سجل العدوان المستمر على غزة منذ شهر تراجعاً ملحوظاً مع بدء سريان هدنة جديدة تزامنت مع إعلان الجيش الإسرائيلي أمس الانسحاب البري من القطاع.

Ad

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر إن "الجيش استكمل مهمته الرئيسية وهي تدمير أنفاق التسلل عبر الحدود"، مضيفاً: "سيعاد نشر القوات في مواقع دفاعية خارج القطاع وسنحتفظ بتلك المواقع"، في إشارة إلى استعداد إسرائيل لاستئناف القتال إذا تعرضت للهجوم.

ودخلت الهدنة، التي أعلنت مصر التوصل إليها مساء الاثنين/ الثلاثاء ولقيت ترحيباً دولياً واسعاً، إلى حيز التنفيذ في الثامنة من صباح أمس، على أن تستمر 72 ساعة لتمهد لمفاوضات شاملة بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية المخابرات المصرية وبمشاركة وفد من الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى حل دائم للنزاع الذي أسفر عن مقتل نحو 1900 فلسطيني، معظمهم من المدنيين خلال 29 يوماً.

واستقبلت القاهرة أمس وفداً فلسطينياً من قطاع غزة، يتألف من ممثلي حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بينما شاب الموقف الإسرائيلي بشأن إرسال وفد للمشاركة في المباحثات غير المباشرة الغموض.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إسرائيل و"حماس" إلى "البدء، في أسرع وقت ممكن، بمفاوضات القاهرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة أصل النزاع".

بدوره، أشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس بأداء جيشه خلال عملية غزة وتدميره للأنفاق. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه أن "تدمير الأنفاق كان عملاً معقداً نفذه جنود أبطال وسط ظروف قتالية صعبة"، مضيفاً أنه مع ذلك "لا يمكن التأكد من تحقيق النجاح بنسبة مئة في المئة".

ومع تواصل التنديد الدولي بالمجازر الإسرائيلية، قدمت أمس وزيرة الدولة البريطانية المسلمة سعيدة وارسي استقالتها من منصبها، مؤكدة في تغريدة على "تويتر" أنها لم يعد بوسعها "تأييد سياسة الحكومة" حيال النزاع الدائر في غزة، وهو ما يزيد الضغط على حكومة ديفيد كاميرون الذي يتعرض منذ أيام لانتقادات من المعارضة العمالية لعدم اعتماد نهج أكثر تشدداً حيال إسرائيل.

على صعيد متصل، وافق الرئيس الأميركي باراك أوباما على قرار الكونغرس تقديم تمويل إضافي بمبلغ 225 مليون دولار، لدعم منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى.