{أنا وبابا وماما}... كوميديا اجتماعية من واقع الأسرة العربية
بدأ فريق عمل {أنا وبابا وماما} تصوير مشاهده الأولى على أن يعرض المسلسل خلال شهر رمضان المقبل، وهو ينتمي إلى {ميني كوم}، نوعية مختلفة من الدراما، تتمحور حول حكايات تتعلق بالأسر المصرية والعربية، وتبرز المشكلات في العلاقة بين الآباء والأبناء في إطار اجتماعي كوميدي.
يقول فداء الشندويلي (كاتب السيناريو) إن الـ{مينى كوم} هو الشكل الأنسب لعرض القصة التي يسيطر عليها طابع كوميدي، مشيراً إلى أن الفرق بينها وبين الـ {ست كوم} أن مدة كل حلقة لا تزيد عن 20 دقيقة، وتخلو من أصوات ضحك الجمهور خلال التصوير، ولا تضاف في ما بعد، إلى جانب عدم الالتزام بالتصوير في الأستوديو وقد يتمّ في الخارج.بدوره يؤكد ياسر عثمان (منتج المسلسل) أن عوامل عدة دفعته لاتخاذ هذه الخطوة منها تميز قصة {أنا وبابا وماما}، باعتبارها هادفة وفيها رسالة، وتتناول سلبيات ومآخذ يقع فيها الآباء عن غير قصد، في تربية الأبناء.
يضيف أن أهمية مناقشة طبيعة الأسرة العربية ومشكلاتها في عمل درامي كوميدي، تكمن في أنها بمثابة وطن صغير وأساس أي مجتمع؛ فإذا انصلح حالها ينصلح حال المجتمع ويكون غده مشرقاً.يتابع أن أسماء فريق العمل، في مقدمها أشرف عبد الباقي، حمسته على إنتاج هذا المسلسل الرمضاني، لا سيما بعد غياب عبد الباقي الطويل عن الدراما التلفزيونية، واشتياق جمهوره لمتابعته في مسلسل كوميدي كما اعتاد منه، ما يجعل التسويق مضموناً، خصوصاً بعد انضمام نشوى مصطفى ووجوه جديدة إلى فريق العمل، كاشفاً أن شركة {وان واي للإنتاج الفني والتوزيع} وافقت على مساعدته في إنتاج المسلسل بعد اطلاعها على قصته وفريق عمله.كوميديا عائليةيوضح أشرف عبد الباقي أن الحلقات قصيرة وتتضمن كوميديا عائلية تتناول قضايا هي محل نقاش بين الآباء وأبنائهم، ومن يقوم بمهمة تربية وتعليم الآخر في هذا الزمن، ويتضح ذلك في كل حلقة؛ إذ تعالج فيها مشكلة مختلفة عن الحلقة السابقة.يضيف: {المميز في هذه المشاكل أنها ليست ابتكاراً من المؤلف فداء الشندويلي، بل هي موجودة في الأسر العربية، لاسيما بعد انتشار التكنولوجيا، وتطورها المستمر، ودخول الإنترنت البيوت، والخطورة التي يمثلها استخدامه في حالات معينة على غرار التحدث مع أشخاص لا تربط بينهم أي معرفة مسبقة، والنتائج غير المحسوبة المترتبة على هذا الوضع، واستخدام البعض له لأغراض سياسية.بدورها تشير نشوى مصطفى إلى أن كل من يشاهد المسلسل من أفراد الأسرة العربية سيجد نفسه فيه، أوربما يجد صديقاً له، أو أحد معارفه، ما يبيّن أن {أنا وبابا وماما} أشبه برصد حياتي لواقع موجود في مجتمعاتنا العربية.تعرب نشوى عن إعجابها بكتابة فداء الشندويلي للقصة والسيناريو، حتى أنها عندما قابلته للمرة الأولى سألته عن حقيقة عُمر أبنائه، لأنها وجدت الجمل الحوارية المكتوبة هي نفسها التي تقولها لأبنائها. تضيف أن الهدف من هذا العمل تنشيط القيم الإنسانية للأسرة العربية التي نشأ عليها الآباء، بعدما غابت بفعل الظروف والأحداث في السنوات الأخيرة، مع رصد حال زوج وزوجة يغفلان وضعهما كزوجين ليمنحا اهتمامهما للأبناء.وجوه جديدةتلفت إلهام عبد البديع (أحد الوجوه الجديدة المشاركة في بطولة المسلسل) إلى أن فداء الشندويلي، مؤلف مسلسلي {آدم وجميلة} و{أنا وبابا وماما}، وهو من رشحها للفنان أشرف عبدالباقي لتشاركه المسلسل.تضيف أن عبد الباقي نصحها، قبل بدء التصوير، بالاستمرار في جديتها من دون التركيز على إضحاك الجمهور، لأن هذا الأمر سيحدث عندما لا تضعه في تفكيرها أثناء التمثيل.تجسد إلهام شخصية طالبة في كلية الحقوق، رزينة، وواثقة من نفسها، تمنحها والدتها (نشوى مصطفى) الكثير من خبرتها وتتوالى الأحداث على هذا النحو حتى تقع مشكلات بينها وبين أستاذها في الجامعة، وترتبط بعلاقة عاطفية مع رجل يكبرها في العُمر، وتحاول الانتحار لكنها تفشل، بعد هذه الأزمة يحاول والدها التقرب إليها.في المقابل يبدي محمد الشرنوبي تخوفه من التجربة الأولى له في الأعمال الكوميدية؛ ذلك أن المسلسلات التي سبق أن شارك فيها آخرها {الداعية}، لم تكن من هذه النوعية، لافتاً إلى سعادته بالعمل مع أشرف عبدالباقي ونشوى مصطفى، كونهما قامتين فنيتين لا يمكن إغفالهما.يجسد الشرنوبي دور حاتم الابن الأكبر في عائلته، شاب لديه طموحات وتطلعات مثل غيره من الشباب، يهوى السفر والموسيقى رغم أن صوته لا يكون جيداً لكنه يغني لأنه يحب الغناء.تظل حياة حاتم هكذا حتى يقع في ورطة تغيّر مجرى الأحداث، وهي أن صديقه يرتبط بمايكا (سمر جابر)، فتاة أجنبية يتعرّف إليها عبر الإنترنت، وبعدما يعلم بحضورها إلى مصر يتهرب منها، ويطلب حاتم مساعدته، فتظن أن حاتم هو من حادثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مدى سنتين، وتقرر مفاجأته بمجيئها إلى منزله للإقامة عنده، وذلك من دون علم الأسرة. هنا تنشأ مفارقات ومواقف كوميدية تنتج من كونها فتاة متحررة، بينما أسرة حاتم تحافظ على العادات والتقاليد.توضح سمر أن المخرج مايكل يبوح هو من رشحها لهذا الدور، الذي ترى أن ملامحها تساعدها كثيراً في تقديمه، إلى جانب استخدام أدوات تجميل تجعل شكلها يقترب من الأجنبيات.