاً ساعدني في الوصول إلى مدير أحد المصانع، واتفقت معه على أن تعمل زوجتي وسام سليمان في المصنع. بالفعل عملت لمدة أسبوع وعقدت صداقات مع عاملات كثيرات واقتربت من مشاكلهن وأحلامهن، ثم كتبت السيناريو على مدار عام.

هل الأفلام التي تكتبها وسام من إخراجك؟

بالطبع، إنما لا مانع لدي من تعاون وسام مع مخرجين آخرين، فأنا لم أخطط، مثلاً، لإخراج فيلمها «شقة في مصر الجديدة»، بل تدخلت بعد انسحاب أكثر من مخرج.

ما هدفك من فيلم «فتاة المصنع»؟

إبراز، من خلال قصة حب، الطبقية حتى بين الطبقات الفقيرة نفسها وصعوبة أن يتقبّل الناس قصة حب بسيطة، وطرح أكثر من علامة استفهام من بينها: «هل الحب من حق الجميع؟ وهل المحب يملك أدوات الدفاع عن قلبه ومشاعره حتى لا تجرحها لحظة الاشتباك مع الحياة القاسية؟

كيف تقيّم الفيلم؟

شديد البساطة لكنه عميق، كونه يرصد تناقضات المجتمع، بالإضافة إلى أن المكان حاضر بقوة في الحارة المصرية بتفاصيلها وشكل البيوت القديمة الضيقة التي تعكس ضيق هذا العالم، لذا اخترت منطقة الإباجية بشوارعها الضيقة والبيوت التي تلتصق ببعضها حيث يستمع الجيران إلى حوارات بعضهم البعض، ورغم تحذيرات الإنتاج أتممت التصوير هناك.

ثمة إجماع على أن فيلمك ينبض بصدق وواقعية وأنه فيلم حقيقي عن بشر من لحم ودم ومشاعر.

هذا بالذات ما دفعني إلى اختيار أن تجري الأحداث في الحاضر، أي في زمن الثورة، وليس في الخمسينيات أو الستينيات.

هل نفهم من كلامك أن الفيلم يتناول الثورة؟

 لا علاقة لشخصيات الفيلم بالثورة لكن الأجواء فيه ثورية، وتظهر تارة عبر ما يمرّ على شاشة التلفزيون وطوراً من خلال تظاهرة تمر أمام شخصيات الفيلم، فأنا لا أتكلم عن الثورة بقدر ما أتكلم عن وجود الثورة.

ما الصعوبات التي واجهتها في التصوير؟

أثناء تصوير المشاهد الأخيرة في إحدى المدن الجديدة تعرضت لمضايقات من بعض العمال المنتمين إلى جماعة «الإخوان المسلمين» داخل المصانع التي اخترتها للتصوير فيها، فاضطررت إلى اختيار أمكنة أخرى.  

كيف استقرت البطولة على ياسمين رئيس مع أن روبي كانت المرشحة الأولى للفيلم؟

في البداية اخترت ياسمين لأداء دور إحدى فتيات المصنع، لكني شعرت بأنها يمكن أن تؤدي دور هيام بطلة الفيلم، وبالفعل قدمته ببراعة وأثبتت أنها مشروع نجمة كبيرة، خصوصاً عندما أصرت على أن تقص شعرها ورفضت ارتداء باروكة، وقالت لي: «عاوزه الناس تصدقني والفيلم حيعيش وأنا حأكون ذكرى».

نلاحظ أنك أعدت اكتشاف الفنانة سلوى خطاب.

صحيح، أردت العمل معها منذ فترة طويلة وبالتحديد في فيلم «فارس المدينة» الذي كان تعويضاً مناسباً لها، وهي ممثلة كبيرة ولديها إمكانات جبارة.

 

 لماذا استعنت بأغاني سعاد حسني للتعليق على أحداث الفيلم؟

أردت أن يتذكرها الناس، فسعاد فنانة تعيش في وجدان البنات، لذا نذرت أن أحيي ذكراها في فيلم ووفيت النذر.

وماذا عن الموسيقار جورج كازازيان؟

نجحت في إعادته إلى السينما بعد غياب سنوات منذ وضع الموسيقى التصويرية لفيلم زوجة رجل مهم.

كيف استطعت إدارة أداء الفتيات اللواتي يعملن في المصنع؟

لم يكن اختيار فتيات المصنع سهلا، لأنني كنت أبحث عن فتيات يعشن التجربة فعلا لتستطيع كل منهن التعبير عنها بشكل دقيق، وكن جميعهن على مستوى المسؤولية، من بينهن: ابتهال الصريطي ابنة الفنان سامح الصريطي وحنان عادل.

 في معظم أفلامك تستعرض وجهات نظرك وآراءك من خلال المرأة، لماذا؟

لأن المجتمع يقسو عليها أحياناً... مثلا أقرب فيلم إلى قلبي هو «أحلام هند وكاميليا»، لأن هند تعكس شخصية حقيقية لفتاة كانت تعمل لدينا خادمة، وكنا نتعامل معها كأنها واحدة من أفراد الأسرة.

هل تفكر في الدراما التلفزيونية؟

إذا عرض عليّ مسلسل أكشن سأوافق فوراً، فأنا لا أريد تقديم دراما تقليدية خصوصاً أن مستوى التقنية أصبح على درجة كبيرة من الاتقان.

 

ما أسوأ صفة في شخصيتك؟

أصبحت أكثر ليونة وقبولا للأمر الواقع، ولا أدري هل هذه هزيمة أم نوع من الحكمة.

ما أكبر هم يسيطر عليك؟

لم أعد أعرف كيف استمتع بحياتي لأن السينما سرقت عمري.

back to top