بعد ساعات قليلة من الهدوء، تحولت مدينة طرابلس شمال لبنان مجدداً أمس الى ساحة حرب بين منطقتي جبل محسن التي تسكنها غالبية علوية مؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومنطقة باب التبانة التي تسكنها غالبية سنية معارضة له. 

Ad

وارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في الجولة الجديدة التي بدأت أمس الأول إلى 14 قتيلاً، وسط تهديد بفرض حصار على طرابلس ممن أسموا انفسهم «قادة المحاور في جبل محسن»، والذين اعلنوا في بيان مساء أمس الأول نيتهم «فرض حصار كامل على مدينة طرابلس حتى تسليم كل من حرض وهدر دم ابناء جبل محسن»، مضيفين ان «المدينة ستكون من يوم الاثنين مرمى لعملياتنا».

وأكد المسؤول الإعلامي في «الحزب العربي الديمقراطي» عبداللطيف صالح ان «الامور في جبل محسن هي بيد أولياء الدم وقادة المحاور»، مشدداً على ان «الحزب العربي الديمقراطي ينأى بنفسه عن كل ما يحصل في طرابلس». وفي حديث تلفزيوني، شدد على انه «لا علاقة لنا بكل ما يحصل، لكن إذا طلب منا التدخل للوساطة مع أولياء الدم وقادة المحاور بجبل محسن نحن مستعدون لذاك». وكان عدد من المسلحين أطلقوا على أنفسهم اسم «أولياء الدم في تفجيرات طرابلس» اعتدوا باطلاق الرصاص على عمال من جبل محسن قبل أيام. واتهمت السلطات اللبنانية علي عيد والد رئيس الحزب «العربي الديمقراطي» رفعت عيد بالتورط في تفجيرات طرابلس في اغسطس الماضي التي اوقعت 51 قتيلاً. 

 

إصابة جنود 

 

وأشارت التقارير الى «اصابة ثلاثة جنود لبنانيين في جروح بعد سقوط قذيفة على مركزهم في طلعة الشيخ عمران في التبانة»، فيما اعلن الجيش في بيان انه داهم ليل الجمعة ـ السبت أماكن تجمع المسلحين ومراكز القناصة، وأوقف ثمانية مسلحين وضبط كمية من الاسلحة الحربية الخفيفة والذخائر العائدة. 

وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر قد سطّر امس، استنابات قضائية إلى الأجهزة الأمنية في الشمال من شرطة عسكرية وقوى أمن داخلي وغيرها من القوى الأمنية، بالبحث والتحري عن الأشخاص الذين يشاركون في الأحداث الأخيرة في طرابلس ويطلقون النار على الجيش والسكان والاهالي، وطلب معرفة أسمائهم وتوقيفهم وسوقهم إلى دائرته.

 

ميقاتي وريفي

 

في السياق، أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن تضامنه مع أبناء طرابلس، وقال: «أمام هذا الواقع الأليم، بات لزاما عليّ كمسؤول وكممثل عن طرابلس أن أضع جميع المعنيين أمام مسؤولياتهم وأدل بوضوح على مكامن الخلل في المعالجة أينما وجدت لأن لا شيء أهم لدي في هذه المرحلة من حماية المدينة وحقن الدماء البريئة وصون الأعراض والأرزاق». 

وحمل المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي على ميقاتي قائلاً في بيان: «اننا دعونا في جولة الاعتداء الأخيرة على طرابلس، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزراءه الطرابلسيين الى الاعتكاف في المدينة، لكنه استمر في سياسة غط الرأس في رمال هذه المؤامرة»، سائلاً: «ماذا تنتظر يا دولة الرئيس؟ اعتكف وارفع الصوت واتخذ القرار لوقف هذه الجريمة، وإلا فلن تقبل منك طرابلس أنت وكل المقصرين أو المتآمرين من أمنيين وسياسيين، أقل من الرحيل، لأن دماء الأبرياء لا ترحم».

إلى ذلك، رأى رئيس كتلة «المستقبل» النائب فؤاد السنيورة أن «هناك حاجة لاتخاذ قرارات حازمة في طرابلس حتى لو اقتضى الأمر تغيير رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية في المدينة، من أجل أن يسود شعور أن هناك أمرا جديدا سيتم تطبيقه».

وكان السنيورة التقى أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وبحث معه التطورات خصوصا اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وذلك في اطار مبادرة «تيار المستقبل» الى طرح موضع الرئاسة لمنع الوصول الى الفراغ.