بعد قراره منع عرض فيلم {نوح}

نشر في 17-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-03-2014 | 00:01
لجنتا السينما والمسرح: مهمة الأزهر الإرشاد لا منع الأفلام

احتجاجاً على بيان دار الفتوى بتحريم عرض فيلم {نوح} ومطالبة أحد مشايخ الأزهر بتدمير دور العرض السينمائي وحرقها إذا عرضت الفيلم، وبيان درية شرف الدين وزيرة الإعلام الذي تؤكد فيه التزامها قرار شيخ الأزهر، أصدرت لجنتا السينما والمسرح في المجلس الأعلى للثقافة بياناً تطالبان فيه بالتراجع عن قرار المنع احتراماً لحق الشعب المصري في التعرف إلى ثقافات العالم.
جاء البيان في أعقاب اجتماع طارئ عقدته لجنتا السينما والمسرح في المجلس الأعلى للثقافة، وتلاه المخرج خالد يوسف، مقرر لجنة السينما، في مؤتمر صحافي  حضره المخرج مجدي أحمد علي، المنتج محمد العدل، شريف مندور، غابي خوري، سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون ومقرر لجنة المسرح، أعضاء لجنة المسرح، سميحة أيوب، المخرج عصام السيد والمخرج ناصر عبد المنعم.

أكد البيان الإيمان بأهمية دور الأزهر الشريف في الحفاظ على وسطية الإسلام  ومواجهة التطرف والتكفير، الذي لولاه لدخلت مصر في ظلام لا يعرف مداه إلا الله.

تابع أن موقف الأزهر رفض فيلم {نوح}  يستند إلى قرار قديم صدر سنة 1936 يقر بعدم جواز تجسيد الأنبياء والصحابة وأمهات المؤمنين  والعشرة المبشرين بالجنة، ولكن هذا المنع لم يؤثر على عرض فيلم {آلام المسيح} (2014)، وكذلك مسلسل {عمر بن الخطاب} وفيلم { الرسالة}  الذي عرضه التلفزيون المصري بعد 30  سنة من المنع.

وأشار البيان إلى ضرورة الحفاظ على مدنية الدولة واحترام القانون، وهما من المبادىء التي حصل إجماع عليها، ومع كل التقدير لرأي الأزهر وعلمائه، إلا أنه لا يجب أن يتجاوز دوره في النصح والإرشاد إلى الحق إلى المنع والمصادرة، وذلك احتراماً للدستور ومبدأ المواطنة وسيادة القانون، وأن المنع والمصادرة لا يمكن أن يكون سلاحاً فعلا في ظل ثورة التكنولوجيا، فالحرية والرد على الفكر بالفكر هما من السبل المجدية في مواجهة أفكار التطرف.

وختم البيان: {تؤكد لجنتا السينما والمسرح أنهما لا تسعيان ولا تريدان أي صدام مع الأزهر الشريف كونهما تقدران دوره تماماً، لكنهما يختم البيان بضرورة عرض فيلم {نوح} احتراماً لحق الشعب المصري في التعرف إلى ثقافات العالم.

لا تعارض مع الدين

أكد خالد يوسف أن الاجتماع الطارىء للجنة السينما  صودف مع موعد اجتماع لجنة المسرح، برئاسة سامح مهران، لذلك عقدت اللجنتان  اجتماعاً مشتركاً وخرجتا ببيان مشترك.

 ثم تحدثت سميحة أيوب مؤكدة أن الفن لا يتعارض مع الدين، وأن قصص الأنبياء عندما  تُعرض على شاشات السينما أو التلفزيون تسمح بإعطاء فكرة مكثفة عن هؤلاء الأنبياء، خصوصاً  لمن لا يقرأون عنهم، وضربت مثالا بمسلسل {يوسف} الذي شاهده العالم أجمع بمسلميه ومسيحييه، وازدادوا معرفة بهذا النبي العظيم، ذلك أن الأعمال الفنية عندما تتعرض لقصص الأنبياء تستعرضها بشكل راق.

تضيف أنها شاهدت سبعة أفلام عن السيد  المسيح (عليه السلام) وكانت أعمالا عظيمة ولم تسئ إليه بل مجدته. لذلك من شأن مشاهدة أفلام الأنبياء أن تزيد الإنسان إيمانا وصلابة وقوة.

 ختمت أيوب كلمتها بالقول إنها ترجو الأزهر الشريف الذي تكن له كل احترام وتقدير أن يراجع موقفه من عرض فيلم {نوح}، وأن يسمح بعرض هذه النوعية من الأفلام، خصوصاً في هذا الوقت الذي لم يعد فيه المنع مجديا لتعدد أساليب مشاهدة الأفلام على شبكة الإنترنت أو القنوات الفضائية المتعددة.

بدوره أشار سامح مهران إلى منهج {الديجالوس}، المطبق في أنحاء العالم ويعني {التفكير من خلال الصورة}، موضحاً أن الكلمة لا تؤثر في المشاهد بقدر الصورة، ومؤكدا أن الصورة السينمائية تكرس لعظمة الأنبياء وليس العكس، لأن الفن لا يتعارض مع الدين، ولا يدخل الدين مع الفن في تناقض إلا في عصور الانحطاط.

يضيف مهران أن المجتمع المصري منفتح على العالم من خلال ثورة التكنولوجيا، لذلك لم تعد فكرة المنع مجدية، وأن المجتمع المصري قادر على التواصل مع الثقافات كافة، لكنه احتفظ بهويته على مر التاريخ، مشيراً إلى أنه يجل دور الأزهر العظيم، لكن لا بد من أن ينعم المجتمع المصري بثمار حرية الإبداع، كما نعم بثمار حرية السياسة.

back to top