الجهراء الحصان الأسود للبطولة... والكويت سقط من القمة بيديه

Ad

بدا الطريق شائكاً في بداية الموسم، بيد أن القادسية عرف من أين تؤكل الكتف ليظفر في النهاية بلقب دوري فيفا، الذي نجح في التتويج به دون التعرض لأي خسارة.

توج القادسية بطلا من ذهب لبطولة دوري فيفا لكرة القدم، بعد ان وصل إلى النقطة 68، وبفارق 4 نقاط عن حامل اللقب السابق الكويت، ولم يتعرض الأصفر لأي هزيمة هذا الموسم، بينما تعادل خمس مرات، وسجل 66 هدفا بقيادة المهاجم السوري عمر السومة الذي توج هدافا للمسابقة، كثاني أقوى خط هجوم، وبفارق هدف واحد فقط عن الكويت الأقوى هجوما.

وتلقت شباك القادسية 14 هدفا فقط طوال الموسم كأقوى خط دفاع، بينما جاء دفاع الفحيحيل الأضعف، وتلقت شباكه 39 هدفا، في حين اكتفى فريق الشباب بتسجيل 19 هدفاً طوال الموسم كأضعف خط هجوم.

واستحق الأصفر التتويج باللقب بعد صراع شرس من حامل اللقب السابق الكويت، الذي تصدر حتى نهاية الدور الأول، رغم فوز القادسية بهدفين من دون رد في مواجهة الغريمين قبل نهاية هذا الدور، والذي كشف مجددا وبشكل مبكر عن منافسة ثنائية في ظل ابتعاد العربي والسالمية وكاظمة عن السباق، ورفعهم الراية البيضاء، رغم ان الترشيحات كانت تسير باتجاه ظهور الفرق الثلاثة بالصورة، في ظل صفقات واستعدادت كبيرة قبل بداية الموسم.

ولعل ما ميز الأصفر عن غيره وفرة اللاعبين الجاهزين، الأمر الذي يحسب للجهاز الفني بقيادة مدربه القدير محمد إبراهيم، الذي أشرك 34 لاعبا خلال منافسات الدوري، لتحمل ضغط المباريات الرهيب الذي تعرض له الفريق بالمشاركة مع نظيره الكويت في ملحق دوري أبطال آسيا، والوصول إلى المرحلة الأخيرة أمام الجيش القطري، ثم في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي بلغ فيها القادسية دور الـ16 التي سيخوضها على أرضه ووسط جماهيره.

كما نجح الأصفر في مشاركاته المحلية حتى الآن بحصده كأس السوبر، وبطولة سمو ولي العهد، ودوري الرديف قبل أن يتوج أمس الأول بلقب الممتاز، ويمني النفس باستكمال الموسم المثالي بإضافة بطولة كأس الأمير الأغلى، وهو مدعو لمواجهة الفحيحيل الرابع عشر الاخير في الدوري في اياب الدور ربع النهائي من المسابقة غدا، علما انه فاز ذهابا 3-1.

ورغم تراجع أداء الاصفر في بعض المباريات فإنه حسم البطولة وبجدارة في النهاية، بفضل خبرة اللاعبين الكبار في الفريق، وحماس الصاعدين وتألقهم أمثال سيف الحشان أبرز صانعي الأهداف في المسابقة هذا الموسم وسلطان العنزي وخالد إبراهيم وغيرهم ممن سطروا مع القادسية انجازات هذا الموسم، كما يحسب لإدارة القادسية دعمها ومؤازرتها للفريق طوال الموسم رغم الضائقة المالية الشديدة التي كادت تعكر صفو الفريق ومسيرته الناجحة مراراً وتكراراً.

السومة سوبر...

والمطوع عاد بقوة

ولابد من الإشارة إلى أن السوري عمر السومة محترف القادسية يستحق لقب هداف الدوري السوبر، بعد تسجيله 23 هدفا مع الأصفر، أبرزها الهدف المؤثر والحاسم في شباك كاظمة في الجولة قبل الأخيرة، كما نجح وبقوة في اثبات أنه ورقة رابحة، يستحق الاستمرار مع الأصفر.

وشهدت الجولة الأخيرة من الدوري عودة نجم الكرة الكويتية والقادسية بدر المطوع الى مستواه المعهود بعد إصابة طويلة عاناها المطوع، الذي قاد الأصفر باقتدار في مواجهة النصر مسك ختام اهداف القادسية، والهدف رقم 70 له في الدوري.

سقوط البطل

من جانبه، لم يأت سقوط الكويت من قبيل المصادفة هذا الموسم، بل كانت له أسبابه المقنعة، فالأبيض الذي خسر في الدوري مرتين فقط أمام القادسية وخيطان، هو الأقوى هجوما بـ67 هدفا، وتلقت شباكه 19 هدفا، ورغم قلتها لكنها كانت مؤثرة.

ولم يستطع الأبيض مواصلة صحوته الرائعة التي بدأها منذ بداية الموسم الماضي مع كتيبة المدرب الروماني إيوان مارين، الذي نجح مع لاعبيه في استعادة لقب الدوري من القادسية، الى جانب كأس الاتحاد الآسيوي، وقدم عروضا مبهرة، لدرجة جعلت المتابعين يؤكدون صعوبة قهر هذا الفريق، الذي ظلت عناصره تحت الضغط وصمدت كثيرا، حتى دخلت بطولة الدوري المراحل الحاسمة، ليبدأ الفريق فقد نقاط سهلة، في ظل ارهاق كبير، وعدم جرأة الجهاز الفني استبدال العناصر الأساسية التي بقيت تشارك في المباريات رغم عدم القدرة على الانتاج المتميز كما كانت العادة، وربما تكون جرأة مارين متأخرة في الاعتماد على عناصر الصف الثاني والذين اثبتوا قدرتهم في مواجهة فنجاء الأخيرة في البطولة الآسيوية.

أندية تستحق الإشادة

واثبت ابناء القصر الأحمر أنهم رهان ناجح حافظ على تفوقه بشكل تصاعدي منذ الموسم السابق، ونجح الجهراوية في التقدم وبثبات نحو الميدالية البرونزية، التي كللت جهودهم هذا الموسم بعد الخروج المشرف من بطولة الأندية الخليجية أمام الأهلي الاماراتي.

وتميز أداء الجهراء هذا الموسم أو في بطولة الدوري بشكل أدق بالحماس والعزيمة التي قهرت وتجاوزت فروقات كبيرة مع فرق أبرمت تعاقدات بأموال طائلة كالعربي والسالمية، ويحسب للاعبي الجهراء تميزهم رغم تواجد محترفين فقط مع الفريق، فينيسيوس ونينو، عكس غالبية الأندية التي اعتمدت على رباعي محترف لم يقدم شيئا.

والمفارقة ان الحديث عن المركز الثالث يجرنا إلى كاظمة الذي يحسب له هذا الموسم رغم تاريخه العريق تواجده في المركز الرابع، مقارنة بنتائج الفريق في الموسم الماضي، الذي ودع فيه أندية الممتاز، قبل أن يعود مع دوري الدمج، ونجح مدربه البرازيلي داسيلفا في الارتقاء به ليختم الموسم في المركز الرابع متجاوزاً الخمسين نقطة.

ولا يمكن تجاهل التضامن واليرموك فكلاهما قدم في حدود المتاح ما يشفع له في ظل امكانات محدودة، أجبرت نادي التضامن على فك ارتباطه بلاعبه فهد الهاجري والاستفادة من ذلك بجلب عدد من اللاعبين بعد بيعه للسالمية بمبلغ مالي كبير.

