السينما في لبنان... تلامس الواقع!
بعد فترة ركود طويلة، عادت الحركة لتدب في شرايين السينما اللبنانية وشهدت في السنتين الأخيرتين حركة تصاعدية في إنتاج الأفلام، والظاهرة اللافتة في هذا المجال اجتماع أكثر من شركة في إنتاج فيلم واحد ما رفع موازنته وساهم في تحسين عناصر نجاحه، من تقنيات وديكور وأكسسوارات وصولا إلى الممثلين بالطبع.
بعد أفلام: «حبة لولو»، «غدي»، BéBé، {نسوان}، {طالع نازل}... يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الاعمال التي تخرج في معظمها عن محور الحرب اللبنانية، والأعمال التجارية، وتلامس الواقع عبر تجسيد حالات إنسانية تشعر المشاهد بأنه جزء من العمل ككل.
بعد أفلام: «حبة لولو»، «غدي»، BéBé، {نسوان}، {طالع نازل}... يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الاعمال التي تخرج في معظمها عن محور الحرب اللبنانية، والأعمال التجارية، وتلامس الواقع عبر تجسيد حالات إنسانية تشعر المشاهد بأنه جزء من العمل ككل.
{يحمل فيلم {غدي} رسالة إنسانية سامية، تنطلق من وجعنا المرتكزعلى عدم تقبلنا لاختلافاتنا، وهو سبب رئيس لحروبنا وأزماتنا في العالم العربي تحديداً، فإذا كنا غير قادرين على تقبل إنسان خلقه الله مختلفاً في الشكل عنّا، فكيف سنتقبل إنساناً من غير معتقد أو دين أو سياسة أو حزب أو فكر؟}، يقول الممثل والكاتب اللبناني جورج خباز مؤلف فيلم {غدي} الذي يعكس الاختلافات الإنسانية ويتناول معركة أب ونضاله من أجل أن يتقبل الناس ابنه ذي الحاجات الجسدية الخاصة، محاولا أن يظهر للآخرين، أن لكل إنسان حاجاته الخاصة أيضاً وإن كانت غير جسدية}.لا يعتبر أن تقديم فيلم سينمائي تجاري أمر غير صائب، إنما يمكن تسميته حلقة تلفزيونية معروضة عبر الشاشة الكبيرة. أمّا الفيلم الأخير الذي قدمه في دور العرض السينمائية اللبنانية، فحمل مقومات النجاح، لأنه شعبي، أي تجاري، وفي الوقت نفسه يتضمن قيماً انسانية وفنية. وبرأيه قلة استطاعت في أعمالها الفنية، سواء سينمائية أو مسرحية أو تلفزيونية، تحقيق هذه المعادلة الصعبة.
المخرج محمود حجيج الذي قدّم فيلم {طالع نازل، يؤكد أنه قدّم عملاً يرضيه أوّلاً، معتبراً أن العمل الصادقٍ لا بد من أن يصل إلى الناس. لا يوافق حجيج على أنّ الجمهور اللبناني يفضّل الأفلام الكوميدية، خصوصاً الكوميديا السخيفة، {إنما العمل اللائق الذي يحمل رسالة أو فكرة ما}، معتبراً أن فيلمه كوميدي ليس لأن الناس يريدون هذا النوع، بل كونه أراد إيصال بعض الأفكار، واختار الكوميديا وسيلة تعبير لها، طارحاً فكرة الخروج من المعمعة التي يعيشها كل شخص ليتواصل مع المحيطين به، بدل أن يعيش كل إنسان في الوحدة نفسها، من دون أن يشعر بأنّ الآخرين هم مثله ويمرّون بالحالة نفسها.ترى المخرجة اللبنانية ليال راجحة أن ليس المطلوب أن تكون غالبية الأفلام اللبنانية تجارية، لأن الناس يفضلون القضايا الاجتماعية الهادفة، والدليل النجاح الذي حققه فيلم {حبة لولو} الذي قدمته السنة الماضية.تضيف أنها لم تفكر يوماً بتغيير الواقع من خلال العمل الذي تقدمه، إنما الإضاءة على مواضيع معينة، لذلك لم تسع إلى فيلم تجاري صرف، كذلك لم تهدف إلى تقديم فيلم يرضيها وحدها وتحتفظ به في مكتبتها الخاصة، من دون أن يحصد جماهيرية. لذلك جذب هذا الفيلم غير التجاري، حسب رأيها، الجمهور واحتل المركز الأول في شباك التذاكر.يتمحور {حبة لولو} حول الدعارة، الاغتصاب، حقوق المرأة والطفل، الفساد الاخلاقي لرجال السياسة، بيع الاملاك لذوي النفوذ، وغيرها من القضايا التي تستفزها وتزعجها، فتحدثت عنها، معتبرة أن أي أنسان يرى نفسه في إحدى شخصيات الفيلم، سواء في مواقفها أو رأيها أو ردود فعلها.تفاعل لا إرشادتشدد الممثلة تقلا شمعون على ضرورة ملامسة الفيلم السينمائي للواقع وألا يكون هدفه تجارياً، فحسب، وعن مشاركتها في فيلم {حبة لولو} ومدى غوصه في عمق المجتمع اللبناني، تقول إن {السطحية تسيطر اليوم على قسم كبير من المجتمع، والانجذاب إلى أمور برّاقة على حساب الأشياء الجوهرية، وبات المجتمع ماديّاً أكثر مما ينبغي، وهذا يصيب المجتمع اللبناني في الصميم}.تضيف أن الهدف من السينما والدراما، عموماً، ليس التعليم أو التوجيه أو أن يكون سيف نقمة، {يروي {حبة لولو} قصة امرأة وابنتها وجارتهما، اللواتي وضعتهن ظروفهن الحياتية في مكان مؤلم، لدرجة أنهن بتن مهمّشات، ويعانين عدم الاستقرار والسكينة. هذه شخصيات موجودة ضمن حكاية، وإن الناس تماهوا معها، فهو أمر مهم وهذه هي الغاية، لا أن نأخذ دور الواعظ أو المرشد}.الممثلة ماغي بوغصن التي أدت دور {بديعة} في فيلم BéBé، فتاة توقف نموها العقلي عند سن الثامنة بسبب دواء فاسد، فيما استمر نموها الجسدي بشكل طبيعي، ووصلت إلى سن ثلاثين عاماً، تعتبر أن الرسالة الإنسانية وراء الفيلم كانت سبب نجاحه، نظراً إلى اهتمام الناس بهذه القضايا الحساسة الموجودة في مجتمعنا.تضيف أنها اكتشفت، منذ قراءتها الأولى للنص، ما تريده الكاتبة كلود صليبا وما هدفها من معالجة هذا الموضوع، معتبرة أنها أرادت تعريف الناس إلى حالات إنسانية تعيش معاناة معينة، ورغم ذلك، تكون أكثر نفعاً في مجتمعها وبيئتها من أناس كثيرين يتمتعون بعقل وسلطة ومال.عما لو قدم الفيلم بإطار تراجيدي، هل كان ليوصل الرسالة بالطريقة نفسها، توضح بو غصن أنه يمكن إيصال الرسالة وتقديم الشخصية والتعبير عن معاناتها بأداء تراجيدي مقنع، لكنه سيكون مؤلماً. يشكل هذا الفيلم، برأيها، أملا لأهل الاطفال الذين يعانون مثل هذه الحالة المرضية.من جهتها تجد الممثلة زينة مكي أن ملامسة فيلم {نسوان} للواقع كان سبب نجاحه، وتقول إن فكرته جديدة والسيناريو جميل، {لا يمكن فصل عناصر العمل عن بعضها البعض، لأنها تؤدي، مجتمعة، إلى نجاح الفيلم، من التمثيل مروراً بالموسيقى التصويرية، وصولا إلى الإخراج والنص}.توضح أن الفيلم يتمحور حول استلام المرأة الحكم ومحاولة انقلاب الرجل على هذا الواقع لاستعادة سلطته، {للمرأة قدرة عظيمة لأنها بفضل أنوثتها تضفي حساً إنسانياً على المجتمع، وبالطبع لن تحكم ببطش وقساوة، كما حكمت في فيلم {نسوان}. شخصياً أؤيد مبدأ الإنصاف بين الرجل والمرأة وألا يكون المجتمع ذكورياً}.تشجيع ونقديعرب المخرج سمير حبشي عن سروره بصدور ثمانية أفلام لبنانية في عام واحد، وحصدها جماهيرية، {فهذا دليل على أن الجمهور اللبناني يقصد صالات السينما لمشاهدة أعمال محلية وأن البيئة مهيئة لصناعة سينمائية في لبنان، خصوصاً أن تقنية الفيديو والـHD سهّلت عملية الإنتاج السينمائي وخفّضت كلفة صناعة الفيلم}.بدوره يشير محمود حجيج إلى أنّ الأفلام اللبنانية الثمانية التي ظهرت في 2013 حضّرت الجمهور اللبناني للذهاب إلى السينما ومشاهدة فيلم لبناني، بعدما كانت ثقته بالإنتاج السينمائي اللبناني ضعيفة، مؤكداً أن الأفلام اللبنانية لا يمكن أن تتطوّر إلا إذا قام الجمهور اللبناني بدوره، وهو المشاهدة ثمّ النقد.يعترض على الصورة التي تقدم، أحياناً، عن لبنان في بعض الأفلام، وتصور البيئة اللبنانية كبيئة سهر ولهو فحسب. يقول، في حديث له: {هذه كليشيهات غير صحيحة، كل مخرج ينقل الواقع، وهذا الأمر موجود في بيئتنا ولكنه ليس كل شيء، بل جزء من الواقع، والمضحك أنهم يستقطبون الجمهور وكأن الناس يقولون لهم: انقلوا لنا المزيد. برأيي ثمة قضايا أهم أود نقلها بدلا من هذه {المسخرة} التي تتضمن تحقيراً للمرأة بشكل أساسي وتحقيرا للإنسان اللبناني}.أما الممثلة ندى بو فرحات فترى الحركة الإنتاجية السينمائية جيدة خصوصاً لجهة توافر تقنيات سهّلت عملية الإنتاج. تقول: {شخصياً، لا أعتبر السينما عملية تجارية، إنما موضوع شخصي جداً يتطلب شغفاً كبيراً، لأن صاحب المشروع يضع من ذاته ويدفع من لحمه الحيّ لإنتاج فيلمه السينمائي، في غياب مصادر التمويل، لذا أهنئ من يقدم راهناً أعمالا سينمائية}.تشير إلى أن السينما اللبنانية أقرب إلى الحقيقة من الدراما اللبنانية، وتعزو ذلك إلى أسباب عدة أهمها أن اللبنانيين لا يرون الواقع في الأعمال الدرامية بل على المسرح وفي السينما، متمنية أن ينسحب التنوع الحاصل في السينما على الدراما، «فالأفلام التي عرضت أخيراً لا تشبه بعضها البعض ولكل منها جمهوره الخاص، بينما نرى نوعاً درامياً واحداً. لطالما طالبت أن يتحقق التنوع في الدراما، إذ لا بأس بتقديم وجوه جميلة وجديدة، وإنما يجب، في المقابل تقديم ممثلين مبدعين أيضاً».يلاحظ الممثل يوسف الخال أن الأفلام التي عرضت في 2013 خرجت من إطار الحرب وتداعياتها وتناولت أفكاراً أخرى تهم المشاهد، ويضيف: «نظراً إلى الإقبال الكثيف على الأفلام اللبنانية هذه السنة، استنتجت أنها منفذة بشكل صحيح وتحترم المشاهد وعقله وتحثه على ارتياد صالات السينما، فانتفت بذلك المقولة التي كانت سائدة في الماضي، وهي أن الفيلم اللبناني دون المستوى ولا يستأهل دفع المال، مهما كان المبلغ بسيطاً، لحضوره».دليل خيريوضح الفنان جو قديح أن كل عمل جميل لا بد من التنويه به، وأن كثرة الأعمال السينمائية الموجودة دليل خير، مشيرا إلى أن {غدي} أحد أفضل الأفلام من بين التي تسنى له مشاهدتها، و{حبة لولو} ممتع والسيناريو خفيف والممثلين جيدين جداً. مشيراً إلى أن لديه نصوصاً وأفكاراً تُكتب في هذا الإطار إنما لم تتبلور النظرة الانتاجية او الاخراجية بعد.من جهتها، ترى المخرجة رندلى قديح أن ثقة الجمهور اللبناني بالسينما اللبنانية ازدادت، وأصبح يفتخر بها ويقصد الصالات لمشاهدتها، والبرهان الإقبال على الأفلام اللبنانية التي عرضت في 2013، وتضيف: {صحيح أن ثمة أعمالا تليق أكثر بالمهرجانات وأخرى نوعها تجاري، إنما تبقى في النهاية أفلاماً لبنانية تحصد نسبة مشاهدين مرتفعة، لذا أتمنى أن يستمر الدعم الجماهيري للفيلم المحلي ليتشجع الفنانون اللبنانيون على تقديم المزيد}. عن مشروعها السينمائي الجديد تقول: {ما زال مؤجلا، لأنني أتأنى في التحضير، فأنا لست مقتنعة به بعد، وأعدّل وأغيّر في بعض الأمور}. تجربة مهمة...بدورها تعتبر الممثلة بياريت قطريب أن السينما تجربة مهمة إلا أن ثمة تفاوتاً في مستوى الأعمال السينمائية اللبنانية الراهنة. {تحترم أفلام سينمائية المعايير، فيما توصف أخرى بأفلام {سينما} لكنها ليست سوى حلقة تلفزيونية طويلة، تحقق جماهيرية واسعة، رغم أنها تصب في إطار الأفلام التجارية. في المقابل ثمة أفلام سينمائية حقيقية مظلومة، أحياناً، بسبب طريقة تسويقها السيئة، فلا تأخذ حقها، إنما تُعرض في مهرجانات عالمية، بينما الأفلام الناجحة لا نراها في تلك المهرجانات}.أما الممثل يورغو شلهوب فيلفت إلى أن الحركة السينمائية الناشطة في لبنان هي دليل خير، معتبراً أن فيلم {غدي} مثلا يتمتع بمقومات سينمائية، لأنه متكامل على صعيدي الإنتاج والصورة، ونصه مكتوب بنفحة أوروبية يمتزج فيها المرح بالعمق الإنساني واللمسة الحزينة، فضلا عن روعة الإخراج، ووضع كل ممثل بالمكان المناسب، حسب رأيه. يضيف أنه لطالما نادى بدخول شركات الإعلان في لعبة الإنتاج السينمائي لأنها قوية فنياً وانتاجياً متمنياً أن تتشجع الشركات الأخرى على إنتاج أعمال سينمائية نوعيّة، {فنخرج من منطق {تيلي فيلم} أو حلقة تلفزيونية معروضة في السينما لندخل إلى عالم الصناعة السينمائية الحقيقية}.من جهتها ترى الممثلة زينة مكي أن {الأعمال السينمائية اللبنانية الراهنة تؤسس لمستقبل واعد. رغم ضعف الإنتاج في بعضها، إلا أن المهم هو محاولة صناعة فيلم سينمائي لبناني}.آراء مختلفةيصف المخرج طوني قهوجي الحركة السينمائية في لبنان بأنها جيدة، لجهة توافر تقنيات سهّلت عملية الإنتاج. لا يعتبر السينما عملية تجارية إنما موضوع شخصي يتطلب شغفاً، لأن صاحب المشروع يضع من ذاته، ويدفع من لحمه الحيّ لإنتاج فيلمه السينمائي، في غياب مصادر التمويل. يهنئ من يقدم راهنًا أعمالا سينمائية، أما بالنسبة إلى تقديم فيلمه الخاص، فيوضح أن هذا الأمر يحتاج إلى مساحة من الوقت وهدوء البال، وهذا غير متوافر راهنًا لديه.يطمح الممثل عصام بريدي إلى عمل سينمائي، بكل ما في الكلمة من معنى، وليس مسلسلاً سينمائياً، معترضاً على بعض الأعمال التي تعرض في الصالات السينمائية، {وهي ليست بسينما لناحية السيناريوهات}. فما يحصل، حسب رأيه، هو {متابعة مسلسل في السينما، بعد حلقات عدة من مسلسل معين لا ينهونه بل يجبرون المشاهد على الانتظار ليشاهده في السينما، مفهوم السينما ليس كما يظنون، فلا يمكنك أن تنقل قصة تافهة من التلفزيون إلى السينما}.لا تخوض الممثلة نادين الراسي مجال السينما لتضيف إلى مسيرتها أنها اشتغلت سينما فحسب، بل تحلم بسينما نظيفة وعصرية ، ولا تشجع على مشاهدة فيلم سينمائي يكون أشبه بحلقة تلفزيونية في صالة سينما. {إذا كان الأمر كذلك أختار مسلسلاً من 30 حلقة بدل 30 حلقة في فيلم}.بدوره يعتبر الممثل طلال الجردي أن الحركة السينمائية جيّدة وأن المهتمين بمصلحة الدراما اللبنانية يتجهون الى السينما، لأن التلفزيون لا يعطي النتيجة التي يسعون إليها كون الدراما تؤدي الى خسارة مادية ما لم تكن عربية مشتركة. وعما إذا كان لديه مشروع فيلم سينمائي جديد بعد {تاكسي البلد}، يعتبر أن ظروف البلد لا تشجع على تقديم عمل جديد، ويضيف: {فضلا عن أننا أنتجنا {تاكسي البلد} من مالنا الخاص لكننا راهنًا نحتاج إلى مموّل خارجي لتقديم عمل آخر}.تعرب الممثلة داليدا خليل عن فرحها بهذه الحركة {التي تعني أن وطننا بخير وسيظل كذلك، وما صدور هذه الافلام شهريًا الا دليل إلى تطور مستمرّ، وإذا شاء الله، لن نقف في مكاننا وسنرفع اسم لبنان عالياً في أهم الدول، لتصبح أفلامنا محطّ الانظار في مهرجانات { كان} و{هوليوود}. تضيف: {يتحقق ذلك بتوافر العناصر الإخراجية والتمثيلية الجيدة. فضلا عن أن الأصداء حول هذه الافلام اللبنانية التي عرضت أخيراً جميلة، وتؤكد ضرورة استخراج المواهب المخفية التي لا تزال دفينة، ولم تأخذ حقها بعد، لأنها تستأهل تسليط الضوء عليها}.