أجمعت المواقف المواكبة لمؤتمر المانحين الثاني أمس على الإشادة بالموقف الكويتي والمبادرات السامية في إغاثة الشعب السوري.

Ad

قال رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك في تصريح على هامش المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية الذي انعقد في الكويت أمس بأن "الكويت سباقة دائما في السعي لعمل الخير والمبادرة في الأعمال الإنسانية، وأنا سعيد بما توصلنا إليه من نتائج جيدة في هذا المؤتمر ومبالغ ستفيد المحتاجين لها من الشعب السوري الشقيق، ونحن يشرفنا أن نلبي النداء الكريم من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في هذا العمل الإنساني الكبير، ولا يفوتنا أن نشكر جميع المساهمين على تبرعاتهم السخية، ونسأل الله العلي القدير أن يكلل هذه الجهود المباركة بالنجاح وتخفف هذه المساعدات من معاناة المحتاجين وأن تنتهي هذه المأساة قريبا".

أمير العمل الإنساني

وأوضح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله بأن إجمالي تبرعات دولة الكويت في مؤتمر المانحين 2 كما أعلن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في كلمته 500 مليون دولار، منها 300 مليون تبرع من حكومة الكويت، و200 مليون هي حصيلة تبرعات المنظمات الخيرية غير الحكومية.

وقال العبدالله في تصريح صحافي على هامش المؤتمر أمس ردا على سؤال صحافي حول تشكيك البعض في مدى إيصال هذه المبالغ الى مستحقيها من الشعب السوري "اننا نتمنى من وسائل الإعلام توجيه هذا السؤال للمسؤولين في الأمم المتحدة، حيث ان دور دولة الكويت ينحصر في تنظيم هذا المؤتمر وجمع أكبر عدد ممكن من المشاركين تلبية لنداء صاحب السمو الأمير وجهود سموه في هذا المجال معروفة للجميع وقد حظيت بإشادة الجميع، ونحن فخورون بالوصف الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة على صاحب السمو الأمير حين قال ان سموه (بطل من أبطال العمل الإنساني الدولي) وهي بلا شك شهادة يعتز بها كل مواطن كويتي".

وشدد العبدالله على "أننا قد نختلف في بعض الأمور الداخلية لكن لا يمكن أن نختلف على واجبنا الإنساني تجاه المحتاجين"، وأضاف أن جمع الأموال وأوجه صرفها منوطة بالأمم المتحدة وليس بالكويت.

وأشاد العبدالله بالتبرع السخي من الدول المانحة إضافة الى التبرع الكويتي السخي، مشيرا إلى تبرع الولايات المتحدة بمبلغ 380 مليون دولار وبريطانيا بمبلغ 100 مليون جنيه استرليني والمملكة العربية السعودية وكذلك قطر بمبلغ 60 مليونا لكل منهما، قائلا ان هذه الدول فقط قدمت ما يقارب المليار دولار ونتمنى أن تستمر الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوري.

وأكد أن الإشادة بنجاح المؤتمر جاءت من جميع المشاركين وهي شهادة نعتز بها ونفخر ولا يفوتنا أن نتوجه بالشكر والتقدير لفرق العمل في اللجنة العليا للمؤتمرات التي عودتنا دائما على التميز ونؤكد أن عملهم الجبار محل تقدير من الجميع، وأشار إلى أن ضيوف الكويت الذين قدموا من كل مكان أبدوا إعجابهم وانبهارهم بالتجهيزات وحسن التنظيم، ونقلوا إعجابهم بشكل خاص بكرم الضيافة وحسن الاستقبال والترحيب الذي لاقوه من قبل الناس في المطاعم والأسواق والمتاحف التي قاموا بزيارتها بمجرد علمهم أنهم ضيوف الكويت، مؤكدا أن هذه الأصالة ليست غريبة على شعب الكويت.

رسالة تضامن

من جهته، قال وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ان جميع دول الجوار تساند الامم المتحدة في تنظيم هذا المؤتمر الذي تستضيفه الكويت، متمنيا ان يحقق المؤتمر ثماره ونتائجه في تخفيف المعاناة عن الشعب السوري.

واعرب الحمود في تصريح للصحافيين امس في قصر بيان عن امله في ان ينجح المؤتمر في ايصال رسالة واضحة للشعب السوري الشقيق بأن العالم كله يقف معهم.

وذكر ان اعلان سمو امير البلاد تبرع دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار من القطاع الحكومي والاهلي جاء "مساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق ودعما لجهود الامم المتحدة وأمينها العام بان كي مون في تنظيم هذا المؤتمر الدولي الثاني في الكويت".

قيم وسخاء

ومن جانبه، قال أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني "كعادتها الكويت سباقة في دعم القضايا الانسانية، واليوم تجلت هذه الصورة في المبادرة التي قادها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ففي المؤتمر الأول الذي عقد العام الماضي قدمت الكويت 300 مليون دولار و138 مليونا من الجمعيات والمنظمات واللجان الخيرية في الكويت"، مؤكدا ان "هذا الدعم السخي من الكويت الى الاشقاء في سورية كان محل اعجاب وترحيب من دول العالم".

وأكد الزياني ان"العطاء الكويتي لأشقائهم في سورية لم يتوقف عند هذا الحد، بل استمر من القيادة والشعب بإعلان سمو الأمير اليوم تقديم 500 مليون دولار للشعب السوري الشقيق"، مؤكدا أن "التبرع الكويتي يعكس أخلاق وقيم الشعب الكويتي في دعم أشقائه في سورية الذين لايزالون بأمس الحاجه للدعم المالي والدعم السياسي والدبلوماسي لحل هذه الأزمة ولحقن دمائهم".

حسين أمير عبداللهيان

وقال مساعد وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان "نقدر ونوجه الشكر لسمو الأمير على مساندة الكويت للقضايا التي تهم والاهتمام الذي توليه تجاه الوضع الإنساني في سورية وهو محل تقدير الجميع"، مشيرا الى أن الجمهورية الإيرانية قدمت مساعدات للشعب السوري طيلة السنوات الثلاث الماضية بلغت ملياري دولار تشمل المواد الغذائية والأدوية تضاهي ثلث المساعدات التي قدمت في المؤتمر الفائت".

وأشار عبداللهيان الذي يترأس وفد بلاده في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية في تصريح للصحافيين الى ان "المساعدات الإيرانية للشعب السوري تكون عن طريق الهلال الاحمر السوري والموثوق المحليين وتصل حتى للمناطق التي تشهد اشتباكات ووجود المجموعات التكفيرية ونبذل كل جهدنا لكي تصل المساعدات للشعب السوري".

وحول العلاقات الإيرانية - الاميركية قال ان "هناك تعقيدات كثيرة في العلاقات والتعامل والتصرف الاميركي خلال العقود الثلاثة الماضية بلغت جوا من عدم الثقة والارتياح ونواصل مع أي علاقة تقوم على الاحترام وبناء على التصرفات الايجابية البناءة".