السماوي لغز محير

"الفوز ومن بعده الخسارة ثم التألق ثم السقوط" كان عنوان أداء السالمية هذا الموسم، والذي توقع الجميع أن يقدم مستويات لافتة بعد صفقات من العيار الثقيل، أولها مع المدرب المخضرم ميهاي، الى جانب بعض الصفقات الخارجية والمحلية التي ملأت الدنيا ضجيجا من دون طحين، أمثال المصري الدولي عمرو زكي، وغيره من الصفقات التي قيل ان الانسجام كان ينقصها، ولم يتمكن المدرب الوطني محمد دهليس هو الآخر من حل لغز السماوي الذي قدم مستوى متميزا تارة تحت قيادته، ليعود بعدها ويسقط كما حدث امام التضامن في الجولة الأخيرة.

ولا يختلف الحال في العربي كثيرا عن السالمية، فالأخضر الذي احتل المركز الخامس في نهاية المسابقة بـ43 نقطة، و12 فوزا، و7 هزائم، ومثلها تعادلات، لم يكن أحسن حالا في ظل نتائج متواضعة في مباريات من المفروض انها محسومة لصالحه، ولم ينجح الأخضر بجهازه الفني بقيادة روماو في التخلص من الضغوط الرهيبة التي وقعت على الفريق منذ بداية الموسم ليفقد أي أمل في المنافسة على لقب الدوري منذ نهاية الدور الأول.

ومن المهم أن نشير إلى أن العربي يعاني إداريا، إلى الجانب الفني، والدليل هو تغيير جميع محترفي الفريق الذي تعاقد معهم الجهاز الإداري في بداية الموسم بآخرين لعدم اقتناع المدرب بمستواهم، لاسيما انه لم يستشر قبل التعاقد معهم.

كمالة عدد

تعاملت أندية كثيرة مع بطولة دوري الدمج هذا الموسم على أنها كمالة عدد، ولم يظهر على هذه الفرق اي رغبة في التقدم أو حتى الظهور المشرف طوال المنافسات، وربما يعود ذلك لإدارات الأندية التي "كبرت دماغها" في ظل دوري لن يشهد هبوطا لأي فريق، وهو أحد أخطاء دوري الدمج القاتلة هذا الموسم.

تصريحات الفهد وعقلة وإدارة العربي الأكثر إثارة!

لم يترك رئيس نادي القادسية الشيخ خالد الفهد، ومدير الكرة في الكويت عادل عقلة، الى جانب غالبية أعضاء إدارة العربي الفرصة في مناسبات عديدة الا واطلقوا تصريحات نارية بعضها كان في محله والآخر جانبه الصواب.

وبعد الجولة الأخيرة من مسابقة الدوري زاد الشيخ خالد الفهد من حدة تصريحاته عندما طالب الأندية التي تهاجم القادسية وتتحدث عن محاباة الحكام للأصفر باللجوء الى محكمة الكاس أو مراجعة مستشفى الأمراض العقلية، وهو ما أثار ردود فعل كبيرة لاسيما من العرباوية الذين كانوا بالفعل قد لجأوا الى محكمة الكاس احتجاجاً على العقوبات المفروضة عليهم من الاتحاد الكويتي لكرة القدم.

بدوره أدلى مدير الكرة في الكويت عادل عقلة بتصريح ناري، مفاده بأن القادسية لاقى محاباة كبيرة من لجنة الحكام واتحاد الكرة، متهماً إياه بأنه سهل مهمة الكويت الآسيوية ووافق على تأجيل مبارياته في المسابقات المحلية من أجل عيون القادسية كونه مشاركاً في البطولة نفسها مدللاً على ذلك بالموسم الماضي الذي كان الكويت يشارك بالبطولة وحيداً وتم رفض جميع طلباته لتأجيل المباريات.

أما الإدارة العرباوية فلم تنقطع تصريحاتها المثيرة منذ خسارتها نهائي كأس سمو ولي العهد أمام الأصفر والتي خرجت تارة من أمين السر عبدالرزاق المضف، ومن نائب رئيس النادي عبدالعزيز عاشور ورئيس النادي جمال الكاظمي تارة أخرى.