مغامرةشكر الممثل جورج خباز شركة الانتاج talkies التي خصصت مليون ونصف مليون دولار لإنتاج فيلم {غدي} وهو مبلغ لا يُعتبر متواضعاً على صعيد إنتاج فيلم سينمائي لبناني. فنال الفيلم حقه انتاجياً. أما عن المخاطرة في تقديم أعمال فنية سينمائية أو مسرحية في ظل عدم الاستقرار في لبنان والدول العربية، فيشير إلى أن {لبنان يمرّ منذ سنة 1975 بأزمات لذلك لا يمكن الاستسلام للأوضاع السلبية في البلد، بل تحقيق توازن معين لتبقى صورة لبنان ايجابية}، معتبراً أنه يقدم منذ 2004 أعمالا مسرحية رغم ما يواجه البلد كل عام من مصائب وطنية كبيرة، لكنه مصر على السير عكس الموجة لتحقيق النجاح، {يتحدى الجمهور اللبناني الظروف في وعيه ولاوعيه عبر دعمه الأعمال الفنية ومشاهدتها}. وعن الحركة الفنية الناشطة في لبنان على صعيد السينما يضيف أنها دليل صحة، كونها تحمل تنوعاً، اذ يصب كل فيلم في إطار مختلف عن الاخر.لا تعتبر ليال راجحة أنها غامرت بإنتاجها فيلم {حبة لولو} على نفقتها الخاصة معتبرة أن اشتراك Shadoof Productions مع Kolja Digital Works وGamma Engineering في الانتاج سهّل الموضوع، {فضلا عن أنه لا يمكن انتظار الاستقرار في البلد، لأن الهدوء يكون بناء لقرار بالتهدئة وليس استقراراً نهائياً». تضيف أنها بعدما رأت نسبة المشاهدة المرتفعة عبر شباك التذاكر، شعرت أن التوقيت كان مناسباً وما كان يجب التأجيل، وأن هذه المغامرة تستأهل الخوض، «جميل أن نلمس الإيمان بالسينما اللبنانية والاستثمار فيها بدلا من الاستثمار في الدراما والإعلانات، نشهد راهناً صناعة سينمائية يقابلها الجمهور اللبناني بحماسة».تتابع: «في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بات من السهل إيصال إعلان معين وحث الناس على مشاهدة العمل، إنما ذلك غير كافٍ، ففي حال فشل الفيلم جماهيرياً، سترمى أموال الإعلانات والإنتاج في سلة المهملات. ثمة طريقة مختلفة للإعلان تقوم على الإخبار، أي أن من يشاهد العمل يعبّر عن رأيه، إيجاباً أو سلباً، أمام سواه}.إيلي حبيب منتج فيلم BéBé (الرابع بعد {دومينيكو سافيو} قدمه منذ 12 عاماً، {غنوجة بيّا}، {خليك معي})، يشدد على أنه تطوّر مهنياً كمخرج بعد مرور هذا الوقت، فضلا عن أن تطوّر التقنيات سهّل التصوير، وأصبح الانتاج السينمائي أكبر.يقول: {نحن قادرون على انتاج أعمالنا بأنفسنا، وفيلم BéBé الذي هو وليد ثلاث شركات إنتاج لبنانية خير دليل الى ذلك، فنحن كلبنانيين لا تنقصنا أي مؤهلات بل الارادة}.يضيف: {مهما بلغت نسبة تمويل الفيلم اللبناني، لا يستطيع شباك تذاكرنا أن يردّ الكلفة، ولكن المهم تقديم فيلم لبناني يحبه الجمهور، وهذا الاخير قادر على تسويقه في الوطن العربي من خلال التحدث عنه بطريقة ايجابية. عندها يمكن تنفيذ فيلم بتمويل أكبر وتسويقه في الخارج أيضاً}.يتابع أن {الإقبال على الفيلم عظيم وهذا دليل على أن الجمهور اللبناني يشجعنا، لذا لا يمكن مقابلة هذا الاقبال الكثيف وهذه الثقة بعدم أنتاج المزيد من الأعمال. ففي 2013 عرضت 9 أفلام سينمائية لبنانية، وأتوقع صدور 12 فيلماً جديداً في المستقبل القريب وهذا دليل خير}.